تنبيه الغافلين في مسرحية داير شنو وأزمة الهيكلين … بقلم: خالد موسي دفع الله
22 March, 2010
Kha_daf@yahoo.com
يكشف محرك قوقل العالمي أن السودانيين هم أكثر شعوب العالم العربي إستخداما لمصطلح (ثقافة) يليهم أهل الأمارات.ومكمن التعلق بهذا المصطلح ربما يعود لهذا التنوع الخلاق، وأسئلة الهوية المتشابكة التي ما زالت تشتجر حولها النخب. و يتوسل هؤلاء بهذا المصطلح للبحث عن أجابات علي متاعبهم، والأسئلة السرمدية التي تؤرقهم. ولعل الجدل الذي شهدته الصحف السيارة خلال الأسبوعين المنصرمين بين عدد من الصحفيين والمسرحيين حول عرض المسرحية السودانية المصرية المشتركة (داير شنو) التي شاركت فيها فرقة تيراب ، و النجم الكوميدي أحمد بدير ومجموعته، -هذا الجدل- يرتبط أرتباطا عضويا بمصطلح الثقافة الذي يسرف السودانيون في أستخدامه ، والتعلق بظلاله. وبالتالي فأن طبيعة الجدل حول المسرحية لا يعود الي مجرد العمل الفني والبناء الدرامي فحسب، ولكن يستبطن الحساسيات الثقافية والتاريخية التي ظلت تجثم علي صدر النخبة المثقفة في البلدين. وفي الشواهد التاريخية والمعاصرة مندوحة عن تكرار العبر في ديوان المبتدأ والخبر. فقد ظل الجدل الثقافي موبوءا بالحساسيات التاريخية منذ صدور كتاب الدكتور محمد حسين هيكل (عشرة أيام في السودان) الذي كتبه في عشرينيات القرن الماضي بعد رحلته الشهيرة لحضور أفتتاح خزان سنار. وقد وصف في رحلته أحوال أهل السودان ، وألتقط مشاهد بائسة لبعض العاملات في مجال تنقية الحبوب، ووصفهن وصفا عرقيا جارحا للوجدان فأنبري له عدد من مثقفي السودان منهم الأستاذ حسن نجيلة، مما أضطر الدكتور هيكل للرد والأعتذار المبطن. وقد كشفت تلك الحادثة عن عمق الحساسية المستكنة في العقل الباطن للمثقف السوداني ، رغم الأرتباط العضوي والوجداني آنئذ لمعظم الشعراء والساسة والمبدعين بأرض الكنانة، وقد تكشف ذلك جليا في سيرة الشاعرين التيجاني يوسف بشير، و محمد سعيد العباسي وكذلك النابغة معاوية محمد نور وبالطبع السياسي والشاعر الحاذق محمد أحمد المحجوب. وفات علي مثقفي السودان حينها أن الدكتور هيكل عندما خط سفره عن السودان كان في طور الأنتقال من مكانة الناقد الي موقف المؤرخ. وقال الدكتور عبدالفتاح أبو مدين معضدا هذه الفرضية إن الدكتور هيكل بعد أن كان داعيا لأحياء الفرعونية عاد الي التنقيب في التأريخ الأسلامي فكتب عن (حياة محمد) في (منزل الوحي)، بعد أن جاس في إبداعات طه حسين وتوفيق الحكيم. أما الحدث الآخر الذي عمق من هذه الحساسية، فهو المقال المشهور للصحفي محمد حسنين هيكل (ثم ماذا بعد في السودان) الذي نشره في أعقاب ثورة أكتوبر 1964 حيث شكك في جدواها السياسية ، كما أستنكر أن يخلع علي ذلك التغيير الشعبي لقب (ثورة) لأنه يري أنها لم تستوف معايير الثورات المشهورة في التاريخ مما يتطلب أجراء تحولات جذرية في البني الأجتماعية والسياسية والثقافية والأقتصادية، أي تغييرا جذريا في البني الفوقية والتحتية بالمصطلح الماركسي. وقد شن مثقفو السودان وطلائع ثورة أكتوبر هجوما عنيفا علي هيكل، وسلقوه بألسنة حداد مما أضطره للأبتعاد عن قضايا السودان، تجنبا للحساسية الملتهبة من طلائع المثقفين السودانيين. وقد حاول البعض في مطلع التسعينات أجراء مصالحة تاريخية مع هيكل بواسطة الصحفي الراحل يوسف الشريف، في أطار عمل التجمع الديمقراطي المعارض، وأتهم حينها المرحوم عمر نور الدائم قطب حزب الأمة الصحفي هيكل بأنه مثل شجرة الدليب يرمي بظله بعيدا عن أهل بيته ( السودان) ، في الوقت الذي يهتم فيه بشئون و قضايا العالم.فأعترف هيكل حينها بأبتعاده القسري عن قضايا السودان خوفا من أستثارة هذه الحساسيات التاريخية.
