ثورة ديسمبر وحظ السودان العاثر !!
د. عبدالله سيدأحمد
16 March, 2022
16 March, 2022
عندما اشتعلت ثورة ديسمبر المجيدة كان الهدف الأساسي بعد اقتلاع نظام الأخوان الفاسد هو تأسيس السودان الجديد الذي ينعم بالحرية والعدالة والديمقراطية وكان من المفترض أن يكون علي دفة قيادة الثورة نخبة من الشرفاء يعملون بتجرد ونكران للذات من أجل تحقيق هذه الطموحات التي انتظرها أهل السودان طويلا ..
بدأت أول العثرات عندما سقط نظام الإنقاذ البائد بعدم امتلاك قوي الحرية والتغيير خطة او برنامج جاهز يكون بديلا يسد الفراغ الذي خلفه السقوط وهذا ظهر جليا في إطالة أمد الحوار مع اللجنة الأمنية التي حاولت أن تنصب نفسها كوريث شرعي لنظام الأخوان البائد .. الشارع ممثل في اعتصام القيادة العامة بالخرطوم وبقية المدن الكبري، ظل ينتظر إعلان القرارات الثورية وعلي رأسها تشكيل الحكومة المدنية الانتقالية وتكوين المجلس التشريعي واختيار رئيس القضاء والنائب العام ومن ثم أداء القسم أمام تلك الجماهير التي كانت محتشدة أمام القيادة العامة لأكثر من شهر .. للأسف ظل الحال لا يراوح مكانه بسبب مماطلة العسكر وضعف ممثلي قوي الحرية والتغيير في المفاوضات حتي وقعت جريمة فض الاعتصام التي اثبتت خيانة العسكر للعهود وكشفت عن نيتهم في الاستيلاء علي مقاليد الحكم عنوة رغم أنف الثورة والثوار لكن كان هذا الحلم بعيد المنال وتبدد بعد ان انتفض الثوار مرة اخري في ذلك الطوفان المشهود في يوم ٣٠ يونيو من العام ٢٠١٩ والذي أعاد للعسكر صوابهم وجعلهم يرضخون للتفاوض والجلوس مع قوي الحرية للتفاوض مرة أخرى والإعتراف بأنها الممثل الشرعي والوحيد للثوار المدنيين ..
للأسف تجدد الحظ العاثر وضاعت الفرصة مرة اخري عندما وافقت قحت علي تقاسم السلطة مع العسكريين في وثيقة دستورية سطحية بسيطة كانت مكان الشك في العديد من بنودها المهمة وقد تكشف ذلك لاحقا بعد الانقلاب عليها ..
بعدها تكرر مسلسل الحظ العاثر بوتيرة سريعة عندما تم اختيار الذين سيقودون المواقع المدنية التنفيذية العليا ابتداء من رئيس الوزراء والوزراء وحكام الولايات والمدراء العاميين في المؤسسات الحكومية .. للأسف الشديد معظم الذين تم اختيارهم كانوا اما من الضعاف وعديمي الخبرة السياسية والمهنية او من الكوادر المندسة المعادية للثورة الذين تم اكتشافهم بعد فوات الأوان ..
الدكتور عبدالله حمدوك رئيس الوزراء حظي بتفويض وسند شعبي غير مسبوق لأي رئيس سابق حكم السودان .. للأسف خيب حمدوك الظنون ولم يستفيد من الدعم الشعبي الغير محدود الذي كان يمكن أن يلبي طموحات الثورة في البناء والإعمار .. كان حمدوك ضعيفا ومتردد وغير واضح وتنقصه الشجاعة في كشف ما كان يدور في الخفاء من مماطلات وعراقيل كان يضعها المكون العسكري وفلول النظام البائد أمام تنفيذ أجندة الثورة .. باختصار كان اختيار حمدوك حظا عاثرا للثورة لانه كان أقل من المنصب الذي كان يشغله وتهاونه المستمر كان احد اسباب تغول المكون العسكري علي كل سلطاته التنفيذية المدنية إضافة لتركه المجال واسعا لعودة الفلول البائدة علي الساحة السياسية لتسرح وتمرح بكل وقاحة وكما تشاء لدرجة استفزاز الثورة والتهكم في مستقبلها ..
