اوسع مقاومة جماهيرية لهزيمة الانقلاب

 


 

 

1
كان متوقعا حسب تطورات الأحداث ومخطط الفلول ، وبعض قادة الحركات المسلحة مع اللجنة الأمنية ، وقوع الانقلاب العسكري الذي وقع صباح الاثنين 25 أكتوبر الذي اعلن البرهان في بيانه : حالة الطوارئ ، و حل مجلسي السيادة والوزراء ، واقالة ولاة الولايات ، ووكلاء الوزارات ، وإعادة التمكين في الخدمة المدنية وحتى الإعلان الأخير بتكوين مجلس السيادة من جانب واحد لتكريس الانقلاب العسكري، وخرق الوثيقة الدستورية وتمزيقها، والانقلاب علي الثورة ، وعلي الوثيقة الدستورية التي شبعت موتا من الخروقات والتجاوزات حتى الاجهاز عليها تماما بالانقلاب ، والابقاء علي الاتفاقات الخارجية والتي تمت في الفترة الانتقالية ، وحديث لا معني له حول الالتزام بالوثيقة الدستورية واتفاق جوبا للسلام الذي يتعارض مع حديثه حول حل قضية الشرق التي من ضمن اسبابها مسار الشرق المرفوض من جماهير الشرق ، كما اعلن تجميد لجنة التمكين ، واستثناء استحقاقات سلام جوبا ، قيام الانتخابات المبكرة في يوليو 2022 القادم ، وتكوين حكومة كفاءات وطنية تضم كافة اطياف المجتمع السوداني ،حتى قيام الانتخابات المبكرة.

2
الشاهد أن ما جاء في بيان الانقلاب نفس مطالب الفلول و دعوة ترك للانقلاب العسكري، واعتصام القصر المصنوع ،وما جاء في دعوات التدخل الخارجي ، بهدف قطع الطريق أمام التحول الديمقراطي ، وقيام نظام ديمقراطي يكون مؤثرا في المنطقة ، وبهدف استمرار التبعية والخضوع لاملاءات الصندوق والبنك الدوليين و نهب موارد البلاد وتثبيت الاتفاقات التي تمت كما في القاعدة لأمريكا في البحر الأحمر ، والاستمرار في حلف اليمن وارسال المرتزقة لها ، والابقاء علي اتفاقات ايجارات الاراضي التي تصل عقودها لمدة 99 عاما ، والاستمرار في احتلال مصر لحلايب شلاتين ، والتطبيع مع الكيان العنصري الصهيوني الخ.
كما اصيب قادة الانقلاب بالهلع من المعارضة الواسعة للانقلاب ، كما في استمرار قطع خدمة الانترنت والاتصالات رغم حكم المحكمة بارجاعه، والاعتقالات التي جاء في الأنباء لقيادات في الحكومة السابقة التي اكدها البرهان في مؤتمره الصحفي المرتبك الثلاثاء 26 أكتوبر ، ومن المتظاهرين ، والعنف الوحشي الذي لم ينقد النظام البائد من الانهيار ، في محاولة يائسة لاعادته ، وغير ذلك من الاجراءات التي خبرها شعبنا وهزمها ، قطعا سوف يذهب الانقلاب وقادته لمزبلة التاريخ.

3
من الجانب الآخر وجد الانقلاب العسكري مقاومة شديدة من الجماهير كما في الخروج للشارع مباشرة في مدن واحياء السودان وخارجه وتتريس الشوارع كما في مواكب 25 أكتوبر، و30 أكتوبر، والوقفات الاحتجاجية ، والدعوات للاضراب السياسي والعصيان المدني رفضا للانقلاب ، اضافة لاستنكاراستخدام العنف الوحشي ضد المتظاهرين ، والتي أدت لاستشهاد أكثر من 16 واصابات أكثر من 140 ، واعتقال أكثر من 400 شخص ، وهي جرائم جديدة مع جريمة الانقلاب علي الدستور ، تضاف لجرائم مجزرة فض الاعتصام ، والابادة الجماعية في دارفور ، حتما سوف يُقدم مرتكبوها للمحاكمات ،و للجنائية الدولية.
وجد الانقلاب ادانة و استنكارا عالميا ، وخروج مواكب السودانيين في الخارج ، اضافة للعودة لمربع محاصرة النظام و الاتجاه لادراجه في قائمة الدول الراعية للارهاب مرة أخري ، واخضاعه للمزيد من الابتزاز ، وفرض الاملاءات الخارجية عليه .

4
كما تم الاستنكار المحلي والعالمي للانقلاب ، وحملة الاعتقالات ضد المدنيين، والقمع الوحشي للمتظاهرين السلميين ، والمطالبة باطلاق سراح المعتقلين، وعودة خدمة الانترنت ، ورفع حالة الطوارئ ، ولا تفاوض ولاشراكة ولا مساومة، بل اسقاط للانقلاب ، ومحاكمة البرهان وقادة الانقلاب العسكري ، كما تم الاعلان عن التمسك بالتحول الديمقراطي ، ومقاومة الانقلاب سلميا ، والدعوة للاضراب السياسي العام والعصيان المدني لاسقاط الانقلاب ،وقيام الحكم المدني الديمقراطي الذي يفضي للتغيير الجذري..
كل ذلك يتطلب اوسع مشاركة في مليونية السبت 13 نوفمبر، و مقاومة جماهيرية لهذا الانقلاب المعزول داخليا وخارجيا حتى اسقاطه وهزيمته، كما في انقلاب مجزرة القيادة العامة، واستمرار المقاومة بمختلف الاشكال التي جربتها الجماهير، وتكوين القيادة الثورية الموحدة للمعارضة بعد استيعاب دروس التجربة السابقة، والتوافق علي الميثاق ووثيقة دستورية جديدة تؤكد الحكم المدني الديمقراطي ، ومواصلة المقاومة حتى الانتفاضة الشعبية و تنفيذ الاضراب السياسي العام والعصيان المدني لاسقاط النظام وقيام الحكم المدني الديمقراطي.
المجد والخلود للشهداء وعاجل الشفاء للجرحي، والحرية لكل المعتقلين السياسيين.

alsirbabo@yahoo.co.uk
//////////////////

 

آراء