هذان الحدثان يشار إليهما بمصطلح (أزمة الهيكلين) حسب الأجتهاد المبدع للدكتور حيدر أبراهيم، وقد شكلا قاعدة تفسيرية للقطيعة والتعاطي المشترك بين الطليعة المثقفة في القطرين الشقيقين. ألقت أزمة الهيكلين بظلالها السالبة علي مسيرة الأتصال الأعلامي والثقافي مع بعض الكتاب ورموز الثقافة المصرية، وأمتدادا لذلك الأرث تكثر الشواهد المعاصرة للتدليل علي عمق تلك الحساسية خاصة من جانب النخبة السودانية. فقد أنبري الدكتور هاني رسلان مدير مركز دراسات وادي النيل في مركز الأهرام ، ومسئول الملف في الحزب الوطني الحاكم بكتابة سلسلة مقالات عن واقع الصراع القبلي والعسكري في دارفور.ولما كانت نتائج بحثه ودراساته تتعارض مع قناعات النخبة الناشطة في القضية الدارفورية ، فقد أنبري له جلاوذة الناشطين في ربوع المهاجر المختلفة، وسلقوه بألسنة حداد، حيث أتهموه بالجهل، وخدمة أجندة المخابرات المصرية، ومحضوه النصح للأهتمام بقضايا بلاده المعقدة، بدلا من الأهتمام بالسودان .وقد تفرد الأستاذ شوقي بدري صاحب السلسلة الممتعة الساخرة (محن سودانية) بيراع غليظ الكبد، وطرس فائق القسوة والقتامة. ويبدو أن رشاش ذلك الهجوم قد أصابه في صميم وجدانه تجاه السودان فلزم الصمت والصوم عن قضايا السودان حينا من الدهر مقتفيا آثار الهيكلين. اما النموذج الآخر، فقد صدر من تلقاء كاتب رصين العبارة، وسيم اللغة،عميق الفكرة،متصديا لمقال كتبته الدكتورة أماني الطويل من مهجرها المؤقت، وهي جامعة جورج واشنطون بالعاصمة الأمريكية واشنطون. فقد رحبت الدكتورة أماني الطويل في مقالها بالألتماس والطلب الذي قدمه نائب الرئيس علي عثمان في لقائه بالمثقفين والأعلاميين المصريين بالقاهرة للوقوف مع السودان تجاه قضاياه المصيرية في الجنوب ودارفور ودعم ومساندة التحول الديمقراطي. رحبت الدكتورة أماني الطويل في مقالها بهذا الألتماس ، ولكنها قالت إن أستجابة النخبة المصرية لهذا الطلب يسلتزم الوفاء بشروط محددة منها الشفافية، وأحترام حقوق الأنسان، وحقوق المرأة وغيرها من المعايير الأنسانية العالمية السائدة.تصدي الأستاذ علي يسن المثقف الشفيف، والشاعر الرقيق لمقال الدكتورة أماني الطويل، فأجري فيه مبضعه فنتفه نتفا، وأوسعه لطما ونسفا، فلم يستبق منه إلا النواصب والجوازم. ومن ثم أطلق عليه رصاصة الرحمة عندما قال إن الطلب كان مجاملة بروتكولية أقتضها طبيعة الزيارة، وخصوصية الحدث، ولكن المخاطبين لا يملكون شيئا في أصلاح حال السودان. ولا شك أن هذا الموقف الفكري يعتبر أمتدادا للنفسية السودانية التي تتوجس من روح الأستعلاء والوصاية المصرية ، فبالغت في رد فعلها أنتصارا لكرامتها المهدرة حسب ظنها، مما ساهم في دفع و أقصاء الهيكلين عن سوح الحياة السياسة والأجتماعية في السودان.
