المظاهر الجيولوجية، الموارد الأرضية وإمكانيات الصناعات التعدينية في السودان

 


 

 

بدر الدين خليل
أستاذ متميز- جامعة النيلين
مدير جامعة دنقلا سابقاً
ترجمة و تقديم :إسماعيل آدم محمد زين
أهدي ب. بدر الدين خليل كتابه القيم إلي أسرته،زملائه و إلي طلابه، مما ينم عن تواضعه و محبته للعلم و للمهنة. كما يتبدي تواضع ب.بدر الدين في إعترافه بالفشل في مقدمته للكتاب أو فلنقل دليل التعدين في السودان، فهو بحق مرشداً لمن يرغب في التعدين و لمن يود الاستثمار في مجالاته الواسعة!وهو مجهود يهدف إلي مساعدة علماء الأرض أو الجيولوجيا الشباب و لدعوة راس المال الأجنبي و المحلي للاستثمار و ألا يلجأ لسرقة مواردنا الناضبة.
الموارد المعدنية بطبيعتها ناضبة، لذلك يجب إستثمار العائدات في الزراعة و هي مورد متجدد و في التعليم ،كأهم مورد لأي بلد.
يبدي بدر الدين إمتنانه لجامعة دنقلا،إدارتها و إلي مطبعتها،إذ أن الطباعة في الجامعات تُعد من مؤشرات التميز.لذلك يجدر بنا الاشادة بهذا الدور الذي بدأت الجامعات الجديدة تقوم به وهو تشجيع الطباعة و النشر.فهو نشاط يساهم في التنمية و التقدم.
لذلك أري أن تساهم الوزارة و مؤسساتها ، مثل الشركة السودانية للمواردالمعدنية في تشجيع طباعة الكتب ،خاصة ذات الصلة بأنشطة الوزارة،في إطار المسؤلية المجتمعية،بل جزءاً من صميم أهدافها!
الباب الأول وصف للسودان و جغرافيته و المناخ، إضافة للعناصر الاقتصادية و الاجتماعية.بينما الباب الثاني يوضح العناصر الجيولوجية و التركيبية مع الجيولوجيا الاقليمية و مختلف التكوينات الجيولوجية- وهو باب مهم لعلماء الجيولوجياء و طلابها وقد يصعب فهمه لغير المختصين.
الباب الثالث يقدم سرداً للمعادن المعروفة أو المكتشفة في السودانو مواقعها، مثل: الكروم، النيكل،المنجنيز،الحديد، النحاس، الرصاص، الزنك، التنجستين،العناصر النادرة(REE (، العناصر المشعة،كما يحوي العناصر غي المعدنية، مثل:الجبس، الملح،التلك، الأسبستوس، الماجنيزايت، الجرافايت،المايكا،الكاولين،الفيلدسبار،البنتونايت (مادة مهمة في حفر آبار المياه و البترول إضافة لمختلف أنواع الآبار) ،الترونا،(كربونات الصوديوم)الفوسفات،السيليكا،التورمالين(حجر شبه كريم)،الكاينايت،البوزولانا.
من الموارد الأرضية التي يحددها الدليل، مواد البناء- مثل:الرخام، الجير،القرنيت،البازلت،الحجر الرملي،الطين،الرمل، والحصي.
نسبة لأهمية الذهب و إنتاجه في السودان فقد أفرد المؤلف له باباً خاصاً و هو الباب الرابع، سارداً تاريخ تعدين الذهب في السودان، الشركات العاملة منذ الاستقلال و حتي اليوم- وهنا لا بد لي من إثارة موضوع مناجم الذهب التي إستثمر فيها أثناء الحكم البريطاني وهي مناجم كما وصفها لي أحد الزملاء بأنها مناجم مكتملة و بها سكك حديدية لنقل الخام للخارج وقد وجدوا فيها كثير من معدات التعدين،مثل الكشافات التي تلبس علي الجبهة و خوذات الحديد،إضافة إلي غرفة المدخل إلي المنجم والتي تعرف بالشافت.Shaft) ( كما في جبل موية –حيث أبعد الخواجات المواطنين من الاقتراب بزعمهم بوجود عفاريت أو شواطين.لذلك نأمل أن يتحرك أهل القانون مع المختصين لاثارة هذه القضية و طلب تعويضات.وضرورة تمليك الجهات الرسمية بكافة الوثائق و المعلومات المتعلقة بهذه الأنشطة خلال فترة الاستعمار.
أورد المؤلف مؤشرات التنقيب عن الذهب في السودان، الخواص الجيولوجية العامة لتكوينات الذهب.
كما تناول مواقع وجود الذهب في الصخور الأساسية ،وفي المنطقة الشمالية الشرقية،وفي الجنوب الشرقي(النيل الأزرق) وفي وسط السودان وفي المنطقة الغربية(دارفور)، كذلك في الجنوب.
قدم المؤلف وصفاً لطرق التنقيب و تعدين الذهب، منها الطريقة الاحترافية و الطرق التقليدية، لم يغفل الكاتبالآثار السالبة لتعدين الذهب، بما في ذلك التعدين الأهلي، كما أشار إلي الاجراءات التي يمكن إتخاذها للحد من الآثار السالبة للتعدين.
كما عرج علي الامكانيات المستقبلية لتعدين الذهب.وقد أفرد الباب الخامس لامكانيات صناعة التعدين في السودان، بما في ذلك العناصر الأساسيةلنجاح التعدينعن الموارد الأرضية وهي تتمثل في المخزون المؤكد من كل معدن، المعارف الفنية، البنية الأساسية، السلامة، الأمان و الاستقرار(وهذا يشمل الاستقرار السياسي)، ثم القدرات المالية، القوانين المشجعة للاستثمار.
الباب السادس أفرده المؤلف للنفط، الغاز والمياه الجوفية.
أما الباب السابع وضح فيه خارطة طريق لتنمية الصناعات المعدنية في السودان وقد تناولته في المقدمة وهنا تجب الاشارة لضرورة تحديد أولويات الاستثمار وفقاً لسهولته مع قلة التكلفة و العمالة.
إحتوي الكتاب علي أكثر من 30 خريطة و رسماً و توضيحات أخري.

a.zain51@googlemail.com
//////////////////////

 

آراء