السودان وأزمات ما بعد إتفاقية السلام الشامل
جنوب كردفان ما بين دعوة أوباما لوقف القتال وتطرف أهداف الحركة
شهد السودان خلال الثلاثة عقود الماضية حالة من عدم الإستقرار نتيجة لإندلاع القتال بين الحكومة المركزية(GOS) والحركة الشعبية (SPLA/M) المتمردة على المركز فى إقليم جنوب السودان,ولكن أخذت الأوضاع فى الهدوء تدريجياً خاصة بعد توقيع برتوكول مشاكوس (Machakos Protocol) بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية فى العشرين من يوليو 2002 م بوساطة أمريكية تم بموجبها وقف شامل لإطلاق النار بين الطرفين عبر آلية أمريكية لمراقبة وقف إطلاق النار سميت بفريق مراقبة وحماية المدنيين (Civilian Protection Monitoring Team CPMT),وبينما إستبشر السودانيين بهذا الإتفاق خيراً وأن تحقيق السلام بات وشيكاً,كانت الأقدار تحمل لهم ما هو أسوأ مما توقعوه,إنفجرت الأوضاع فى إقليم دارفور عقب فترة وجيزة من توقيع بروتوكول مشاكوس فى عام 2003 م معلنة إنفجار تمرد تقوده حركات مسلحة من إقليم دارفور ضد الحكومة المركزية,تبددت أمال كل السودانيين بأنهم سوف ينعمون بالسلام,وصارت مشاكوس تعنى فرض عملية السلام من أجل إستقرار الجنوب وبداية حرب فى دارفور كوسيلة ضغط (Pressure Card) من أجل حمل المركز على المضىء قدماً فى تقديم تنازلات لصالح الحركة الشعبية عبر عملية السلام المفروض من قبل الولايات المتحدة الأمريكية من أجل كبح جماح نفوذ الصين (Chinese Hegemony) الممتد فى أفريقيا وخاصة إستمثاراتها البترولية فى السودان,كست الغيوم الملبدة فى الأفق سماء السودان بمستقبل يكتنفه الغموض نتيجة لمسلسل دائرة الحرب التى أصبحت جاثمة على صدر السودان,مرت إتفاقية السلام الشامل (CPA)الموقعة فى التاسع من يناير 2005 م بالرغم من الزخم والإحتفالات الصاخبة التى صاحبتها دون أن تترك أى بصمات إيجابية فى وجدان الشعب السودانى فالحرب الباردة بين الشريكين وإنسحابات الحركة المستمرة من الحكومة المركزية وإحالة ملفات معلقة لا تسوى لطرف ثالث خارجى وظهور الأجندة الإنفصالية كلها تركت بصماتها السالبة على وجدان كل الأمة السودانية,الكل إكتشف إن السلام الذى تم توقيعه فى يناير من العام 2005 م لم يكن سوى خطة أمريكية محكمة لتمكين قوات الحركة الشعبية من أجل فرض سيطرتهم بالكامل على كل أراضى جنوب السودان التى فشلوا فى السيطرة عليها أثناء قتالهم ضد الحكومة المركزية,ومن ثم التمهيد لفصل الجنوب كدولة فاصلة لمصالحهم فى المنطقة فى إطار الخطة الأمريكية لإعادة تشكيل القرن الإفريقيى (Reshaping of the Horn of Africa) عبر مقترح مشروع القرن الإفريقيى الكبير (Horn of Africa New Draft),تم إنفصال جنوب السودان فى إستفتاء (Referendum) يناير 2011 م,ولكن إرتفعت معه نبرة الإستفزازات من جانب الحركة الشعبية نحوالشمال دون الوصول لدرجة العنف المسلح,ثم بدأت بعده مرحلة جس نبض الشمال السودانى إستناداً على خلفية وقوف الولايات المتحدة والغرب وإسرائيل إلى جانب حكومة الجنوب وكانت محاولة دخول أبيى عسكرياً فى يوم الجمعة الموافق العشرين من مايو 2011 م عبر سياسة