الصالح العام وعادل إمام

لنبدأ
بعزاء لمقتل شهيد جامعة الخرطوم علي أبكر موسى قرشي جديد يضاف لشهدا المظاهرات وشهداء الصالح العام:

اللهم بقوتك وعزتك وعظمتك وجبروتك وهيبتك  لا ترأف بهم ولا ترحمهم و خذهم اخذ عزيز مقتدر وأحلهم لصالح عام البشرية اللهم انك الباسط  الرافع والخافض والحق  والعدل ووعدك حق انك تمد للظالم ثم تأخذه أخذ عزيز مقتدر أنزلهم للدرك الأسفل من الذلة ولقد مددت لهم مدا فتكبروا وتعالوا وبغوا وظلموا وأفسدوا وتجبروا وقتلوا وأبادوا اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر أحبط عملهم وأهبط بمثواهم  للحضيض أنهم ظلموا عبادك وعاثوا في الأرض فساد اللهم لوثهم بالعار والشنار والإبتعاد عن الدار وأدخلهم النار اللهم إرنا فيهم يوما أسودا وأحشرهم في ثقب أسود ليس بعده خروج اللهم لا تحرمنا رؤيتهم أذلاء خانعين مكسورين هلعين محبطين ممرغي الأنف غائري الأعين مطأطئي الرؤوس بمثل ما أذلوا وأهانوا عبادك اللهم ارنا فيهم عجائب قدرتك وادخل الشهيد القرشي الجديد علي ابكر مع الأبرار والصديقين والشهداء وحسبنا الله ونعم الوكيل

وانا لله وانا اليه راجعون
(وإن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله، وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين امنوا ويتخذ منكم شهداء والله لايحب الظالمين)

للمتأثرين والمتابع والفاحص لأحوال وشأن مأساة فصول مسرحية المفصلوين للصالح  العام منذ سنة 89م سيجد أوجه تشابه كثيرة تًقارن  مع دروس وعبر من المعاناة والمآسي التراجوكوميدية المٌرَة لعادل إمام في  كل فصول مسرحية شاهد ما شافش حاجة ، المفصول وعادل لم يشاهدا من حبك ونفذ ووزع الجريمة على سرح العبث العام.

فلقد لاحظ كثير من المعنيين بالأمر والموضوع  المذكور في شطر العنوان أعلاه أي المفصولين للصالح العام أنفسهم وكذلك كثير من المدققين والباحثين في تاريخ المجتمعات القديمة والحديثة لاحظوا أن هناك توافق وتشابه وأحياناً عديدة تطابق وتماثل في أشياء حدثت في أزمنة قريبة أو بعيدة غابرة وكأن التاريخ يعيد نفسه أوللحياة دورة، وتغيير الناس في الدورة سٌنة أو كأن الأرواح تنتقل  عبر الأزمنة وتسكن  أجساد أخرى لتتجسد وتكرر ما كان حادثاً في ذلك الزمان الماضي بصور تكاد تنطق حدث التاريخ المعني المشار إليه سابقاً و في الوقت الحالي وكأنه صورة طبق الأصل أو إنعكاسها في المرآة ، لهذا تجدهم يؤكدون قائلين :

وعلى الباغي تدور الدوائر،أو

هناك توارد خواطر بين الحاضر والماضي، أو

فولة وإنقسمت،أو

كل شيءٍ إذا ماتم ينقلب،أو

ياهو الخالق الناطق، أو

الأيام دول بين الناس،أو

لو الروح تروح ما مشكلة، أو

وتلك الأيام نداولها بين الناس أو

التاريخ يعيد نفسه، أو

يخلق من الشبه أربعين،أو

الكون كلو بيدور، أو

الحياة والسكن أقصر مما يتصور المتمكن ، أو

ما أشبه الليلة بالبارحة، أو

حتى كأنهما طيزين في لباس واحد

وهم بتداولهم تلك الأقوال والأمثال يريدون توضيح مدى أوجه الشبه والمقارنة والتلاقي والتطابق الكبير بين حدثين في زمن أو زمانين.

والتشابه بين فصول المسرحيتين وأوجهها والمفصول وعادل كبيرتين.

فالفقرة 9 (تسعة) من المرسوم الدستوري الثاني لسنة 89م  والتي أستخدِم منها المادة 6(ج)6 لم يك يعرفها العاملين ولم يشاهدوا موزعيها للمصالح والمؤسسات، وتوزيعها سرا لفصل العاملين للصالح العام وتكديرعيشهم وتشريدهم وهم لم يفعلوا شيئاً ولايعلمون ما كان يدار في الخفاء تشبه لحد كبير موقف عادل إمام أيضاً فهو لم ير ولم يشاهد أي جريمة تحدث أمامه كما أن الذين هيأوا ونفذوا ووزعوا المواد القانونية للمرسوم يشبهون تهيأة المحكمة وقضاتها في مسرحية شاهد ما شافش حاجة والماثل أمامهم لايعرف حتى من هم وهل فيهم الرئيس حقيقة!؟ ولكن فين الموتوسيكلات والعن عن؟

كما يقال أن بعض الذين أوشك أن يطالهم المرسوم بمواده السامة قدموا الخيار للموزعين وقالوا لهم خدوه، إنتو خدوا الخيار كلو وخللوه، كلوه فلم يطالهم سيف الفصل آنذاك.

كان المتخفين الخطرين من الأمنيين أو من تحت  ستار الدين يحملون بعض كشوفات  من المشكوك  في امرهم من العاملين  وهل معهم أو من المخربين وهذا غالباً ما يكون من نوع اللبس أو شراب الجزمة !!

بتدخل بعض الآخرين هؤلاء في الخدمة وتخوف العاملين منهم  قالوا للبعض إنت أمسك أعصابك وما ح تجيك أي حاجة،  لكن بعد فترة من الزمن جاتم حاجة وطاروا فيها.

وعند سؤاله وصف عادل إمام المجرم بأنه طويل ولونه أحمر وإتضح إنه كان يصف الشراب ولونه.

بعد نهاية المسرحية الكوميدية أمسك الممكون عادل دفتر وقلم وكان بادي الإصرار على أن لاتفوته أي شاردة أو واردة في الحياة وبدأ يسجل وقال:ـ

ح تروحوا مني فين!!؟

عادل إمام لم يرتكب أو يفعل أي جٌرم والمفصول كذلك وكلاهما تبهدلا وتعذبا وتمرمطا وتغربا بدون ذنب أو جريرة لفترة طويلة من الزمن حسب طول فترة عرض المسرحية الهزلية،

إنتهت واحدة منهما ومازالت إحداهما تٌعرض وتبقى أثرالمسرحيتين.

ومازال المفصولون يقولون:ـ

ح تروحوا مننا فين!!؟

اللهم لوثهم بالعار والشناروالإبتعاد عن الدار وأدخلهم النار اللهم إرنا فيهم يوما أسودا وأحشرهم في ثقب أسود ليس بعده خروج.

اللهم أرحم الشهداء وأدخلهم فسيح جناتك، آمين.

abbaskhidir@gmail.com