ضعف الذكاء الطبيعي وفقدان الوعي البيئي والكوارث الموسمية
د. السر أحمد سليمان
27 August, 2022
27 August, 2022
عندما تصبح الكوارث مجدولة وفق مواقيت زمنية دورية موسمية، وعندما ينتج عن تلك الكوارث خسائر فادحة في الأرواح والموارد المتنوعة، وعندما يصبح الإنسان مستسلما عاجزا منتظرا بلا فعالية لتلك المواقيت لكي تهدر الكوارث ممتلكاته أو تودي بحياته، فعندئذ لابد من الوقوف كثيرا، والتساؤل كثيرا وكثيرا!!!
وإذا كانت بعض المجتمعات (البدائية) لا تغرقها أمطار ولا تجرف منازلها سيول! ولا تهددهم رياح ولا حرائق، فإنّ التساؤلات تصبح كثيرة جدا وجدا؟؟؟
فعندما تجد أنّ هناك قرى ومنازل لها مئات السنين لم تهددها الكوارث الطبيعية، فإنّ هذا يدل على أنّ الذكاء الطبيعي لدى مشيدي تلك المنازل وسكان تلك القرى كان مرتفعا، على الرغم من ضعف تعليمهم النظامي وخلو منازلهم من الشهادات الجامعية المعلقة على الجدران، وفي نفس الوقت فإنّ هذا الأمر يدل كذلك على نمو الوعي البيئي لديهم عبر التجارب التراكمية والخبرات الحياتية المحترمة.
وعندما تجد المنازل التقليدية البسيطة تقاوم الرياح لأنّها مشيدة في اتجاهات متسقة مع حركة الرياح، وأبوبها متسقة مع حركة الشمس، وعندما تجد تلك المنازل في تلك القرى النائية مبنية على تلال مرتفعة لا تعلوها السيول، بل وتنساب عنها قطرات الأمطار كثيفة كانت أو قليلة، فاعلم أنّ أولئك القوم كان ذكاؤهم الطبيعي مرتفعا ووعيهم البيئي متطور جدا.
ولكن عندما تجد المدن والأحياء (الحديثة) مشيدة بأفخم مواد البناء، ولكنها تغرق في قطرة من المطر، أو تصبح مثل الجزر البحرية عندما تغمرها السيول فاعلم أنّ الذكاء الطبيعي كان قليلا لدى هؤلاء الصفوة من حملة الشهادات العليا، واعلم أنّهم يفتقدون لأبسط أبجديات الوعي البيئي.
ولذلك من المهم جدا أن نهتم بتنمية الذكاء الطبيعي وتنمية الوعي البيئي في تعليمنا وإعلامنا.
والذكاء الطبيعي (Naturalistic Intelligence) هو أحد الذكاءات المتعددة التي تمّ تبيينها في المنظور الحديث للذكاء، ويحدد الذكاء الطبيعي قدرة الشخص على معرفة وتمييز الأمور المرتبطة بالبيئة والطبيعة والكائنات الحية، والتفاعل معها وتحليل ما يخصها وتصنيفها، كما يجعل الأشخاص أكثر قدرة على تمييز التغييرات مهما بدت صغيرة في البيئة من حولهم، سواء في البيئة الطبيعية عامة أو البيئة المنزلية الخاصة. وهناك أدوات ومقاييس علمية لقياسه، وهناك برامج عديدة لتنميته منذ الطفولة وعبر المراحل العمرية المختلفة.
د. السر أحمد سليمان
sirkatm@hotmail.com
وإذا كانت بعض المجتمعات (البدائية) لا تغرقها أمطار ولا تجرف منازلها سيول! ولا تهددهم رياح ولا حرائق، فإنّ التساؤلات تصبح كثيرة جدا وجدا؟؟؟
فعندما تجد أنّ هناك قرى ومنازل لها مئات السنين لم تهددها الكوارث الطبيعية، فإنّ هذا يدل على أنّ الذكاء الطبيعي لدى مشيدي تلك المنازل وسكان تلك القرى كان مرتفعا، على الرغم من ضعف تعليمهم النظامي وخلو منازلهم من الشهادات الجامعية المعلقة على الجدران، وفي نفس الوقت فإنّ هذا الأمر يدل كذلك على نمو الوعي البيئي لديهم عبر التجارب التراكمية والخبرات الحياتية المحترمة.
وعندما تجد المنازل التقليدية البسيطة تقاوم الرياح لأنّها مشيدة في اتجاهات متسقة مع حركة الرياح، وأبوبها متسقة مع حركة الشمس، وعندما تجد تلك المنازل في تلك القرى النائية مبنية على تلال مرتفعة لا تعلوها السيول، بل وتنساب عنها قطرات الأمطار كثيفة كانت أو قليلة، فاعلم أنّ أولئك القوم كان ذكاؤهم الطبيعي مرتفعا ووعيهم البيئي متطور جدا.
ولكن عندما تجد المدن والأحياء (الحديثة) مشيدة بأفخم مواد البناء، ولكنها تغرق في قطرة من المطر، أو تصبح مثل الجزر البحرية عندما تغمرها السيول فاعلم أنّ الذكاء الطبيعي كان قليلا لدى هؤلاء الصفوة من حملة الشهادات العليا، واعلم أنّهم يفتقدون لأبسط أبجديات الوعي البيئي.
ولذلك من المهم جدا أن نهتم بتنمية الذكاء الطبيعي وتنمية الوعي البيئي في تعليمنا وإعلامنا.
والذكاء الطبيعي (Naturalistic Intelligence) هو أحد الذكاءات المتعددة التي تمّ تبيينها في المنظور الحديث للذكاء، ويحدد الذكاء الطبيعي قدرة الشخص على معرفة وتمييز الأمور المرتبطة بالبيئة والطبيعة والكائنات الحية، والتفاعل معها وتحليل ما يخصها وتصنيفها، كما يجعل الأشخاص أكثر قدرة على تمييز التغييرات مهما بدت صغيرة في البيئة من حولهم، سواء في البيئة الطبيعية عامة أو البيئة المنزلية الخاصة. وهناك أدوات ومقاييس علمية لقياسه، وهناك برامج عديدة لتنميته منذ الطفولة وعبر المراحل العمرية المختلفة.
د. السر أحمد سليمان
sirkatm@hotmail.com