السادس: تغييرات الجيوبوليتيك: اين تتوقف ثورة الطلاب
د. عمرو محمد عباس محجوب
16 May, 2024
16 May, 2024
د. عمرو محمد عباس محجوب
مع بدء توافد العرب والمسلمين لأمريكا وبدايات التعبير عن التضامن مع فلسطين، انشأت الايباك في ١٩٧٩ احد ازرعها "برنامج تنمية القيادات السياسية" لتجنيد الطلاب للإبلاغ عن زملائهم وأساتذتهم المؤيدين لفلسطين، وأصدرت كثير من كتيبات إرشادية لتعطيل وافشال اي اجتماعات معادية للكيان وتوجيهات لمحاصرتها. بعد تصاعد التأييد للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية وفي عام ٢٠٠١ انشأت الخارجية الاسرائيلية برنامج “زمالة الهاسبارا” وهي كلمة عبرية تعني الشرح أو التوضيح ويستخدم من قبل الحكومة الإسرائيلية ومؤيديها لوصف المجهودات التي تقوم بها لتوضيح وجهة نظرها وتعزيز إسرائيل في مواجهة الصحافة السلبية،وتعني البرباجندا التي بنيت على تفنيد اسس نزع الشرعية عن الكيان باعتبارها اغتصاباً لارض شعب آخر، الاحتلال للضفة وغزة والجرائم التي ارتكبتها على طوال تاريخها.
النشاط الاخر الأخطر لهذة المنظمات هي محاصرة الطلاب والأساتذة المؤيدين لفلسطين وحرمانهم من التوظيف ومحاربتهم في زرقهم تحت شعارات العداء للسامية، وتم تأسيس “موقع مراقبة الحرم” وذلك لنشر اسماء المعادين وإرسالها للشركات وغيرها. وبعدها أطلق موقع اكبر وأكثر تاثيراً اسمه” كناري ميشون” والتي كانت تلاحق الطلاب والأساتذة خاصة منظمة "حركة مقاطعة إسرائيل" وهي حركة فلسطينية المنشأ عالمية الامتداد (BDS)في عزل النظام الإسرائيلي أكاديمياً وثقافياً وسياسياً، وإلى درجة ما اقتصادياً كذلك. يتم تمويل الأنشطة الصهيونية عبر المال الأسود لمنظمات مثل الصندوق القومي اليهودي وأخرى مرتبطة بالكيان مباشرة وأفراد (ارجع للمخبر الاقتصادي، اشرف إبراهيم، يوتيوب، كيف تخطط اسرائيل للقضاء على المظاهرات الطلابية في الجامعات الامريكية، ٢٦ أبريل ٢٠٢٤)
اختلف هذا بعد ٧ اكتوبر ٢٠٢٤، بعد ان شعر الكيان بالخطر الشديد وقرر
التدخل مباشرة: فوجه نتنياهو خطاباً للمجتمع الأمريكي وشبه الاحتجاجات بما حدث في المانيا في الثلاثينات ووجه التهديدات، وبعدها كونت لجنة برئاسة وزير خارجية الكيان ووزارة الشتات الإسرائيلي لوضع خطط تدخل مباشرة ووضع استراتيجيات مستقبلية وغيرها من دفع مدراء جامعات كبرى للاستقالة مثلما حدث في يناير ٢٠٢٤ من هارفارد الى بنسلفانيا.
درس المؤرخ والأنثروبولوجي الفرنسي إيمانويل تود، في كتابه "هزيمة الغرب"، في الفصل العاشر في الكتاب وهو بعنوان «العصابة الحاكمة في واشنطن»؛ ليشرح بالأرقام أسباب قوة اليهود، رغم أن اليهود لا يشكلون سوى 1.7 في المائة من الشعب الأميركي ويسيطرون على مواقع القرار في المراكز البحثية، كما أن ٣٠٪ من أصل أكبر مائة ثروة في الولايات المتحدة هم أيضاً من اليهود. ولهؤلاء، كما هو معروف، تأثيرهم الكبير على الجامعات والمعاهد العليا على اعتبار أنهم من كبار المانحين، وهو ما ظهر جلياً مع حرب غزة.