لم يختلف في هذه الصفات السالبة كل النخب المختارة من الوزراء الذين تصارعو علي الفوز بكراسي السلطة الأمر الذي انعكس جليا علي ضعف أداء الجهاز التنفيذي وإهمال حياة المواطن اليومية الذي ظل يعاني من الفقر المدقع والبؤس بسبب تردي الحالة الاقتصادية المزرية التي اوصلته حد الكفاف ..
اخيرا كانت الطامة الكبري في حظوظنا العاثرة هي الشخصيات الفالصو التي وثقت فيها الثورة .. كانت كلها شخصيات مغشوشه وليست أهل لثقة الشعب وأقل من طموحات أهداف الثورة .. تم اكتشاف فشل تلك النخب وعدم اهليتها بعد فوات الأوان اي بعد أن وقع الفأس علي الرأس ابتداء من الدكتور عبدالله حمدوك والوزراء الذين جاءو بالمحاصصات وكل زعماء ما يسمي بالحركات المسلحة (العصابات المسلحة) الذين اصبحو وبالا علي البلاد والمناطق التي كانو يتاجرون بقضيتها بإسم الظلم والتهميش .. حتي الأحزاب التقليدية ثبت افلاسها ووضح جليا بأنها لا تملك قواعد شعبية ترتكز عليها هذا إضافة للتنظيمات الهلامية الكثيرة التي يجلس علي رأسها أمثال التوم هجو، عسكوري، مبارك اردول، الجاكومي، ابوالقاسم برطم .. الخ من الانتهازيين الجدد الذين لا يسع المجال لذكرهم جميعا وهم كثر ..
للأسف الشديد السودان ضرب الأرقام القياسية في الحظوظ العاثرة علي مدي الستة والستون عام ألماضية اي منذ استقلاله في العام ٥٦ من القرن الماضي .. لقد ظل الحال اشبه بالذي كان يحرث في البحر فكان حصاده في النهاية صفرا .. الآن نخشي علي البلاد اذا استمر الحظ العاثر أن تنزلق في هاوية سحيقة الي ما دون ذلك الصفر ..
ختاما العشم بعد كل هذه الحظوظ العاثرة ان لا ييأس هذا الشعب النبيل الطيب والصامد من رحمة الله ..
# الشعب أقوي .. أقوي والردة مستحيلة ✌?
د. عبدالله سيدأحمد
abdallasudan@hotmail.com
////////////////////////
بدأت أول العثرات عندما سقط نظام الإنقاذ البائد بعدم امتلاك قوي الحرية والتغيير خطة او برنامج جاهز يكون بديلا يسد الفراغ الذي خلفه السقوط وهذا ظهر جليا في إطالة أمد الحوار مع اللجنة الأمنية التي حاولت أن تنصب نفسها كوريث شرعي لنظام الأخوان البائد .. الشارع ممثل في اعتصام القيادة العامة بالخرطوم وبقية المدن الكبري، ظل ينتظر إعلان القرارات الثورية وعلي رأسها تشكيل الحكومة المدنية الانتقالية وتكوين المجلس التشريعي واختيار رئيس القضاء والنائب العام ومن ثم أداء القسم أمام تلك الجماهير التي كانت محتشدة أمام القيادة العامة لأكثر من شهر .. للأسف ظل الحال لا يراوح مكانه بسبب مماطلة العسكر وضعف ممثلي قوي الحرية والتغيير في المفاوضات حتي وقعت جريمة فض الاعتصام التي اثبتت خيانة العسكر للعهود وكشفت عن نيتهم في الاستيلاء علي مقاليد الحكم عنوة رغم أنف الثورة والثوار لكن كان هذا الحلم بعيد المنال وتبدد بعد ان انتفض الثوار مرة اخري في ذلك الطوفان المشهود في يوم ٣٠ يونيو من العام ٢٠١٩ والذي أعاد للعسكر صوابهم وجعلهم يرضخون للتفاوض والجلوس مع قوي الحرية للتفاوض مرة أخرى والإعتراف بأنها الممثل الشرعي والوحيد للثوار المدنيين ..
