الذكري 143 لميلاد لينين

 


 

 



تهل علينا الذكري 143 لميلاد فلاديمير اليتش لينين (1870 – 1924)، الذي قاد ثورة اكتوبر 1917 الاشتراكية في روسيا، والتي كانت من اهم احداث القرن العشرين والتى رفعت فيها الجماهير في روسيا شعارات: الحرية – الخبز – السلام ، مثلما كانت الثورة الفرنسية من أهم احداث القرن الثامن عشر والتى رفعت فيها الجماهير في فرنسا شعارات : حقوق الانسان – الاخاء – المساواة ، وكما يقول ماركس : الثورات قاطرة التاريخ ، فقد كانت الثورة الفرنسية والثورة الروسية من اهم معالم التحول في التاريخ الانساني و الاجتماعي. والتي طرحت قضية تحرير الانسان  من الحاجة والظلم والجهل ومن مآسي الحروب وتحرير شعوب المستعمرات من النير الاستعماري.
كما كانت ثورة اكتوبر الاشتراكية منارة سامقة اعطت الأمل لكل العاملين والمضطهدين في العالم بامكانية زوال استغلال الانسان للانسان ، وتحقيق مجتمع تتحقق فيه الديمقراطية الحقيقة بمحتواها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي ، وتحرير الانسان من كل اشكال الاضطهاد الطبقي والعنصري والجنسي والاثني ، واقامة التنمية المتوازنة بين كل شعوب العالم ، وضمان حق تقرير المصير كحق ديمقراطي انساني وكفالة حق الاقليات القومية في تنمية ثقافاتها ولغاتها الخاصة ، وضمان المساواة الفعلية بين المرأة والرجل ، باعتبار أن تطور اى مجتمع يقاس بمدى تحرر وتطور المرأة ، وتحقيق السلم الوطيد في العالم ، ،وتحقيق التعايش السلمي بين الشعوب بغض النظر عن انظمتها السياسية والاجتماعية ، وتاكيد السيادة الوطنية للشعوب وعدم التدخل في شئونها الداخلية ، وحقها في السيادة على مواردها الطبيعية . كما اكدت ثورة اكتوبر أن التشكيلة الرأسمالية ليست خالدة ، وان هناك امكانية للبديل الاشتراكي . ورغم الانتكاسة المؤقتة التي حدثت الا أن البديل الاشتراكي مازال مطروحا بعد استخلاص دروس التجربة السابقة.
كانت مساهمة لينين مرموقة في الفكر الماركسي ، فنجد أنه استند علي المنهج الديالكتيكي المادي وقدم افكار نذكر منها علي سبيل المثال لا الحصر الآتي:
•    نظرية الإمبريالية كأعلى مراحل الرأسمالية .
•    إمكانية انتصار الثورة الاشتراكية في بلد واحد .
•    تحالف العمال والفلاحين.
•    استراتيجية وتكتيكات انتقال الثورة البرجوازية الديمقراطية للثورة الاشتراكية .
•    نظرية الحزب من النوع الجديد التي ترجع جذورها إلى الصراع الداخلي الذي نشب في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الروسي في بداية القرن العشرين ، والذي أدى إلى انشقاق الحزب ( بلا شفة ومناشفه ) حول استراتيجية وتكتيكات الحزب ، ومفهوم الحزب من النوع الجديد. وقد تم تلخيص ذلك في مؤلفيه: "مالعمل؟" ، و"خطوة الي الامام وخطوتين الي الخلف"
•    المسألة الوطنية والقومية .
•    برنامج مرحلة الانتقال وبرنامج بناء الاشتراكية .
•    معالجة الظواهر الجديدة التي نشأت من تطور العلوم الطبيعية في بداية القرن العشرين والتي كانت تحتاج إلى تطوير مفهوم المادة والمنهج المادي الجدلي ( مؤلف المادية والمذهب النقدي التجريبي ) .
كان لينين  مفكرا عميقا ، وكغيره من المفكرين والعلماء طرحوا قضايا في عصرهم لازال بعضها حيا مثل:
1 – الماركسية منهج وليست عقيدة جامدة ، ومن المهم التفاعل مع التطورات الجديدة في العلوم الطبيعية والاقتصادية  والإنسانية .. وهذا ما فعله لينين عندما تصدى للتطورات الجديدة التي نشأت في بداية القرن العشرين في علوم الطبيعة .. بعد اكتشاف الإلكترون وغيره من مكونات الذرة . وانهيار المفهوم القديم للمادة الذي كان سائدا في الفيزياء الكلاسيكية . واستخلص مفهوما فلسفيا أوسع وأشمل للمادة ( راجع مؤلف لينين : المادية والمذهب النقدي التجريبي ) . اضافة الي دراسة خصائص التطور الرأسمالي في روسيا في مؤلفه " تطور الرأسمالية في روسيا".
كما تناول الظواهر الجديدة التي نشأت في التشكيلة الرأسمالية في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين . ظاهرة الاحتكار والإمبريالية وقدم معالجات نظرية لها في مؤلفه ( الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية ) .
2 – طرح لينين قضية استقلال النقابات عن الدولة .
3 – أشار إلى أن دراسة الماركسية أو الشيوعية تعني  الدراسة العميقة للفكر الإنساني والثقافة الإنسانية .
4 – الديمقراطية التامة والطوعية التامة في حل المسألة القومية أو تقرير المصير : أما بالاتحاد أو الانفصال .
5 – استخلص منهجا عميقا لدراسة الواقع الروسي ، والثقافة الروسية ، والتاريخ الروسي وأشار إلي ضرورة اخذ خصوصيات كل بلد في الاعتبار في عملية التحول الاجتماعية .
6 – تعدد الطرق للوصول للاشتراكية .
7 – الديمقراطية كشرط للوصول للاشتراكية .
واخيرا يظل التراث الثوري الذي تركه لينين ينير الطريق للثوريين في العالم من اجل تغيير الواقع البشع الذي كرسه النظام الراسمالي الذي وصل الي قمة شراسته في مرحلة العولمة الحالية.



alsir osman [alsirbabo@yahoo.co.uk]

 

آراء