الخرطوم تبدو!!؟

 


 

 

بين الماضي والحاضر احاول دائماً أن اتذكر شهادة ميلادي التي كُتب عليها *مواليد* الخرطوم فكم هي جميلة هذه الكلمة التي تصطف مع كلمات عديدة في شهادة ميلادي ولكن!!
الأجمل من كلمة مواليد هي *الخرطوم* التي وُلدنا فيها وكانت بالنسبة لي ولغيري مصدر تفاخر وتباهي بين الآخرين فنحن من مواليد هذه المدينة الساحرة الجميلة التي تغزل فيها الشعراء ونظموا فيها أشعاراً وقصائد تحكي روعة هذه المدينة الحالمة التي يزينها مقرن النيلين.

أغالط نفسي في محاولة لكي أستيقط من ذلك الكابوس الذي يُسمى *الحرب* والذي أضحى شبحاً يُهدد حياة الكثيرين في بلادي هناك،

ماهذا الذي حل ببلادي؟

ما الذي عكر صفو حياة ساكنيها من هو المتسبب في كل هذا الذي نعانيه من جراء تلك الحرب اللعينة؟

أي بؤس هذا الذي خيم على الخرطوم وشرد ساكنيها شمالاً و جنوباً شرقاً و غرباً وجعلهم هائمون على وجوههم؟

ما هذا الشيئ الذي ألمّ بتلك المدينة الهادئة الرائعة والجميلة؟

في خضم كل هذه التساؤلات تستحضرني أغنية يا وطني بصوت الفنان الراحل سيد خليفة وهو يردد بصوته الشجي.

يا وطنى يا بلد أحبابى فى وجودى احبك وغيابى
يا الخرطوم يا العندى جمالك ..جنة رضوان
طوول عمرى ما شفت مثالك
فى اى مكان
انا هنا شبيت يا وطني
يا وطني يا بلد أحبابى فى وجودى احبك وغيابى
يا الخرطوم يا العندى جمالك ..جنة رضوان
طوول عمرى ما شفت مثالك
فى اى مكان
انا هنا شبيت يا وطني
زيك ما لقيت يا وطني
فى وجودى احبك وغيابى
يا وطني.. يا بلد أحبابي
يا حليلك و يا حليل ايامك
على ليالى زمان
وقلبى عايش لغرامك ما بعد غرام
كانت أيام يا وطني
زى الأحلام يا وطني
بتذكر فيك عهد صبايا
على شاطئ النيل
حبيبى جالس حدايا
أسمر وجميل
انا بفخر بيك يا وطني
بالروح افديك يا وطني

بالرغم من كل هذا الألم وكل هذه الجراح وكل هذه الآهات التي تخرج منا في كل لحظة منذ بداية هذه الحرب وحتى الأن لمجرد أن نرى مشاهد الموت والخراب والدمار الذي تعانيه بلادنا على القنوات الإخبارية إلا أننا ما زلنا نترقب ما يحدث هناك من على البعد في المهاجر البعيدة نحمل هم هذه البلاد التي نشأنا فيها و ترعرعنا وعشنا فيها أجمل أيام وسنين العمر نترقب بحذر شديد ونتمنى من المولى عز وجل أن يتوقف نزيف الدم السوداني وأن تصمت أصوات المدافع عاجلاً غير أجل.

ترس..
لم ندرك أن ضريبة الحرب باهظة الثمن ولم نتخيل أن ما يدور هناك من معارك يمكن أن ينعكس سلباً علينا في تعاملاتنا الحياتية مع الآخرين، لم نتذوق طعم الموت في مثل هذه الظروف لم نكن نعلم معنى الحروب ومعنى أن تعيش مشرداً نازحاً خارج وطنك تستجدي عطف ورأفة الآخرين عليك بعد أن كنت سيداً في وطنك.

zlzal1721979@gmail.com

 

آراء