ثورة الشباب وأحفورية الأ حزاب

 


 

 

 

abdelrmohd@hotmail.com 

1
في مقال لي نشر على الأنترنت ، وضنَّت بنشره صحيفة تنبيء بأن آفة الأخبار هم رواتها ، أشرت إلى أن للثورات قي بلادنا روائح أولها رائحة الصبر الجميل. هذا الشعب المعلم ، لا يصدر حكمه على الأنظمة الحاكمة إلا بالنتائج. ‘إنه يمنحها فضيلة الظن الجميل بها ويدعمها من مخزون صبره خصما على آلامه وتطلعاته، وهنا فقد أشرت إلى صبر جميل تكدس عبر عقود عبر عهدي مايو والانقاذ ليحصد الشعب سرابا في التنمية والرخاء والاستقرار لينتج هذا السراب الخاوي رائحة أخرى هي رائحة الغضب العارم والقدرة على تخصيب تربة الصبر بدم زكي عصي على الديكتاتوريات وعصا الترهيب والتخويف والإنتهار .
2
ساحات الإعتصام ، أثبتت أنها مختبر عملي لقدرات شباب الوطن ومهاراتهم وافصاح عن مخزونات هائلة لقيم ومهارات كبيرة وعديدة تحتاجها أمتنا في اللحاق بالأمم المتحضرة عبر شبابنا. أهم معالم القدرة الشبابية التي أنتجتها ساحات الإعتصام هي الوحدة والعزم والتصميم ووضوح الهدف. لقد أبان شبابنا أنهم جيل لم تفلح سنوات الضياع في تدجينه وفقا لمنظورها الإقصائي وتسيدها على جميع الأصعدة فلا حق لك في الحضور لساحة الوطن في نظرهم ، إلا بمقدار الحكم عليك بأنك منهم وإ ليهم.لقد أبان هذا الجيل ، أن له نظرته الخاصة المبدعة عبر قيم الإنتاج والعمل الجماعي وسلوكيات البناء الحضري والعمراني في الدولة الحديثة بقيم عالية أساسها ثقافة جديدة اسمها أن لا وقت للإنتظار وأن الزمن الوطني حاسم إن لم تقطعه قطعك.من قيم الوطنية التي أفرزتها فراديس ساحات الإعتصام ، تلك القوى الشعبية المساندة للشباب في الخط الأمامي وقوفا بالعرق والدم والدمع وروائح الطعام وتجليات المديح والوعظ والذكر الحكيم . تلك كانت سجية دين الله وشرعه في هذا الوطن بلا وصاية صياما ونسكا وجمعة وجماعة بطريقة تدحض أبواق الهوس ولحى الفتنة بأن شرع الله مستهدف ...كبرت كلمة تخرج من أفوافههم ، ناسين أن هذا الشرع ما هو إلا تجليات التداعي لعمل الخير والاطعام والصيام ونظافة المكان وطهارة اليد واللسان.
3
ومع أن للثورة الشعب أدبياتها وقيمها الساطعة ، فهناك مثالب لا نريدها أن تؤثر على هذه الصورة الناصعة.فليس من الحكمة أن يُكبُّ الناس كبا في إحالات من مواقعهم إلا ما تم منها على سبيل ما عرف بالتمكين الذي ألقى بقدرات كثيرة في جب النسيان لعدم انتمائهم إما لحزب حاكم أو فصيل محارب. من المهم إدراك أن هناك الكثيرين الذين أيلوا بلاء حسنا وكانوا طاهري الأيدي والسمعة فمن حق الوطن الإنتفاع بخبراتهم ما دام هناك عدل ومعيار هو أن البقاء للأصلح.
لقد لاحظ الكثيرون أن هناك حالة من الجفاف في وتيرة إعلامنا الرسمي من حيث التغني بأدبيات الثورة وقوتها فبدا وكأنه ينصاع لجهة لا تريد لهذا الوهج العارم أن يبقى براقا ومضيئا.وقد بدرت الكثير من حالات الإعتقال استمرارا لعسف سبق وردة عن توجهات هبة الشعب في الحرية والعدالة.لقد نسى من أمر بذلك أن حناجر الصائمين في ساحات الإعتصام ، لا زالت تهتف بفجر لا عسف فيه ولا اضطهاد...فجر يغسل بالسنا مداد الظلام الذي ران على هذا الوطن لا خوف فيه إلا من الله العلي القدير.
ينتابني احساس أن التواصل بين قوى المهنيين لم يعد منسابا ومتتاليا كما سبق ، كما أن الإحساس قوي بأن هناك روشتات لتوزير هذا أو ذاك مما يجعلني مشفقا من قصور هذه النظرة إذ لا يبدو لي أن لها معايير تسندها مرجعيات متوافق عليها لدى الرأى العام وحق لأمتنا أن تتطلع الآن لقوى شبابية ماهرة تمخر بالوطن في عباب المستحيل في عالم تجتاحه مجاعة عارمة في أصحاب المهارات والمعارف والخبرات.
أخاف على هذا البلد وأهله من عهد غيهب يتحرك ببطء في أحشاء الوطن . إنني أعاين دائما من نافذة قطار الوطن فاذا رأيت فيها أن من يبيع الشعارات في محطاتها وسنداتها هم الشيوعيون والأحزاب الأحفورية ، تيقنت ألا خير يرجى إلا في الشباب وقدرة هذا الجيل على قهر العجز واليأس.
////////////////////

 

آراء