فرض الأمر الواقع بإلإستيلاء على أبيى بقوة السلاح قبل زيارة وفد أعضاء مجلس الأمن (Security Council) للسودان فى يوم السبت الموافق الحادى والعشرون من مايو من العام 2011 م,كان رد القوات المسلحة غير متوقع من جانب حكومة الجنوب والولايات المتحدة وعضوة وفد مجلس الأمن السيدة سوزان رايس,إستعادت القوات المسلحة السودانية كامل منطقة ابيى فى مساء السبت الموافق الحادى والعشرون من مايو من العام 2011 م عبر عمليات حاسمة وسريعة أفشلت كل محاولة تشديد الضغط وفرض سياسة الأمر الواقع,السناريو المعد لأبيى تصور عكس ما تم من رد فعل سريع على هجوم الحركة على القوات السودانية والأممية فى أبيى,تصور السناريو أن هنالك حوجة للشمال السودانى لتحسين صورته أمام المجتمع الدولى ولذلك بنى السناريو على أن زيارة وفد مجلس الأمن سوف تمنع الجانب السودانى من التصعيد وإكتفائه بالشكوى لوفد مجلس الأمن الزائر الذى سوف يندد بالهجوم فقط عبر لسان مندوبة الولايات المتحدة السيدة سوزان رايس دون القيام بأى إجراء ضد ما تم من إنتهاكات من جانب الحركة,إذن أثبت جس نبط السودان الشمالى أن آلية الرد والردع لديه ليست محل شك أبداً وأعطى نهج الردع رسالة واضحة للحركة الشعبية وغيرها أن ليس هنالك تفريط فى شبر فى الأرض لأى قوة راغبة فى إنقاص السيادة السودانية وإنتزاع أراضيه عنوة,وأن لا تفريط فى السيادة بعد نيفاشا وما أظهرته من نوايا مستترة,وأن السودان لن يركن لسياسة العصا والجزرة الأمريكية فى المسائل التى تخص الخطوط الحمراء فى السياسة السودانية.
الحركة الشعبية وحكومة الجنوب لم تعى الدرس المستفاد من أبيى,ولم تعى أن سياسة التصعيد (Escalation) ليس من مصلحة حكومة الجنوب, وأن مصالح حكومة الجنوب تقتضى الحوار وتحسين العلاقات مع الوطن الأم, لذلك بدأ جس نبض آخر للشمال السودانى فى جنوب كردفان الواقعة فى نطاق الشمال السودانى عبر جناح الحركة الشعبية فى جبال النوبة بقيادة السيد عبد العزيز الحلو,لم تعترف الحركة الشعبية بنتائج الإنتخابات المعلنة وإنسحبت منها فى يوم الأربعاء الموافق الحادى عشر من مايو 2011 م ولقد حصدت فيها مقاعد لا يستهان بعددها فى البرلمان ولكن لم تحظى بمنصب الوالى أى سقط السيد عبد العزيز الحلو أمام منافسه هاشم هارون هارون,كما سقط جون ماكين أمام أوباما فى إنتخابات 2008 م الأمريكية وتقبل النتيجة برحابة صدر رقم توقعه بالفوز لآخر ثانية قبل إعلان النتيجة,ولكن الحلو لم يتقبل النتيجة برحابة صدر وأمطر هو وأفراد حركته فى السابع من يونيو من العام 2011 م الجارى كادقلى عاصمة الولاية وكل مناطق جنوب كردفان الأخرى بسيل من الرصاص قتل عبره الأبرياء وشرد الآلاف منهياً سلام دام أكثر من خمسة أعوام,لم يعطى السيد عبد العزيز الحلو لنفسه فرصة التفكير بعقلانية أبداً ولو كنت مكانه لإخترت إستمرار السلام والتنمية وكثير من يضحون من أجل أن تنعم شعوبهم بالإستقرار والتنمية لا لينعموا هم بالحكم والجاه على حساب المواطنين الأبريا,الحرب خيار صعب لا يلجأ إليه العقلاء إلا إذا أستنفذت كل الوسائل السلمية المتاحة وإشتد الضغط من الطرف الآخر