التفكير الأناني المتأني والفهم البطيء المٌستني والإدراك السياسي المتجني

 


 

عباس خضر
10 March, 2014

 



لا اريد أن أبدأ في هذا المقال المخطيء المصيب العجيب أبداً وبتاتاً بمقولاتنا المعهودة  المتكررة مثل التي تعودنا أن نبدأ بها لإستهلالات مداخل لمقالات النكبة الإنقاذية للسودان المنكود المنكوب.

فلقد درجنا على أن نقول:
من عجائب الكيزان ومن غرائب المحن الإنقاذية ومن طرائف الأشياء الجبهجية الإخوانية الدخيلة وأتعرفون من هم هؤلاء المتعالين المتكبرين المفترين الفاسدين وجملة من أين أتى هؤلاء أصبحت دمغة وطابعة على ظهر الكيزان والإخوان تختم أو تبدأ بالبيت الشهير دائماً:

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
إن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا

ونستعجب في البدايات والمستهلات كثيراً بكل إندهاش وإستغراب أين الأدب والحشمة والإحترام أين هي  مكارم الأخلاق والإختشاء وحياء الدين الإسلامي وتواضع مسلميه الكرام وتهذيبهم الجم  في هؤلاء الذين ينادون ويملأون الآفاق  عويلاً بل يصرخون بالإسلام هو الحل وأكلوا رأسنا بالمشروع الإسلامي الحضاري  وبتطبيق شرع الله في خلقه وفي أنفسهم لايبصرون والجمل ما بيشوف عوجة رقبته.

كل هذا كنا نبدأ به ولاتخلو مقال منه ومن أمثاله  والتي أنا نفسي سهكتها سهكاً من كترة ما بدأت بها وما عارف ولا أدري من الذي بدأ بها ونحن كنا مقلدوه أو كانت تأتي توارد خواطر أو البيئة السودانية الإنقاذية المأزومة الغريبة العجيبة من سنة 89م  هي التي كانت تحلب وتستدر وتستجلب وتستدعي كل هكذا بدايات أوزي ما بيقولوا تفرض نفسها وتلبد غيوم الأرض والوطن والمواطن فلا مناص ولا مفر من كتابتها ولابد من ما ليس منه بد  رغم أنف المدونين والكتَاب والصحفيين والهواة، أم أنها قنبلة الكاتب والأديب الكبير الطيب صالح وهو يتساءل بإستنكار من أين أتى هؤلا!؟  فإذا بها تنفجر وتنزل متساقطة شظايا ركام ورماد ودخان تهطل مع الأمطار في السودان فتظهر لأفكار الجميع بجلاء مدى السوء والمعاناة والمآسي الإرهابية التي سببوها للشعب.

المهم لايهم كل ذلك الآن ولن نبدأ به مرة أخرى بعد اليوم لأن تناثر شظاياه المهولة صارت طبقات فوق طبقات وإنتشرت وعمت وتراكمت في القرى والحضر والبادية والبلدان وتخطت للجيران في ربع قرن  وبدأت تؤتي أٌكلها ومفعولها أخيراً بعد أن كاد الملل أن يزحف فينا ويكتم أنفاسنا ويكمم أنوفنا ويشل عزمنا ويكسر أقلامنا ويتملكنا اليأس من زمان لكن الحمدلله كانت إرادة الكتاب والصحفيين الثوار الأحرار على الرغم مما لاقوه من عنت ومشقة وتكميم وقبض وزجر وتخويف وترغيب  وتعذيب وترهيب  كانت إرادتهم لاتخور ولاتهن ولاتلين بل وتزداد قوة وصلابة  فتشد من العزم وتقوي الإرادات وترهب الأعداء أعداء الوطن والحرية والكرامة والعزة والإرادة والمواطن إلى أن حققوا هذه المكاسب العامة العليا فبدأت بمصر ثم تونس ثم جاءت دول الخليج والسعودية فالجامعة العربية وحتى قطر أسقطت رئيسها وخليفتها تميمها الأخواني تميم بن حمد وسوف تنضم للعالم العربي والإسلامي الحٌر وترمي بالأخوان والكيزان في جوف مزبلة الإرهاب أخيراً.

الخطأ والصواب في هذا المقال متداخلان مع بعضهما البعض ومع مدى مصداقية تلك الدول في الخليج والسعودية وصدقها وكذبها وصواب تركيزها على كل الفيل الإرهابي الإخواني وأس جسده الكيزان والمتأسلمين في السودان أوجزء منه و ذيله ومؤخرته فقط أو ربما ضله الواقع عليها  وهذا مصدر العجب ويستشف من العنوان.

وهذا ما يجعل العجب والغرابة أيضاً تتشكلان من جديد فالكيزان أو أخوان السودان أو بالأحرى غطائهم الكبير الجبهة القومية الإنقلابية ومن إنضم إليها من المتأسلمين من الداخل والخارج في السٌلطة والتسلط على الشعب السودان وأيضاً شتموا وسبوا ولعنوا السعودية وملوكها وأمراءها وأمريكا روسيا قد دنا عذابها والعقيد يونس لم يقصر فيهم وفتحوا أبوابهم مشرعة للشعب السوداني ووضعت أمريكا أسماء 52 شخصية إنقاذية في كشتينة الإرهابيين لكنها صمتت هي والسعودية بعد ذلك وأصبحت النغمة أن الإنقاذ مسجلة (راعي) للإرهاب فقط فإذا بها وبحركة بهلوانية  إنقاذية تسلمهم كارلوس ويطردوا بن لادن وبدأ تفكيرهم المصلحجي الأناني متأنياً  في إنتظار ماذا!؟  فلماذا إستنوا كل هذا الزمن ولماذا صار الإخوان اليوم جماعة إرهابية وليس قبل ذلك وبسنين طويلة وبزمن أضحى دهرا!!؟

ونسوا تماماً معاناة الشعب السوداني من الإرهاب ومجازر الإرهابيين :ـ مجزرة الصالح العام والتمكين مشتعلة منذ أغسطس 89م ومازالت، مجازر بيع المؤسسات والمشاريع والمصانع وتشريد العاملين،  تأجيج حرب جهادية لامعنى لها ومجازر في الجنوب، مجزرة وإبادة في دارفور، تأييد مجازر صدام،والمجازر المشتعلة حتى اليوم في دارفور وج.كردفان والنيل الأزرق فهل كان فهمهم بطيء لهذه الدرجة ويستنى وينتظر حتى تضرب مصر في عقر دارها ويدخلون سوريا واليمن ويهددون سيناء وجبل الطور ودول الخليج والسعودية ليوصموا بعد ذلك بالإرهابيين ، إن هذا الإدراك السياسي المتأخر هو جناية ليس على شعب السودان وأرضه فحسب بل على العالم أجمع لأنهم توالدوا وتكاثروا وتناسلوا كالبكتريا والفيروسات بأرض السودان بمساندة ومساعدة قوية من قطر وتركيا وإيران فصار حاضن مهم وبؤرة  ضربت تونس وليبيا واليمن ومصر وحدث كل هذا بسبب:ـ (التفكير الأناني المتأني، والفهم البطيء المٌستني، والإدراك السياسي المٌتجني).
فإن لم يزاح من السودان فسيطال كل البلدان وعلى نفسها جنت براقش.

abbaskhidir@gmail.com

 

آراء