في ذكرى أعظم العظماء 63 عاماً مضمّخة بالسماحة والرحمة والخلق (3) … بقلم: محمّد خير عوض الله

 


 

 


Mohkhair765@hotmail.com

التنقيب في سيرة أعظم العظماء، أصبح اليوم ، ضرورة ملحّة ، فبعض الغربيين بالبحث الجاد توصلوا إلى أنّه صلى الله عليه سلّم أعظم العظماء عبر التاريخ ، وبعضهم الآخر تستفزّه مكانته عند أتباعه وحبّهم له ، فعمدوا على تشويه صورته ، وهيهات لهم ، وبالمقابل ، تجد المسلمين ـ نعني سوادهم ـ يجهلون تفاصيل ودقائق حياته ، بل وعمومياتها كذلك ، والله تعالى يقول لنا إنّه الأسوة الحسنة ، وإنّه لعلى خلق عظيم ، ويؤكد لنا شفقته وحرصه علينا ، يأبى لنا التعب والعنت " عزيزٌ عليه ماعنتم ، حريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم " ولعلنا في هذه المقالة نستطيع أن نتوقّف عند نماذج من مواقفه الرحيمة ، ومواقف السماحة والتواضع لنتعرّف أكثر على قائدنا الذي يحبّه الكثيرون عن جهل ، كان صلى الله عليه وسلّم يطيل الصلاة لأنّ على ظهره طفل هو حفيده الحسن " ارتحلني ابني فكرهت أن أمنعه أوكما قال "، ويخفف الصلاة لأنّه سمع بكاء طفل مع أمّه تصلي خلفه " رحمةً بالأطفال وأمّهاتهم " ، ويلغي خروجه لصلاة التراويح في اليوم الثاني خشية أن يثبتها الناس من بعده كالصلاة الواجبة ... أنظر هذه الرحمة .. ويروي أحد أصحابة أنّه " نام حتى سمعت غطيطه ، ثم أقيمت الصلاة فصلى و لم يتوضأ ." وبإمكانه أن يتوضأ متشدداً ، ولكنّه بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم فقد ترك الصلاة يوم الخندق حتى خرج وقتها ، لأنّه شغل بالتحرز من العدو ، فكان بإمكانه ـ كما يفعل المتشددة ـ أن يشق على الناس فلا يؤجلون الصلاة ، لكنّه بالمؤمنين رؤوف رحيم ، فقد شغل بطاعة عن طاعة ... وهو السمح  المتواضع فقد قال صلى الله عليه و سلم : "إنما أنا بشر أنسى كما تنسون ، فإذا نسيت فذكروني " و قال صلى الله عليه و سلم : رحم الله فلاناً ، لقد أذكرني كذا و كذا آية كنت أسقطهن ـ و يروى : أنسيهن . أي تواضع هذا وأي سماحة هذه ؟ نحن نعرف كيف يتجهّم القادة والزعماء ويستنكفون عن الاعتراف بمناقصهم كبشر ! يقول رافع بن خديج : " قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة و هم يأبرون النخل ، فقال : ما تصنعون ؟ قالوا : كنا نصنعه . قال : لعلكم لو لم تفعلوا كان خيراً ، فتركوه ، فنقصت ، فذكروا ذلك له ، فقال : إنما أنا بشر ، إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا به ، و إذا أمرتكم بشيء من رأيي فإنما أنا بشر . و في رواية أنس : أنتم أعلم بأمر دنياكم . و في حديث آخر : إنما ظننت ظناً ، فلا تؤاخذوني بالظن ."  و في حديث ابن عباس في قصة الخرص ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إنما أنا بشر فما حدثتكم عن الله فهو حق ، و ما قلت فيه من قبل نفسي فإنما أنا بشر أخطيء و أصيب ." أرأيتم كيف يتعالى العلماء وأنصاف العلماء اليوم ؟ هل سمعتم معظمهم يشير لورود الخطأ في قوله ؟ وفي فض المنازعات بين الناس قال صلى الله عليه و سلم بمنتهى البساطة والتواضع والأمانة : " إنما أنا بشر ، و إنكم تختصمون إلي ، و لعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض ، فأقضي له على نحو مما أسمع ، فمن قضيت له من حق أخيه بشيء فلا يأخذ منه شيئاً ، فإنما أقطع له قطعة من النار . ولو شاء الله تعالى لأطلعه على سرائر عباده و مخبآت ضمائرهم ، فتولى الحكم بينهم  بيقينه وعلمه دون حاجة إلى اعتراف أو بينة أو يمين أو شبهة ، و لكن الأمّة مأمورة  بإتباعه و الإقتداء به في أفعاله و أحواله و معاملاته، و لو كانت حياته كلها تقوم على كشف الغيب ، لما كان للأمة سبيل إلى الاقتداء به في شيء ، وقد قال صلى الله عليه و سلم : ما كان لنبي