(فرقة الجاز في السودان الى اين ؟؟-2)
د . أحمد محمد عثمان إدريس
25 September, 2016
25 September, 2016
تتنوع الموسيقى الشعبية بتنوع ثقافات السودان وتختلف من منطقة لأخرى،ترجع جذور الموسيقى السودانية إلى ما يعرف بالسودان بموسيقى الحقيبة ـ والتي ترجع بدورها إلى أناشيد المديح الدينية التي كانت منتشرة وسط الجماعات الصوفية منذ ممالك السودان في القرون الوسطى، والتي يمدح بها الرسول (ص) وآله والصحابة وأئمة الطرق الصوفية ومشايخها. وتستخدم فيه آلات موسيقية تقليدية مثل الطبول والدفوف والطار - وهو آلة أشبه بالبندير المستخدم في شمال أفريقيا للأغراض نفسها، والمثلث، والرق والعصي. وأحيانا يستعمل البخور لاضفاء جو من الروحانية على العرض.امتزجت موسيقى الحقيبة بالتراث الموسيقي الإفريقي والنوبي القديم. وكانت تستخدم فيها الآلات الإيقاعية مع التصفيق ثم دخلت آلات وترية أبرزها الطنبور أو الربابة إلى جانب المزامير والطبول النحاسية الكبيرة في دار فور وكردفان ،أخذت موسيقى الحقيبة في التطور من ناحية النصوص والتلحين والألات، خاصة في الفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية وكان من بين المحدثين فيها خليل فرح و محمد أحمد سرور وعبد الكريم كرومة وعرفت اغاني الفرق الفنية الثنائية مثل ثنائي العاصمة و ثنائي النغم أو الثلاثية مثل البلابل أو الجماعية مثل عقد الجلاد. ومن تلك الفرق في السودان فرق جاز الديم او الديوم والمرحوم عمر عبده ، والفنان شرحبيل احمد ، والنجم كمال كيلا ، والفنان جيلاني الواثق والفنان صلاح براوان وفرقة جاز البولستارز (آل قيلي ) وفرقة جاز عطبرة ، وفي بورتسودان كانت هناك ( فرقة جاز البحرية وفرقة جاز البوليس كفرق حكومية بالاضافة الى فرقة جاز نادي سكواكن بقيادة التوام حسن وحسين محمد عثمان شقيقي الفنان حيدر بورتسودان).
نعم سجلت فرق الجاز تواجدا كبيرا في الفترات السابقة ابان ثورات فرق الجاز في اوربا وافريقيا وامريكا اللاتمينة ولا ننسى في هذه السانحة عميد البوب الاثيوبي الاصل والجاميكي الجنسية ( بوب مارلي) ، اما في السودان فقد انحسر دورها واخرين تركوا هذا النوع من الغناء واتجهوا الى الفن الحديث بسبب عدم وجود اقبال اليه من قبل الجمهور ، مع العلم ان شعلة فرق الجاز لم تنطفيء بعد،