لدرجة الإستفذاذ والتعدى,عليه ما حدث فى أبيى وجنوب كردفان يشير بوضوح لكل من له القدرة على التحليل العميق أن الحركة الشعبية إستهدفت من هذه الأحداث إنتاج أزمة الحروب فى السودان الشمالى لإشاعة عدم الإستقرار بإيعاذ من طرف ثالث يتفق معها فى الرؤية والأهداف والأيدولوجيا تمهيداً لمخطط تفتيت وهزم وحدة الشمال السودانى,إنه قمة التطرف فى الأهداف فى إستعمال التصعيد والعمل المسلح نحو الشمال,وإلا لماذا لم تلجأ الحركة الشعبية لحل إشكالية الإنتخابات عبر الطعون لآلية المراقبة وإنتظار الرد على الطعون من قبل آلية الإتحاد الأفريقيى,التسرع فى الرد وإعلاء صوت البندقية يعبر أيضاً عن عدم الثقة الناتج من التطرف فى الأهداف النابع من ثقافة الحركة الشعبية ليس نحو المؤتمر الوطنى فحسب بل نحو كل الشماليين بأكملهم وكلمة (عرب شول) أى العربى الأسود حسب لغة الدينكا أعظم دليل على تأكيد ثقافة التطرف فى الخطاب الدعائى للحركة الشعبية حيث تستعملها ضد أى من أبناء الجنوب لا يدين بالولاء لها,يبدو أن الإنتخابات (Election) أصبحت أحد أدوات تفجر الصراعات فى القارة السمراءأو بالأصح إستخدامها مطية من أجل تنمية الصراعات لا وأدها,وتجربة كينيا 2007 م وساحل العاج 2011 م ثم أحداث يونيو بجبال النوبة خير دليل وبرهان,التطرف فى أهداف الحركة نحو الشمال السودانى ناتج من عدم الثقة فى إنسان الشمال عموماً نتيجة لعمق تأثير الخطاب الدعائى للحركة الشعبية الذى إتبع إسلوب تصوير إنسان الشمال هو العدو الرئيسى لهم,هذا الدافع جعل الحركة الشعبية فى قطاع جبال النوبة أن ترتكن لإشارات الحركة الأم لتصعيد الموقف بهذه الصورة الدراماتيكية الغير منطقية بالرغم من تبعية أبناء الحركة فى جبال النوبة إلى الشمال وعلى الرقم من لفظ الحركة الشعبية لهم بعد أن حققت إنفصال الجنوب,أليس هنالك غرابة فى الأمر؟,صحيح أن الحملة الدعائية كانت بها سخونة وشعارات تخدم مسار التأزم كشعار المؤتمر الوطنى (هارون ولا القيامة تقوم) وشعار الحركة الشعبية (النجمة أو الهجمة) وكله نابع من حدة التنافس فى بيئة لم تخرج كلياً حتى الآن من بواقى توترات الحرب السابقة,ولكن تنفيذ السيد عبد العزيز الحلو للهجمة أشعل الحريق وجعل الناس بين خيارين لا ثالث لهما إما الحرب أو نحكم وإما أن تصوتوا لنا ياشعب جبال النوبة وإما سوف تنهمر عليكم أمطار من الرصاص ونزعزع إستقراركم وكأن السلام والديمقراطية لا يشكلان هدف إستراتيجى لهم, وولاية النيل الأزرق ليست بعيدة عن هذا الخط الساخن السيد والى الولاية وأعضاء الحركة الشعبية فى حكومة الولاية يطبقون نفس سياسات الحركة الشعبية الأم مشاكسة الشريك الإنسحاب من الإحتفالات الرسمية,التهديد بإستخدام القوة ضد من لا أعرف,إذا كان ضد المؤتمر الوطنى فهو شريكهم فى الحكم وهو الذى أتى بهم إلى السلطة إذن مبرر المؤتمر الوطنى ليس واقعياً,ويبدو أنه يستخدم من أجل تنفيذ أجندة أخرى سوف تظهر لاحقاً,إنه الفكر الإستقصائى والتطرف فى الأهداف ليس هنالك وصفاً لهذه الأحداث غير ذلك,ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية السيد باراك أوباما يغرد خارج