للأسف تجدد الحظ العاثر وضاعت الفرصة مرة اخري عندما وافقت قحت علي تقاسم السلطة مع العسكريين في وثيقة دستورية سطحية بسيطة كانت مكان الشك في العديد من بنودها المهمة وقد تكشف ذلك لاحقا بعد الانقلاب عليها ..
بعدها تكرر مسلسل الحظ العاثر بوتيرة سريعة عندما تم اختيار الذين سيقودون المواقع المدنية التنفيذية العليا ابتداء من رئيس الوزراء والوزراء وحكام الولايات والمدراء العاميين في المؤسسات الحكومية .. للأسف الشديد معظم الذين تم اختيارهم كانوا اما من الضعاف وعديمي الخبرة السياسية والمهنية او من الكوادر المندسة المعادية للثورة الذين تم اكتشافهم بعد فوات الأوان ..
الدكتور عبدالله حمدوك رئيس الوزراء حظي بتفويض وسند شعبي غير مسبوق لأي رئيس سابق حكم السودان .. للأسف خيب حمدوك الظنون ولم يستفيد من الدعم الشعبي الغير محدود الذي كان يمكن أن يلبي طموحات الثورة في البناء والإعمار .. كان حمدوك ضعيفا ومتردد وغير واضح وتنقصه الشجاعة في كشف ما كان يدور في الخفاء من مماطلات وعراقيل كان يضعها المكون العسكري وفلول النظام البائد أمام تنفيذ أجندة الثورة .. باختصار كان اختيار حمدوك حظا عاثرا للثورة لانه كان أقل من المنصب الذي كان يشغله وتهاونه المستمر كان احد اسباب تغول المكون العسكري علي كل سلطاته التنفيذية المدنية إضافة لتركه المجال واسعا لعودة الفلول البائدة علي الساحة السياسية لتسرح وتمرح بكل وقاحة وكما تشاء لدرجة استفزاز الثورة والتهكم في مستقبلها ..
لم يختلف في هذه الصفات السالبة كل النخب المختارة من الوزراء الذين تصارعو علي الفوز بكراسي السلطة الأمر الذي انعكس جليا علي ضعف أداء الجهاز التنفيذي وإهمال حياة المواطن اليومية الذي ظل يعاني من الفقر المدقع والبؤس بسبب تردي الحالة الاقتصادية المزرية التي اوصلته حد الكفاف ..
اخيرا كانت الطامة الكبري في حظوظنا العاثرة هي الشخصيات الفالصو التي وثقت فيها الثورة .. كانت كلها شخصيات مغشوشه وليست أهل لثقة الشعب وأقل من طموحات أهداف الثورة .. تم اكتشاف فشل تلك النخب وعدم اهليتها بعد فوات الأوان اي بعد أن وقع الفأس علي الرأس ابتداء من الدكتور عبدالله حمدوك والوزراء الذين جاءو بالمحاصصات وكل زعماء ما يسمي بالحركات المسلحة (العصابات المسلحة) الذين اصبحو وبالا علي البلاد والمناطق التي كانو يتاجرون بقضيتها بإسم الظلم والتهميش .. حتي الأحزاب التقليدية ثبت افلاسها ووضح جليا بأنها لا تملك قواعد شعبية ترتكز عليها هذا إضافة للتنظيمات الهلامية الكثيرة التي يجلس علي رأسها أمثال التوم هجو، عسكوري، مبارك اردول، الجاكومي، ابوالقاسم برطم .. الخ من الانتهازيين الجدد الذين لا يسع المجال لذكرهم جميعا وهم كثر ..
للأسف الشديد السودان ضرب الأرقام القياسية في الحظوظ العاثرة علي مدي الستة والستون عام ألماضية اي منذ استقلاله في العام ٥٦ من القرن الماضي .. لقد ظل الحال اشبه بالذي كان يحرث في البحر فكان حصاده في النهاية صفرا .. الآن نخشي علي البلاد اذا استمر الحظ العاثر أن تنزلق في هاوية سحيقة الي ما دون ذلك الصفر ..
ختاما العشم بعد كل هذه الحظوظ العاثرة ان لا ييأس هذا الشعب النبيل الطيب والصامد من رحمة الله ..
# الشعب أقوي .. أقوي والردة مستحيلة ✌?
د. عبدالله سيدأحمد
abdallasudan@hotmail.com
////////////////////////