تكونت المجموعات المحتجة في الغرب عموماً وأمريكا خاصة من الشباب الأمريكي هناك وغيرهم مجموعة من المناصرين للقضية الفلسطينية منذ عقود طويلة من الفلسطينيين والعرب والتي عملت لوقت طويلة في تنظيم وحشد الطلاب لمواقفها ومثلت الاساس الصلب التي التفت حولها الاحتجاجات ولعبوا الدور الأكبر. انضم اليهم مجموعات كبيرة وواسعة ممن شاهدوا الحرب أمامهم واتخذوا موقفاً اخلاقياً ضد إرتكاب جرائم الإبادة باسمهم، المجموعة الثالثة من السود واللاتين والآسيويون وغيرهم موقفهم مبني ان غزة تتعرض للعنصرية والقمع مثلما مورس ضدهم، المجموعة الرابعة لديها موقف سياسي من الرأسمالية الوحشية التي تضطهدهم، وتحفظات حول حرية التعبير وتهديد الحريات.
التجربة التاريخية تثبت ان هذه التحركات التي تبدأ وتتوسع وتتمدد، غير قابلة للإيقاف مهما فعلت السلطات، التي تكون عادة مطمئنة لإجراءاتها وتجربتها التاريخية في الاختراقات والقمع والترويض، وتستعملها بدون ان تضع في اعتبارها الظروف السياسية والاجتماعية والإعلامية التي تغيرت (عادة من اجيال عتيقة ومسنة وكسولة فكرياً)، لتكتشف انها تواجه واقعاً مختلفاً تماماً. وكانت الثورة السودانية الديسمبرية مثالاً ساطعاً على ذلك ولازالت. ولذلك فان التغيير سوف يحدث رغماً عن تشنجات وصراخ كل اجهزة الإمبراطورية التي بدأ تكلسها وتراجعها في الظهور علانية وانها ستنتصر.
مع بدء توافد العرب والمسلمين لأمريكا وبدايات التعبير عن التضامن مع فلسطين، انشأت الايباك في ١٩٧٩ احد ازرعها "برنامج تنمية القيادات السياسية" لتجنيد الطلاب للإبلاغ عن زملائهم وأساتذتهم المؤيدين لفلسطين، وأصدرت كثير من كتيبات إرشادية لتعطيل وافشال اي اجتماعات معادية للكيان وتوجيهات لمحاصرتها. بعد تصاعد التأييد للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية وفي عام ٢٠٠١ انشأت الخارجية الاسرائيلية برنامج “زمالة الهاسبارا” وهي كلمة عبرية تعني الشرح أو التوضيح ويستخدم من قبل الحكومة الإسرائيلية ومؤيديها لوصف المجهودات التي تقوم بها لتوضيح وجهة نظرها وتعزيز إسرائيل في مواجهة الصحافة السلبية،وتعني البرباجندا التي بنيت على تفنيد اسس نزع الشرعية عن الكيان باعتبارها اغتصاباً لارض شعب آخر، الاحتلال للضفة وغزة والجرائم التي ارتكبتها على طوال تاريخها.
