بداية الصراع الحقيقي والإستهداف الشخصي بإستخدام الأساليب المصرية التي لا تشبه السودانيين مع إبنة عضو لجنة إزالة التمكين

 


 

 

لقد اتضح جلياً بأنهم عجزوا تماما في حلحلة قضاياهم العالقة مع أعضاء لجنة إزالة التمكين ، كما عجزوا ايضاً في التخلص منهم و إزاحتهم عن طريقهم طوال هذه الفترة من عمر اللجنة التي ظلت تؤرق مضجع "الكيزان" وأذيالهم من جنرالات العسكر الذين فرضوا أنفسهم على السلطة دون وجه حق واقحموا أنفسهم في السياسة بأفواه البنادق ، الشيئ الذي جعلهم في موقف القوة وجعل "البرهان" يتخذ أول قرار له بعد إنقلابه المشئوم على السلطة الإنتقالية هو تجميد هذه اللجنة ووقف عملها تماماً وإلغاء قراراتها وإجراءاتها و إعتقال كوادرها و الزج بهم في السجون ، كل هذه المعطيات تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن هذه اللجنة كانت ولا زالت مصدر قلق للسواد الأعظم من كوادر النظام السابق .

من الطبيعي أن أفشل في وضع حداً لمن اعتبره عدواً لي يقف أمام مصالحي الخاصة ، كما أنه من الطبيعي أن تحدث الخصومات بين المعارضين لنظام ما والنظام الذي يعارضونه ولكن !! مهما حدث فلا يمكن أن انقل الصراع فيما بيني وبين هؤلاء المعارضين إلى خارج دائرة الخلاف او الخصومة السياسية ، التي بيني وبينهم وأستهدفهم إستهداف شخصي وأن أنتقم منك في أفراد عائلتك وأعز ما تملك على الإطلاق ، فهذا السلوك لا يشبه السودانيين وإنما هو سلوك تستخدمه الأجهزة المصرية في تصفية حساباتها مع الخصوم و المعارضين ، وقد إستخدمه "الكيزان" وليس غريباً عليهم هذا السلوك وهذا الأسلوب القبيح ، ففي عرف "الكيزان" يجوز كل شيئ في سبيل كسر شوكتك و إرغامك على التخلي عن مبادئك وعن الأشياء التي تقف عائقاً أمامهم .

جريمة الاغتصاب من أبشع الجرائم نظرا لمساسها بالفرد جسدياً ونفسياً وبأستقراره وانتهاك حقوقه الأساسية في الصحة والحق في السلامة الجسدية سواء وقت السلم أو وقت النزاعات المسلحة حيث أصبحت تتخذ كأسلوب حرب لإخضاع الطرف الآخر ، نسبة لعظم هذه الجريمة وأثرها النفسي والجسدي على الإنسان الطبيعي ، الذي لم يتعرض يوماً لمثل هذه الأفعال والأساليب الدنيئة طوال حياته ، حيث يُعرف الأثر الناتج من تعرض الفرد للاغتصاب في الطب النفسي ، بمتلازمة صدمة الاغتصاب ، و يندرج هذا تحت مجموعة الصدمات النفسية التي قد يتعرض لها الإنسان ، و هذه الصدمات تعمل على تحويل مجرى حياته بشكل جذري ما لم يتم علاجها على النحو الصحيح ، و ذلك لأنها و إن مرت ، فسوف تبقى بداخل الفرد لتؤرق عليه مستقبله .

لم نكن نعرف كسودانيين مثل هذه الجرائم والظواهر الإجتماعية السلبية على الإطلاق ، فهي ظواهر تُعتبر دخيلة على المجتمع السوداني ، المشهود له بصفات عديدة لا تُحصى ولا تُعد ، ولكن !! بعد إستلام "الكيزان" و تجار الدين للسلطة في السودان في العام 1979م فقد السودانيين كل شيئ من هذه الصفات السمحة والجميلة التي كانت تميز السودانيين عن غيرهم من شعوب العالم ، فقدنا حتى هويتنا وسودانويتنا التي كانت مصدر فخر وإعتزاز في كل أنحاء العالم ، بعد مجيئهم لم يعد السوداني هو السوداني ، ولا السودان هو السودان ، ولا الصفات هي الصفات ، فقد تبدل كل شيئ جميل إلى شيئ قبيح .

هكذا هم "الكيزان" أقذر وأسوأ من مشى على هذه البسيطة ، هكذا هي أفاعيلهم وسياساتهم وإستراتيجياتهم الشيطانية ، وهكذا قال عنهم الأديب الطيب صالح (من أين أتى هؤلاء) فصارت هذه المقولة على لسان كل سوداني حُر شريف لم يمشي في طريق هؤلاء اللصوص والمجرمين ، لقد طفح الكيل بنا كسودانيين من هذه الأساليب والصفات السيئة التي يتعامل بها هؤلاء القتلة ، ووجب علينا وضع حداً لهم وكنسهم إلى مزبلة التاريخ ، وجب علينا وضع أيدينا في أيادي بعض من أجل وقف ما يحدث تماماً ، ومن أجل العيش في هذه البلاد أمنيين .

لقد شغلت هذه الجريمة كل الشعب السوداني وتضامن مع إبنتنا ترتيل كل العالم وكل مهموم بقضايا الإنسان وحقوق الإنسان ، لأنها تمثل جريمة شنيعة لا يمكن التعاطي معها أو حتى التجاوب مع مرتكبيها ، جريمة ليست في حق عضو لجنة إزالة التمكين أو بنته ، وإنما جريمة في حق كل الشعب السوداني ، فهي بنت جميع الشعب السوداني .

نسأل الله العظيم أن يخفف عنها هذا المصاب وأن تستطيع تجاوز هذه المحنة عاجلا غير أجل ، وأن يخفف عن أسرتها ما أصابهم وأن يخفف عن جميع أهل السودان ، وأن ينتقم الله عز وجل من كل شخص كان له دور في هذه الجريمة ، اللهم يا حنان يا منان نسألك بكل إسم هو لك أن ترينا فيهم عجائب قدرتك وأن تمنحنا الصبر الجميل .

ترس ..

تتسارع الأحداث يوما بعد يوم كما تتزايد الجرائم في الشارع السوداني العام ، وكل هذا بفضل من سمحوا للحركات المسلحة الدخول للخرطوم ، وكل هذا بسبب سلام جوبا المشئوم .

ترس تاني ..

مالم نتكاتف من أجل كنس هؤلاء المجرمين فلن نحيا او نعيش بأمان حتى داخل بيوتنا سنعيش في حالة من الخوف والقلق من المجهول ، حالة من الخوف والقلق على أبنائنا الصغار أن يحدث لهم كما حدث لبنتنا "ترتيل" سنمشي ونحن نتلفت خوفاً من أي سيناريو يمكن أن يحدث لنا .

ترس تالت ..

حتى متى ؟؟
سنقف مكتوفي الأيدي ونحن نشاهد أبنائنا وبناتنا يُغتصبون في وضح النهار ؟؟

حتى متى ؟؟
سنسمح لهؤلاء المجرمين باللعب بمقدرات ومكتسبات بلادنا وهدر مواردها ونحن نشاهدهم ؟؟

حتى متى ؟؟

يا أهل السودان حتى متى ؟؟ .

zlzal1721979@gmail.com

 

آراء