تم عرض المسرحية، وهي مثقلة بهذا التاريخ، الذي ظل موبوءا بحساسية ومزاعم الأستعلاء الثقافي والحضاري للنخبة المصرية تجاه السودان. وقد كتبت بعض المواقع الأسفيرية في الشبكة العنكبوتية أن أحمد بدير عبارة عن نصاب وحرامي ، ويفتقد للحس الكوميدي والفكاهي ، بل أتي للسودان ليحتال علي أهله ويستغفلهم ببعض الحماقات الدرامية، هذا رغم أن الفنان أحمد بدير كان ضحية نصب وأحتيال من منتج مسرحيته السابقة في السودان. لعل الصدفة وحدها هي التي قادتني لحضور العرض الأخير من مسرحية (داير شنو) بقاعة الصداقة. تتكون المسرحية من فصلين، وتدور أحداثها في السودان،حيث تسلط الضوء علي سرقة ثروات الدول العربية (نموذجها السودان) من قبل اليهود والقوي الدولية الأخري خاصة الولايات المتحدة.وقال النجم أحمد بدير إن المسرحية التي تعني (عايز أيه) باللهجة المصرية تهدف الي توحيد الشعب السوداني وكشف أطماع اليهود في بلدهم. كما صرح الفنان أحمد أبو الفتوح أحد نجوم المسرحية أنهم هدفوا من هذا العمل الفني الي أيقاظ الشعب السوداني من غفلته ليعرف عدوه الأساسي الذي يحاول أن يشعل نار الفتنة بين جموع الشعب السوداني وكشف أطماع اليهود في بلدهم.
تبدأ المسرحية بمشهد وصول سلامة ( أحمد بدير) من مصر لزيارة خالته في السودان(هند راشد)، وقد صاحبت عودته موسيقي تصويرية لأغنية (أزيكم كيفنكم) للراحل سيد خليفة. وتصادف عودته ميلاد طفل في الأسرة، ويكتشف أحمد بدير الذي يحب بنت خالته (ست البنات) بوجود شخص آخر (فخري خالد) يعمل جولوجيا يريد الزواج من ست البنات.فيشتعل الصراع بين الطرفين، الطرف السوداني الخالص ، وبين (سلامة) الذي يختلط في عروقه الدم السوداني بالمصري. وتقع المفارقات الكوميدية خاصة في أختلاف اللهجات. فمثلا يسخر أحمد بدير من كلمة (يعرس) السودانية أي يتزوج ويغير معناها الي اللهجة المصرية لتصبح (معرص). وقال أنا لو قلت عايز (أتعرص) في مصر يذبحوني.ولكني ممكن (أتجوز) أتزوج.وترتكز كوميديا المسرحية علي (الأفيهات) وهي المفارقة اللفظية بين اللهجتين السودانية والمصرية، وتكاد تخلو من كوميديا المواقف الذكية . وقد حاول النص المسرحي أن يستوعب جغرافيا الواقع المحلي مثل الأشارة الي سوق الناقة مكانا لأنجاز إجراءات التنازل بين أصحاب الأرض واليهود المخادعين. فكما قال النقاد عن موسم الهجرة للشمال للمبدع الراحل الطيب صالح إن دخول الغريب (مصطفي سعيد) قد فجر طاقة عنف في المكان.كذلك ما أن جاء الغريبان، وهما أمريكيان (رجل وزوجته) ، يريدان أستدراج الأهالي وأستغفالهما للأستيلاء علي أراضيهما لأنها تزخر بالبترول والثروات المعدنية حتي تفجرت دائرة الأحداث الغريبة. وقد حاولت العصابة أن تستدرج أحمد بدير (سلامة) ليشارك في عملية النصب والأحتيال وفق جعل معلوم،ولكنه رفض في أباء وشمم مذكرا أنه ينتمي الي هذه الأرض دما ورحما رغم مصريته. وتلجأ العصابة الي أختطاف الطفل الرضيع لمساومة أهل القرية ليكتبوا تنازلا عن الأراضي.