السرب ويدعو لوقف القتال فى جبال النوبة محذراً من (الوضع المريع) فى جبال النوبة وعلى شن هجمات هنالك على أساس عرقى,من الذى يشن هذه الهجمات العرقية ومن الذى بدأ الحرب يا سيادة الرئيس أوباما,أليس حسب إتفاقية السلام السودانية (CPA) التى كنتم من الراعين لها تؤكد أن جبال النوبة جزء من شمال السودان,اليس سبب التدهور فى الأوضاع إعلاء الولايات المتحدة للإثنية (Ethnics) ودعمها لتصبح فوق القومية (Nationalism) لخدمة مصالح الولايات المتحدة,الولايات المتحدة تحارب خارج حدودها فى أفغانستان والعراق وتنشىء القواعد وتعقد الإتفاقيات من أجل محاربة الإرهاب وكله وفقاً لمقولة حماية الأمن القومى الأمريكى,اليس الوضع بمريع فى أفغانستان والعراق وباكستان بما فيها أوضاع إنتهاكات حقوق الإنسان نتيجة للتدخلات الأمريكية حتى الآن,أليس من حق الدولة السودانية وقواتها المسلحة أن تحارب من يريد وأد السلام والإستقرار لتفرض هيبتها داخل حدودها السياسية,وكيف تستطيع الولايات المتحدة أن تسثمر فى بترول الدولة الوليدة التى أنشأتها فى جنوب السودان وبترول غرب إفريقيا دون أن يتوفر الأمن فى المنطقة,لن يكون هنالك وضع آمن فى جنوب السودان إذا لم تنعم دول جواره بالأمن والإستقرار,لن يكون هنالك إستثمار إذا تصاعد العنف فى المنطقة,لن يصل بترول غرب إفريقيا إلى السواحل الشرقية للولايات المتحدة الأمريكية عبر سواحل الأطلنطى الإفريقية الغربية كما تشتهى أمريكا إذا إنفجر الصراع فى المنطقة بأثرها للتداخل الكبير بين مكوناتها والتوجس من التدخلات الأمريكية وما تفرزه من نماذج دمار سالبة,الصورة الزهنية عن الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت سالبة,فهى تأخذ ولا تعطى بل تدمر وتقتل فى سبيل أن تأخذ,هذا يجيب على تساؤل الإدارة الأمريكية فى عهد الرئيس السابق السيد جورج بوش الإبن لماذا يكرهوننا؟,ينبغى على معاونى السيد الرئيس أوباما أن يعطوه الحقائق حتى تكون خطاباته تصب فى إطار معالجة الإشكاليات وليس تعقيدها إنه رئيس أكبر دولة فى العالم لاتحروجه كما أحرجه السيد بنيامين نتنياهو مرة أما اللجنة اليهودية الأمريكية (IPAC) وأخرى أمام الكنغرس الأمريكى (USA Congress) رافضا عرض الرئيس باراك أوباما بإيقاف المستوطنات فى الأراضى الفلسطينية المحتلة ومبدأ المفاوضات على أساس حدود 1967 م ومشدداً أن القدس هى العاصمة الأبدية لإسرائيل,لقد وأد بنيامين نتياهو مقترح أوباما للسلام فى الشرق الأوسط وهو فى مهده معبراً أن لا سلام إلا بشروطهم,أما الصين المنافس القوى للولايات المتحدة فى أفريقيا فالصورة الزهنية المحفورة فى العقل الجمعى الإفريقيى عنها لن تستطيع الولايات المتحدة اللحاق بها إلا إذا إتبعت منهج الصين,فالصين فى أفريقيا تعطى وتأخذ,الصين أوفت بكل إلتزاماتها نحو تنمية القارة الإفريقية الصين شقت الطرق ودربت العمالة وأنشأت مقر الإتحاد الإفريقيى بأديس أبابا,الصين تقدم قروض بفوائد ضئيلة,الصين أدخلت منتجاتها المتطورة ذات الأثمان الغير مبالغ فيها معظم الشعوب الإفريقية إلى حيز العولمة,ولذلك كل الشعوب الإفريقية تثنى على الصين.
