راحتك في المُستراح

 


 

 

كتب : خالد البلولة
(١)
شارك شاب في برنامج مسابقة تلفزيونية يسمى (امنيات) يختار المذيع أحد المشاركين مالذي تتمناه الان؟ويتم تحقيق امنيات المشاركين عبر التواصل مع الشركات الراعية البرنامج كان هناك شابا سارحا في فضاء الاستديو وكان المذيع منشغلا بتصيد السارحين في امنياتهم،فوقعت عينه على شاب: فساله (مالذي تتمناه الان؟)اجاب الشاب مباشرة :الذهاب للكنيف!!. اندهش المذيع فساله :- الذهاب للكنيف فاجاب :نعم ..
فساله ثانية :ماالكنيف؟!!! فاجاب : الكرياس..فقال المذيع:انت تفسر الماء بالماء فاجاب الشاب :دعني اذهب للحمام.او دورة المياه او بيت الادب سمها ما شئت،ففي هذه اللحظة امنيتي ان اذهب الي (الصريف).اندهش المشاركون من أمنيته
(٢)
يُذكر التاريخ أن قدماء المصريين،هم أول من استخدموا المراحيض الحجرية واستخدموها بشكل واسع،في بيوت العامة وكانوا يحفرون أسفلها خزانات لتجميع الفضلات،ويتم التخلص منها لاحقاً.وعرفت روما القديمة المراحيض خاصة المراحيض العامة في الشوارع،وقد ساعدت كثيراً في التخلص من الفضلات البشري،ويعد وليام الفيس سلون رجل اعمال و مخترع من امريكا (١٨٦٧-١٩٦١)هو أول من اخترع سيفون المرحاض الذي يتم تركيبه في المراحيض بغرض تصريف المياه.
(٣)
يستخدم السودانيون عدة مسميات لتعريف مكان تصريف العذرات :-بعض هذه الاسماء من اللغة العربية الفصحي منها ١-المُسْتَرَاحُ هو :بيت الخلاء ويطلق عليه ايضا الكنيف هو مصرف العذرات. وفي الموروث الشعبي العربي يسمونه ب(بيت الراحة)أو بـ(بيت الأدب).
٢_ويسمى:الكنيف)التي تعني لغويا الاحتواء ولها معان كثيرة الكنِيفُ منها السَّاتِرُ و التُّرسُ،كَنِيفُ الْمَاشِيَةِ :حَظِيرَةٌ مِنْ شَجَرٍ وهو الظُّلَّةُ تُشرَع فوق باب الدار وكَنِيفُ البَيْتِ : المِرْحَاضُ،او بَيْتُ النَّظَافَةِ.
٣-ويسمونه ايضا المِرْحَاض جمع المَرَاحِيْض)هو أداة للتخلص من الفضلات البشرية ويستخدم أيضًا للتخلص من النفايات ويطلق عليه حديثا الحمام.
٤-وتوجد مسميات متعددة في اللغات الحية الاخري ففي الفارسية تسمى ادبخانة هي أصلاً كلمة فارسية،جاء بها الاتراك وهي من أدب + خانة وخانة في الفارسية تعني دار أو بيت فيكون المعنى: بيت الأدب.ويسمونه ايضا بالكرياس ،قال أَبو عبيد: الكَرَايِيسُ‌ واحدُها كِرْياس وهو الكَنِيف الذي يكون مُشْرِفاً على سَطْحٍ‌ بِقَناةٍ إِلى الأَرض، فإِذا كان أَسفل فليس بكِرْياس قال الأَزهري: سُمِّي كِرْياساً لما يَعْلَق به من الأَقذار فَيَرْكب بعضه بعضاً و يتكرَّس مثل كِرْس الدِّمْنِ و الوَأْلَةِ ويسمونه الخلاء ..)
(٤)
أوضحت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، إن الطريقة المثلى لاستخدام المرحاض هي من خلال القرفصاء،أي الطريقة التي كان يتبعها الإنسان في القدم وقبل تطوير هذه المراحيض ولأجل ذلك سارعت شركة أمريكية في تطوير أداة جديدة تدعى squatty potty تساعد في استخدام المراحيض الحالية على شكل القرفصاء وتناقلت وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة أن طريقة جلوسنا على المرحاض خاطئة، وهي التي تسبب صعوبة في تخليص الجسم من الفضلات وبالتالي الإصابة بالانتفاخ أو الإمساك أو البواسير.
(٥)
يستخدم معظم الشباب في الشرق الأوسط اسلوب نشر افكارهم على جدران المراحيض كوسيلة إعلامية مبتكرة وسهلة تساعدهم الوصول إلى قطاعات عريضة من الناس ،واذكر في العام ١٩٩٧م اجريت تحقيقا صحفيا عن الكتابة في الحمامات لصحيفة السودان الرياضي وجمعت عدد من النماذج من دورات المياه في كليات الطب والصيدلية والصحة والقانون والاداب في جامعة الخرطوم.وبعض الحمامات العامة في الخرطوم.
يرى بعض الخبراء في شؤون تنظيف المراحيض أن ما يكتب على جدران المراحيض هو رجع صدى صوت المقهورين في قاع المجتمع الذين لا يملكون ثمن شراء جريدة أو ثمن ساعة دردشة في قاعة أنترنت ، أما في المرحاض فلا يكلف الأمر شيئا عندما يبدأ في رسم أفكاره المبعثرة على جدران المراحيض التي اصبحت مكان للتنفيس و لممارسة شكل من أشكال التعبير.
(٦)
أسست منظمة الامم المتحدة يوم ١٩ نوفمبر يوما للمراحيض في عام 2001، يحتفل بهذا اليوم في هذا التاريخ من كل العام للفت الانتباه إلى قضايا الصحة العامة في العالم.في عام 2013 أصدرت الأمم المتحدة قرارًا يعترف باليوم العالمي للمرحاض واعتباره يوماً عالمياً رسمياً من أيام الأمم المتحدة ،وقد وضعت هذا العام مجسما ضخما لمرحاض أمام مقرها الرئيسي في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة .وتقول المصممة المعمارية ميغان دوفري من مركز التصميم ببوسطن في الولايات المتحدة ل BBC إن المنشآت العامة بما في ذلك التعليمية وأماكن العمل كانت مصممة لاستخدام الرجال فقط،وقد حاولت النساء التكيف مع نقص المرحاض بعدة طرق منها شرب كميات أقل من المياه وحبس البول لساعات وقضاء وقت أقل في الأماكن العامة.

 

آراء