الحرب السودانية – أسباب الخلاف والآثار النفسية على المواطن

 


 

 

zlzal1721979@gmail.com
هل سألت نفسك عزيزي القارئ في يوم من الأيام عن الأسباب الجوهرية التي أدت “للخلاف الدائم“ بين مكونات المجتمع السوداني؟

ربما يقودنا السؤال مباشرةً للوصول إلى حلول من شأنها تخفيف حدة التوتر فيما بين هذه المكونات وإزالة أسباب الخلاف.

تناولت في العديد من المقالات السابقة أسباب الأزمة السودانية، وشكل الخلاف الأزلي بين مكونات المجتمع السوداني، وكيفية معالجة هذه المشاكل بين المكونات أي كانت سياسية أم عسكرية، كما تحدثت كثيراً عن الجهات التي لديها مصلحة من إثارة الفتنة وتأجيج الصراع الشيئ الذي سيقود مباشرةً إلى الحرب إن عاجلاً أم أجلاً بين مكونات الشعب السوداني، وأشرت لمن أشعل الحرب الحالية ، والأسباب الرئيسية التي لعبت دوراً في تأجيج الصراع وإشعال نار الفتنة وزيادة حدة التوتر بين "الجيش" و"الجنجويد" الشيئ الذي خلف آثاراً نفسية لا يمكن تجاوزها على الإطلاق.

الآثار النفسية في المقام الأول هي التي تلعب دوراً بارزاً في سير قطار الحياة اليومية، فإن كانت إيجابية قد تؤدي إلى الإستقرار النفسي الذي يقود إلى الإستقرار الوظيفي الذي يجعل المجتمع يصل إلى مرحلة الرفاهية الإجتماعية التي تجعل من الحياة العامة للأفراد داخل المجتمعات مختلفة و متفردة هانئة وسعيدة إلى أبعد الدرجات.

الأُسرة هي النواة الأولى والمكوّن الأساسي للمجتمعات، وإنَّ إلحاق أي ضرر بها يؤدي لإحداث خللٍ يطالُ المجتمع بأسره. هذا بعينه ما يحدث عند قيام الحروب، لا سيما في المجتمعات ذات الروابط الاِجتماعية الوثيقة، إذ لا يقتصر التأثير السلبي للحرب على من عاشوا داخل مناطق النزاع، بل يمتدُّ ليشمل ذويهم الذين فرّوا خارج البلاد وهذا بالضبط ما يحدث الأن في السودان.

كلنا نعلم بأن الآثار النفسية للحروب والصراعات كثيرةً جداً لا تتسع المساحة لذكر كل هذه الآثار و لكن سنحاول التطرق لبعض هذه الآثار ونتناول جزء منها ، فلا يمكن أن تزول آلام الحرب بمجرّد وقف إطلاق النار أو نهاية العمليات العسكرية، بل تمتدُّ المأساة لسنوات طوال بعدها، يصحوا الناس على ما خلّفته الحروب من ندوب عميقة داخل نفوسهم كباراً وصغاراً.

فيفتقد المجتمع إحساسه بالأمان والاِستقرار ويجعله أكثر عرضةً لخطر الجوع والمرض والعنف والتجنيد العسكري القسري والاِستغلال والاِعتداء الجنسي وغيره من الأشياء التي تسهم في هدم هذه المجتمعات.

مما يولد آثاراً سلبية في مخيمات اللجوء ومناطق النزوح
بعد رحلة مريرة للنجاة من براثن الموت، يصلُ اللاجئون إلى المخيمات ومناطق النزوح فاقدين كلّ ما لديهم من طاقة جسدية ونفسية، لتبدأ بعد ذلك حلقة جديدة من مسلسل الألم الذي لم ينتهي، لتعلن الأزمات النفسية والعقلية ظهورها تدريجيّاً في مجتمعات اللجوء.

فتسوء الحالة النفسية للاجئين يوماً بعد يوم، بالتوازي مع تردّي الظروف المعيشية في المخيمات، إذ يعاني النازحين مجموعة من المشاكل التالية كاِنتشار الفقر واِنعدام فرص العمل وسبل كسب العيش وسوء وتردي الخدمات الصحية و
مشاكل سوء التغذية ونقص التمويل ونقص مياه الشرب ومشاكل الصرف الصحي و
تفشّي الأمراض والأوبئة وهنا يأتي دور الأسرة ومنظمات المجتمع المدني في تخفيف هذه الآثار
بالدعم النفسي للمتضررين من الحرب فالحرب ليست رفاهية!
وإنما كارثة إنسانية يجب علينا محاولة تفاديها بكل ما اوتينا من قوة.

ترس..

على الشعب السوداني بعد هذة الحرب اللعينة التفكير بصورة جادة لإزالة كافة الآثار المترتبة من جراء الحرب ومحاولة النهوض مجدداً لبناء السودان والتعايش السلمي بين مكوناته.

/////////////////////////

 

آراء