وهنا تتفجر الطاقة التمثيلية الكامنة للممثلة إخلاص نور الدين التي أدت دور أم الطفل.فأنهمرت في مشاهد تراجيدية فائقة التعبير عن المأساة والحدث، فأستخدمت عواطف الأمومة وأنسانية الفقد والتفجع لتصيغ جملا ومشاهدا مؤثرة،كما نجحت الممثلة هند راشد في تجسيد دور خالة سلامة وأم (ست البنات) التي يتصارع للفوز بها وخطب ودها كل من فخري خالد وأحمد بدير. عاني النص الدرامي في الفصل الثاني من خلل واضح في تسلسل الأحداث، والحبكة الدرامية، خاصة في مشاهد المساومة وإرجاع الطفل والأيقاع بالعصابة اليهودية.وأنتهت المسرحية علي طريقة النهايات السعيدة، بأن تم دحر الأعداء والمتآمرين اليهود،وأستعادة الطفل المخطوف عن طريق وحدة الصف وجمع الكلمة. والغريبة لم تجب المسرحية علي السؤال الأجتماعي وهو: من الذي فاز بقلب (ست البنات)؟، ومثل كل كلاسيكيات المسرح ، فأن الصراع حول قلب ست البنات كاد أن يجهض حركة المقاومة ضد المتآمرين اليهود، حينما أنشغل كل من أحمد بدير وفخري خالد بالصراع والخلاف ، متناسين في غمرة تنافسهم الألتفات لمواجهة العدو المشترك. وقد أكثر الممثلون من ترديد الشعارات الوطنية لأستشارة عاطفة الجمهور، وفي الجانب الآخر أستطاع الفنان أحمد بدير أن يسلط علينا شواظ من قفشاته عندما جاءت تتهادي اليه الممثلة المصرية سهام جلال التي لعبت دور الأغراء، فقال بعفوية (دولا النسوان ولا بلاش مش بتاعنكم)، وفي ذلك تعريض بالقيمة الجمالية للمرأة السودانية. وفي ذلك السياق،إتهمت الصحافة السودانية أبطال المسرحية بخدش الحياء العام، ولكن نسي هؤلاء أن المسرح المصري يعج بالأفيهات الأيحائية والرمزية، وللحق فقد أحترم الممثلون المصريون أصول الثقافة والتقاليد المحافظة لأهل السودان، فأبتعدوا عن التوغل في الأيحاءات الجنسية المبتذلة.وفي هذا السياق، فقد أقتضي مشهد لقاء (سلامة) مع (ست البنات) أن يتناجيان بكلمات الحب والأعجاب بعد فراق طويل، ولكن توقف (أحمد بدير) علي مقربة منها دون أن يمس جسدها قائلا (هنا بس ولا حأندبح)..كما أكثر الممثلون في العرض الأخير الخروج من النص في ظل ملابسات مغادرة الفرقة المصرية الي القاهرة. فقال أحمد بدير أثناء الحوار (لا بد أن أذهب الي القاهرة قبل العقد علي ست البنات)، فقال له فخري خالد علي خلفية الجدل حول أستحقاقاته المالية، وأصراره علي المغادرة ( سافر بطيارة الليلة مش أخذت حقك علي داير المليم وبالدولار كمان) فكان أن أحتضنه أحمد بدير ضاحكا، ومعلقا ( أنتو مش عندكم رسوم مغادرة برضو).