لقد ترسخت مشاعر عدم الإرتياح من الأوضاع الراهنة والتحيز الأمريكى لصالح حكومة الجنوب وإثارة الصراعات فى الشمال السودانى من دارفور إلى أبيى ثم جبال النوبة تحت مظلة إسقاط حكومة المؤتمر الوطنى فى نفوس كل ابناء الشمال السودانى, وبدأ الإرتياب يتغلغل داخل جمهور واسع من أبناء الشمال السودانى عبر طرح سؤال مركزى يتمحور حول ماذا تريد الولايات المتحدة من دعمها لحكومة الجنوب وتشديد الضغط على السودان الشمالى وتغذية الصراعات فيه؟أليس هذا من الدواعى التى تخلق تنامى عدم الثقة بالولايات المتحدة الأمريكية؟أليس هذا من شأنه أن يخلق مواقف متطرفة ضد الولايات المتحدة الأمريكية فى منطقة الشمال السودانى التى تتسم بعدم التطرف والتسامح من دون البيئات الإفريقية والأسيوية الأخرى وذلك للدور الكبير للحركة الصوفية فى ترسيخ التسامح فى السودان,ينبغى على الولايات المتحدة الأمريكية أن لا تصنع الإرهاب لكى تأتى وتطالبنا بمحاربته,عليها أن تبحث عن مصالحها عبر خلق شراكات إستراتيجية تتحقق منها مصالح الطرف الآخر,وعليها أن تعمل على إرساء السلام وتأكيد سياسة عدم التدخل فى شؤون الغير,من يريد أن يحقق مصالحه ويعيش آمن عليه أن يضمن مصالح و أمن الآخرين,نرجع إلى أزمة جنوب كردفان وتصرفات الحركة الشعبية قطاع جبال النوبة,أولا ينبغى أن تعترف الحركة الشعبية بجبال النوبة بأن التصرف العدائى الذى قامت به ليس له أى مبرر وأن الحوار كان ولا يظل الطريق الأفضل لتقريب وجهات النظر بين الطرفين فى شتى المجالات,أن مقاتلى الحركة الشعبية من أبناء جبال النوبة فى جنوب كردفان أصبحوا جزءاً من مكونات الشمال السودانى وبالتالى مشاكلهم التى تنصلت الحركة الشعبية الأم فى جوبا من تلبيتها يجب أن يتجهوا بها إلى حكومة الولاية وأن يتم مناقشتها من أجل التوصل لحلول تخدم تطلعاتهم المستقبلية وتضمن لهم حياة كريمة فى ولايتهم,ممارسة الضغط المبالغ فيه وإثبات المقدرة والتحدى ضد الحكومة الولائية أو المركزية سوف يعقد الصراع ويفقد الحركة الشعبية بجبال النوبة قدرتها السياسية نتيجة لضغط الرأى العام المطالب بالسلام ويجر الأوضاع إلى حافة الهاوية وعليه الإستجابة لحل الصراع دون وسيط خارجى فى إطار قومى سوف يحقق السلام المستدام,التوجه نحو وسيط آخر أو محاولة التدويل يصبغ أبناء جبال النوبة بالحركة الشعبية بالإنتماء لأجندات خارجية تخدم مصالح أجنبية وتساهم فى خلق عدم الإستقرار فى الولاية وكل أنحاء السودان,وأخيرا يجب على الحركة الشعبية بجنوب كردفان والنيل الأزرق أن تفهم بأن الترويج للمشورة الشعبية ينبغى أن يكون فى إطار المفهوم الصحيح للمشورة الشعبية حتى لا ترفع سقف طموحات مقاتليها مما يزيد من تعقيد الأزمة.
عاصم فتح الرحمن أحمد الحاج
باحث وخبير إستراتيجى فى شؤن القارة الإفريقية و متخصص فى شؤن القرن الأفريقى
E-mail: asimfathi@inbox.com