انهار التعليم وضاع كل شيء والفراغ أصبحت تسده الموبايلات !!

 


 

 

هذه الباقات من الجامعات تتكدس في العاصمة والولايات لا رائحة لها ولالون أو طعم بل هي بلاستيك وورق مقوي تغشاه أقل حرارة فيتشقق وتعلوه التجاعيد وسرعان ما يذبل ويموت !!..
خريج الجامعة يستعصي عليه أن يكتب خطاب وكبار الموظفين يستدعون لأداء امتحان في اللغة الإنجليزية لتكون النتيجة رسوبا مدويا يضاف الي سجلاتهم الحافلة بالخيبة وقلة الحيلة والبلادة من الطراز الفريد !!..
باختصار السودان أطاح به تردي التعليم الذي كان له شأن وفرسان قبل أن يعتلي الجنرالات دست الحكم وبدأت اللعبة مع عبود بالتسليم والتسلم مع عبدالله خليل والعسكر كما عرف عنهم شغلهم الشاغل الإعلام والابواق التي تروج لهم عبقرياتهم في إغتيال الديمقراطية ومصادرة الحريات والضرب بعرض الحائط بحقوق الإنسان وهنا يتحول المثقف الي مهرج والتعليم يتسيده الجهلاء فتعج دور العلم بالاغنام والخراف التي تقودها النعاج والرخم وبغاث الطير ورويدا رويدا يتحول التعليم الي بهارج ومهرجانات ليوم زينة الحاكم وقلة عقله !!..
وجاء النميري محمولاً علي دبابة حمراء ودخلت خطاباته عن حذاء هوشي منه وزمزمية جيفارا وزهد السوفيت وعفة عبد الناصر مناهج التعليم العام ومن يومها رضع الطلاب الصغار الجهل في اسمي معانيه وصار الدكتاتور المتخلف راعي الجامعة والكشاف الاعظم ويقدم برنامج المكاشفة ويلعب مع أبناء دفعته في فريق أطلقوا عليه اسم صنداي وضاعت الجامعة واندثرت الكشافة والرياضة اخني عليها الذي اخني علي ابد !!..
والنميري بعد أن ترجل من الدبابة الحمراء البسه عرابه الجديد عباءة امير المؤمنين فوصل الي حالة من الدروشة قالت عنها ال BBC يبدو أن النميري قد فقد عقله تماما في أخريات ايام حكمه الذي كان يضم خيرة مثقفي البلاد واكثرهم تعليما ولكنهم أمام الدكتاتور سكتوا عن جنونه المطبق وتصرفاته السريالية التي يعجز سلفادور دالي عن فك طلاسمها وطالما أن صفوة المجتمع الذين تلقوا تعليمهم في أعرق الجامعات في الشرق والغرب خضعوا للدجل والشعوذة لا بد أن يشرب التعليم حتي الثمالة من الشتات والضياع وسوء المنقلب في الفصول والحقول والتجارة والاقتصاد والسياسة التي بهتت لدرجة ذبول الالوان وانكماش المباني والمعاني واختلاط الحابل بالنابل !!..
وجاءت الضربة القاضية للتعليم علي يد الكيزان وحولوه الي تجارة ونشطت كوادرهم في الاستثمار في التعليم وسرقوا الكثير من الساحات والمدارس الحكومية وحولوها الي مدارس خاصة لم تزد التعليم إلا خبالا وارهقوا ميزانيات الأسر وشردوا أبناء غير المستطيعين وجعلوهم فاقدا تربويا اتجه للنهب والسلب ابتليت بهم البلاد وشكا منهم العباد !!..
اذا عادت البلاد تصدر منتجاتها وتتحصل علي العملة الصعبة لتصرف علي التعليم والصحة باكثر من عشرين بالمائة من الدخل القومي وإذا ارجعنا العساكر الي ثكناتهم واقنعناهم بالعض بالنواجذ علي واجبهم في حراسة الوطن والدستور وعدم تعاطي السياسة بكافة أشكالها نكون قد وضعنا لبنة جديدة لوطن معافي ينعم بتعليم نوعي مثلما كان في الحقبة الاستعمارية وفي السنتين بعد خروج الإنجليز قبل أن يستلم عبود البلاد من عبدالله خليل ليدخل البلاد في جحر ضب مازالت عالقة به الي يوم حميدتي وبرهان هذا !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com
////////////////////////////

 

آراء