النشاط الاخر الأخطر لهذة المنظمات هي محاصرة الطلاب والأساتذة المؤيدين لفلسطين وحرمانهم من التوظيف ومحاربتهم في زرقهم تحت شعارات العداء للسامية، وتم تأسيس “موقع مراقبة الحرم” وذلك لنشر اسماء المعادين وإرسالها للشركات وغيرها. وبعدها أطلق موقع اكبر وأكثر تاثيراً اسمه” كناري ميشون” والتي كانت تلاحق الطلاب والأساتذة خاصة منظمة "حركة مقاطعة إسرائيل" وهي حركة فلسطينية المنشأ عالمية الامتداد (BDS)في عزل النظام الإسرائيلي أكاديمياً وثقافياً وسياسياً، وإلى درجة ما اقتصادياً كذلك. يتم تمويل الأنشطة الصهيونية عبر المال الأسود لمنظمات مثل الصندوق القومي اليهودي وأخرى مرتبطة بالكيان مباشرة وأفراد (ارجع للمخبر الاقتصادي، اشرف إبراهيم، يوتيوب، كيف تخطط اسرائيل للقضاء على المظاهرات الطلابية في الجامعات الامريكية، ٢٦ أبريل ٢٠٢٤)
اختلف هذا بعد ٧ اكتوبر ٢٠٢٤، بعد ان شعر الكيان بالخطر الشديد وقرر
التدخل مباشرة: فوجه نتنياهو خطاباً للمجتمع الأمريكي وشبه الاحتجاجات بما حدث في المانيا في الثلاثينات ووجه التهديدات، وبعدها كونت لجنة برئاسة وزير خارجية الكيان ووزارة الشتات الإسرائيلي لوضع خطط تدخل مباشرة ووضع استراتيجيات مستقبلية وغيرها من دفع مدراء جامعات كبرى للاستقالة مثلما حدث في يناير ٢٠٢٤ من هارفارد الى بنسلفانيا.
درس المؤرخ والأنثروبولوجي الفرنسي إيمانويل تود، في كتابه "هزيمة الغرب"، في الفصل العاشر في الكتاب وهو بعنوان «العصابة الحاكمة في واشنطن»؛ ليشرح بالأرقام أسباب قوة اليهود، رغم أن اليهود لا يشكلون سوى 1.7 في المائة من الشعب الأميركي ويسيطرون على مواقع القرار في المراكز البحثية، كما أن ٣٠٪ من أصل أكبر مائة ثروة في الولايات المتحدة هم أيضاً من اليهود. ولهؤلاء، كما هو معروف، تأثيرهم الكبير على الجامعات والمعاهد العليا على اعتبار أنهم من كبار المانحين، وهو ما ظهر جلياً مع حرب غزة.
تكونت المجموعات المحتجة في الغرب عموماً وأمريكا خاصة من الشباب الأمريكي هناك وغيرهم مجموعة من المناصرين للقضية الفلسطينية منذ عقود طويلة من الفلسطينيين والعرب والتي عملت لوقت طويلة في تنظيم وحشد الطلاب لمواقفها ومثلت الاساس الصلب التي التفت حولها الاحتجاجات ولعبوا الدور الأكبر. انضم اليهم مجموعات كبيرة وواسعة ممن شاهدوا الحرب أمامهم واتخذوا موقفاً اخلاقياً ضد إرتكاب جرائم الإبادة باسمهم، المجموعة الثالثة من السود واللاتين والآسيويون وغيرهم موقفهم مبني ان غزة تتعرض للعنصرية والقمع مثلما مورس ضدهم، المجموعة الرابعة لديها موقف سياسي من الرأسمالية الوحشية التي تضطهدهم، وتحفظات حول حرية التعبير وتهديد الحريات.
التجربة التاريخية تثبت ان هذه التحركات التي تبدأ وتتوسع وتتمدد، غير قابلة للإيقاف مهما فعلت السلطات، التي تكون عادة مطمئنة لإجراءاتها وتجربتها التاريخية في الاختراقات والقمع والترويض، وتستعملها بدون ان تضع في اعتبارها الظروف السياسية والاجتماعية والإعلامية التي تغيرت (عادة من اجيال عتيقة ومسنة وكسولة فكرياً)، لتكتشف انها تواجه واقعاً مختلفاً تماماً. وكانت الثورة السودانية الديسمبرية مثالاً ساطعاً على ذلك ولازالت. ولذلك فان التغيير سوف يحدث رغماً عن تشنجات وصراخ كل اجهزة الإمبراطورية التي بدأ تكلسها وتراجعها في الظهور علانية وانها ستنتصر.