أشاد أعضاء الفرقة المصرية بقيادة الممثل الكوميدي أحمد بدير بالقدرات التمثيلية للممثل السوداني، وقال أن له القدرة علي الحركة والحيوية، والتعبير عن المشاهد والمواقف بحس درامي عالي. ولكن بلا شك فأن الحكم علي تجربة فرقة تيراب، ليست كافية لأنها في الأصل ليست فرقة تمثيل بالمعني الأحترافي. كما أن الفرق بين القدرات والأداء بين الممثليين المصريين والسودانيين تعد كبيرة وشاسعة لفارق الخبرة والممارسة والموهبة. فقد كان الممثل السوداني رغم نجاحه في الأداء العام عاجزا في معظم الأحوال عن مجاراة الممثل المصري في الحوار، والحركة، والحس الكوميدي، رغم أن الممثلة أخلاص نور الدين قد أجادت وأحسنت تمثيل دورها التراجيدي في المسرحية. ومن ناحية عامة نستطيع القول أن الممثلات في الجانب السوداني ( هند راشد وأخلاص نور الدين) كن أكثر حضورا وتلقائية من الممثلين خاصة (خالد فخري ومحمد موسي). ولعل دور الأب الذي أداه الممثل محمد موسي قد أحتبس طاقته الكوميدية المشهودة، وأصبح أسيرا لحدود الدور المرسوم له، دون أن يغامر بالخروج منه. كما أن الممثل فخري خالد رغم قدراته المشهودة في المنلوج وإلقاء النكات قد عابه ضعف في التعبير الدرامي، ولعثمة في حديثه ومخارج حروفه، مما جعل الأيقاع الدرامي بينه وبين أحمد بدير مختلا. ولا شك أن هذه الملاحظات لا تقدح في القيمة الفنية والمعنوية لهذه المسرحية التي أرادت لها فرقة تيراب أن تكون بوابة العالمية للمسرح السوداني. وأتضح أيضا من هذه التجربة أن الأقتصاد المحلي غير قادر للوفاء بنفقات الأعمال الفنية الكبيرة. فرغم توافد النظارة، وأستمرار الدعاية والترويج للمسرحية،إلا أن الدخل فيما يبدو لم يحقق المرجو، مما أضطر والي الخرطوم للتدخل لتغطية بعض النفقات، كما تدخل بنك السودان أيضا لتحويل المستحقات المادية لفرقة أحمد بدير بالدولار.
تستحق فرقة تيراب الكوميدية الأشادة والتهنئة علي هذه المغامرة الفنية الناجحة، وتكريسا لهذه النجاح فقد أعلن الكوميدي أحمد بدير أعادة عرضها في مسارح القاهرة. وبدلا من التثبيط الذي بثه كبار الفنانين تعليقا علي المسرحية، فأنه من الأولي تثمين هذا الجهد الفني المشترك بين السودان ومصر، وأستدراك قصوره وتصويبه، وتطويره من أجل أنجاح مزيد الأعمال الفنية القادمة. كما أرجو أن يعذرني جمهرة القراء والدكتور أبو القاسم قور لتطفلي علي تخصص النقد المسرحي الذي لم أرتد له مقاعد الدراسة، ولكنها أنطباعات مشاهد نشد الأسترواح الفني فأبي قلمه إلا أن يخط شذرات في الفضاء الدرامي لمسرحية أرادت تنبيه الغافلين علي التآمر اليهودي ضد البلاد، فوقعت في أزمة الهيكلين.