أن تكون له خائنة الأعين ." وكان صلى الله عليه وسلّم يزور أصحابه ، بل ويزور الصحابيات في بيوتهنّ ، يقضي مقيلاً كثيراً في بيت أم حرام ، وتفلي له رأسه ، وينام في بيتها .. وهذه أم أيمن حاضنته يزورها الشيخان على سنة رسول الله ( الذي كان يزورها ويقيل عندها ويقول لها أنت أمي بعد أمي ومع شرف منـزلتها بإقامتها الروحية لرسول الله ( مع كونها أماً لأيمن حث رسول الله ( صحابته بأن من أراد أن يتزوج امرأة من أهل الجنة فليتزوج أم أيمن فتزوجها حبه زيد بن حارثة فولدت له حب رسول الله ( أسامة أني حب رسول الله زيد بن حارثة فلما رأتهما مقبلين عليها بكت فقالا لها إن ما أعد الله لرسول خير من الدنيا وما فيها.. قالت ما لهذا أبكي ولكني أبكي لانقطاع خبر السماء فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان.. وكان صلى الله عليه وسلّم يمازح ويداعب ، وذلك لبسط  وبث روح السماحة بين المؤمنين ، فمن قال إنّ المسلم الجاد الحق هو المتزمّت المتشدِّق كما يفعل المتأخرة اليوم ؟ كان يمازح صلى الله عليه وسلّم لتطييب قلوب المؤمنين من صحابته وليخفض جناحه ويبسط كنفه لهم ، و تأكيداً في تحببهم و مسرة نفوسهم ، كقوله : " لأحملنك على ابن الناقة ". و قوله للمرأة التي سألته عن زوجها : " أهو الذي بعينه بياض . " و هذا كله صدق ، لأن كل جمل ابن ناقة ، و كل إنسان بعينه بياض و قد قال صلى الله عليه و سلم : إني لأمزح و لا أقول إلا حقاً . وبحكم أنّه قائد ، ويعيش واقع ووقائع الحياة ، فيستخدم التمويه "المعاريض" سيّما في الحرب ، مثل قوله في بدر " نحن من ماء " حتى لا يكشف وجهته صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، ومن حرصه على معافاة المجتمع ، وإعانة أصحابه على الشيطان ، كان ما احتاط عليه الصلاة والسلام على الرجلين اللذين رأياه ليلاً ، و هو معتكف في المسجد مع صفية ، فقال لهما : إنها صفية . ثم قال لهما : إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ، و إني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئاً فتهلكا ." أي قائد هذا ؟ تواضع وسماحة ورحمة ...!! كل موقف أو قصّة أو مسألة تتفوّق على الأخرى ، فقد أدبه الله تعالى وقد قال صلى الله عليه وسلّم : أدبني ربي فأحسن تأديبي "  وقد عتب عليه القرآن في عدّة مواضع ، قرآن يتلى إلى قيام الساعة ، فحين أعرض عن صحابي ليلتفت إلى  استمالة قوم وفدوا إليه ، عاتبه الله تعالى : " عبس وتولى أن جاءه الأعمى " وحين حرّم على نفسه طعاماً لإرضاء إحدى زوجاته ، عاتبه الله تعالى : " يا أيها النبي لم تحرّم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك " وكذلك  قصّة زواجه من زينب بنت جحش ، فقد أعلمه الله تعالى أنّها ستكون من أزواجه ، فلما شكاها إليه زيد قال له : أمسك عليك زوجك واتق الله . و أخفى في نفسه ما أعلمه الله به من أنه سيتزوجها ، حتى جاءه القرآن معاتباً : " : وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه." "سورة الأحزاب: 37 " . و قد جعل الله طلاق زيد لها ، و تزويج النبي صلى الله عليه و سلم إياها ، لإزالة التبني وما يتبعه ، فقد حرّمه الله تعالى في تبني الرسول صلى الله عليه وسلّم لزيد : " ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ." فلما طلقها زيد خشي الرسول صلى الله عليه وسلّم قول الناس أنّه تزوج زوجة ابنه ، فأمره الله بزواجها ليباح مثل ذلك لأمته ، كما قال تعالى : " لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا. " وقد كانت خشيته صلى الله عليه و سلم من الناس بالذات من إرجاف المنافقين و اليهود و تشغيبهم على المسلمين بقولهم : تزوج زوجة ابنه بعد نهيه عن نكاح حلائل الأبناء ، كما كان ، فعتبة الله على هذا : " وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه. " و قد روي عن الحسن و عائشة : لو كتم رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ شيئاً كتم هذه الآية لما فيها من عتبه و إبداء ما أخفاه . لقد عاش صلى الله عليه وسلّم حياته بين الناس ، واحداً منهم ، تمرّ الأيام ولا توقد في بيته نارا ، يجوع مثلما يجوعون ، يعاني مثلما يعانون ، يمشي على رجليه المسافات الطويلة ، يحفر معهم الخندق ويبني معهم المسجد ويلبس مثل لبسهم ويقاتل كأشجع مايكون القائد المقاتل ، يهادن ويسالم ، يقدّم السلم على الحرب في علاقاته مع خصومه ، حتى المنافقين المندسين وسط أصحابه ، يعلمهم ويرفض قتلهم ، وذلك لعدة أسباب ، فمن ناحية ، هناك صلات قرابة مع المسلمين ، كما أنّه لا يريد أن يقدّم صورة شائهة يقولون فيها إنّ محمداً يقتل أتباعه كما جاء في الحديث ، ومن ناحية أخرى لتصلنا اليوم التصورات الصحيحة عن "التكوين الإسلامي" ف "التنظيم الإسلامي" لم يكن يتكون من "ملائكة البشر" ، فليس في البشر ملائكة ، والناس ليسوا سواء ، وهذا يختلف مع مفهوم الأستاذ سيّد قطب رحمه الله الذي بثّاه في بعض تأليفه  خاصةً كتاب "معالم في الطريق" ويختلف كذلك مع تصورات عامة الناس حين يستهجنون وجود المنافقين في الحركات الإسلاميّة ، متناسين أنّ ثلث أتباع الرسول صلى الله عليه وسلّم في يوم أحد كانوا منافقين !! منافقون تحت راية النبي !! لقد عاش حياته بطول وعرض الحياة البشريّة ، بكل معاناتها وما يصاحبها من عنت وأذى ، قائد بهذا الحجم وبهذه المكانة ، يسير على قدميه قرابة 80 كيلو متراً كالطريد من مكة إلى الطائف ليجد متنفساً للدعوة ، وأصحابه يعانون الضيق الشديد بمكة ، يتعرض للأذى وسفه السفهاء في الطائف وحين يرسل الله له ملكاً ليواسيه ويعرض عليه النصر فيطبق عليهم الجبال ، رفض صلى الله عليه وسلّم ، عسى أن يخرج من أصلابهم من يعتنق الإسلام !! وقد خرج مهاجراً يقطع قرابة 500 كيلو متراً ليجد متنفساً للدعوة بالمدينة المنورة ، وصناديد الشرك يقررون قتله ، ويدفعون الناس في أثره ، ويعرضون الجوائز لمن يأتي برأسه ، وهو صلى الله عليه وسلّم وصديقه يختفيان في غار  " ثاني اثنين إذ هما في الغار" ويواصلان شق الجبال والصحاري !! وقد عاد صلى الله عليه وسلّم بعد عشر سنوات وعفا عنهم !! لقد عاش حياته بطول وعرض الحياة البشريّة ، بكل معاناتها وما يصاحبها من عنت وأذى ، إلى آخر حياته ، فقد تعرّض للأذى من اليهود ، حتى غدروا به بالسم ، والسحر ، فعن عائشة رضي الله عنها ، قالت : سحر رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى إنه ليخيل إليه أنه فعل الشيء و ما فعله ... وعن ابن المسيب ، و عروة بن الزبير: سحر يهود بني زريق رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فجعلوه في بئر حتى كاد رسول الله صلى الله عليه و سلم أن ينكر بصره ، ثم دله الله على ما صنعوا فاستخرجه من البئر .و روى محمد بن سعد ، عن ابن عباس : مرض رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فحبس عن النساء و الطعام و الشراب " . إنه صلى الله عليه وسلّم الرؤوف المتسامح الذي يبث في أحاديثه ووصاياه وتعاليمه كل الفضائل والقيم ، ويجمل الدين في "المعاملة" و"النصيحة" ويرينا كيف تقدّم النصيحة لتكون مقبولة ، حتى لاتجرح مشاعر أو كبرياء من تنصحه !! ويرغبنا بأنّ أثقل ما يكون في ميزان المسلم "حسن الخلق" وأنّ رسالته تتجه بشكل أساسي ليتمم بها "مكارم الأخلاق" وقد كانت حياته في السلم والحرب ، تقوم على ذلك ، فلا تقتلوا شيخاً ولا طفلاً ولا امرأة ، بل ولاتقطعوا شجرة ، هذه وصايا الجيش  ..إنّ أحاديثه وسيرته وتفاصيل حياته ، كلها كانت كذلك ، وعلينا بعد هذا أن نتعلّق ونتحرّق شوقاً وحباً للرسول صلى الله عليه وسلّم عن قرب ، فقد بادرنا بهذا الشعور الفيّاض حين قال واشوقاه لإخواني ، قالوا أولسنا إخوانك ؟ قال بل أنتم أصحابي ، إخواني من يسمعون بي ولم يروني ، أو كما قال ، وفي محبّة النبي صلى الله عليه وسلّم تعجبني رقائق البروفيسور أحمد علي الإمام ، الذي ينتفض جسده بقشعريرة وأعصاب متكهربة في سيرة أعظم العظماء ، وقد قال في معرض ما قال عن محبّته صلى الله عليه وسلّم : " إن من أحب شيئاً آثره وآثر موافقته ، وإلا لم يكن صادقاً في حبه ، وكان مدعياً . ( تعصي الإله وأنت تظهر حبه هذا لعمري في القياس شنيع ، لو كان حبك صادقاً لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع .) فالصادق في حب النبي  من تظهر علامة ذلك عليه؛ وأولها الاقتداء به، واستعمال سنته. والتأسي به في كل شؤون الحياة.. وإتباع أقواله وأفعاله وهو القائل (ما أمرتكم به فافعلوا منه ما استطعتم وما نهيتكم عنه فاجتنبوه) .. ومن علامات محبة النبي كثرة ذكره ؛ فمن أحب شيئاً أكثر ذكره. ومنها وكثرة الشوق لرؤيته ولقائه ؛ فكل حبيب يحب لقاء حبيبه. وفي حديث الأشعريين عند قدومهم المدينة أنهم كانوا يرتجزون :غداً نلقي الأحبة محمداً وصحبه . وبلال بن رباح ( مؤذن رسول الله ( وهو يعاني سكرات الموت ويفوق في غفوة يسمع فيها زوجته تولول وتقول واكرباه، واحرْبَاه! ، فيقول لها: بل قولي واطرباه، غداً نلقى الأحبة محمداً وصحبه. ومن محبته حب من أحب النبي كآل بيته وصحابته من المهاجرين والأنصار ؛ ومعاداة من عاداهم ، وبغض من أبغضهم وسبهم ؛ فمن أحب شيئاً أحب من يحبه قال الله تعالى : {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ."   . وقد قال النبي ( في الحسن والحسين : (اللهم أحبهما فأحبهما) . وقال : (من أحبهما فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ، ومن أبغضهما فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله) . وقال (الله الله في أصحابي ، لا تتخذوهم غرضاً بعدي ؛ فمن أحبهم فبحبي أحبهم ، ومن بغضهم فببغضي أبغضهم ، ومن آذاهم فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذى الله يوشك  أن يأخذه) . وقال في فاطمة رضي الله عنها :(إنها بضعة مني ، يغضبني ما أغضبها). قال لعائشة : في أسامة بن زيد : (أحبيه فإني أحبه) ؛ ، ومنها أن يحب القرآن الذي أتى به وهدى به واهتدى ، وتخلق به حتى قالت عائشة رضي الله عنها : كان خلقه القرآن ، وحبه للقرآن تلاوته ، والعمل به وتفهمه . ويحب سنته ، ويقف عند حدودها .. ومن علامة حبه للنبي  شفقته على أمته ، ونصحه لهم ، وسعيه في مصالحهم ، ورفع المضار عنهم ؛ كما كان رسول الله  بالمؤمنين رؤوفاً رحيماً . " إننا في الختام ، ندعو كل المنشغلين بالبحث في السيرة ، أن يقدّموا التعريف الأشمل بشخصيّة محمّد بن عبد الله ، أعظم العظماء على مر العصور والدهور ، بأن يجمعوا تفاصيل حياته في كل أحواله ، في بيته ومع أهله يلاعبهم ويداعبهم ويصنع الطعام ويخسف نعله ويرقع ثوبه ، ومع أصحابه يؤانسهم ويقودهم في الشؤون كلها ، ومع خصومه يعرض عليهم الدعوة ، ويطلب منهم المتاركة "لكم دينكم ولي دين" وقبل الحرب يساومهم ويسعى للصلح وللسلم ، وأثناء الحرب يخوض الوغى ولا يتقدّمه شجاع ، بل ويتقون به من شدّة البأس .. كل التفاصيل في حياته تحتاج للتقديم والعرض من جديد ، فالمساحة الشاغرة هي التي أغرت المتلاعبين في الدنمارك وغيرها ، فالأنسب في نصرته اليوم تعريف شامل ومترجم بشخصه ، وإتباع حقيقي لنهجه ، وتأسي كامل بقوله وفعله ، وشوق وتحرّق لرؤيته ولقائه ، اللهم نسألك حبك وحب نبيك وحب من يحبه نبيك وحب كل شيءٍ يقربنا لك ، وشفّعه اللهم فينا وفي أهلنا وذريتنا إلى يوم الدين ، وابعثنا اللهم في زمرة من يحبونك ويحبون نبيك . اللهم آمين

 

آراء