(قبيلة الدناقله وعقده الاستيطان في بلد الغير)

 


 

 

  تاريخ قبيلة الدناقلة في الاغتراب والهجرة ممتد الى اطول الازمان والتي عرفتها مصر وفلسطين في البدايات الاولي للاغتراب حيث كانوا يعملون في مهنة (حارس عمارة) او(بوابي) وبعد ان انتهت تلك الدول من رونقها وجمالها اتجهوا الى الخليج العربي وبالاخص في السعودية والكويت حيث كانوا لهم تاريخ طويل وممتد ومشرف للغاية حيث عملوا في الاولى بالقصور الملكية وقصور الامراء كطباخين وسفرجيه وسائقي خصوصي وهم معروفين بالشلوخ الطويلة كما هو معروف به ابناء دنقلا بالسودان، وللمرأة كان كنوع من الجمال في ذلك الزمن الجميل ،وامتدت تلك الرحلة الى الكويت ايضا كما اسلفت الذكر حيث كانوا يعملون بالجيش الكويتي ووزارة الدفاع الكويتية وبعض الوزارات الحساسة للغاية وذلك لامانتهم، ولم يكن هناك تواجد يذكر للاقدمين من اهالي دنقلا في البحرين وسلطنة عمان الا قليلاَ في دولة الامارات العربية المتحدة والتي يمتد تاريخها الى ربع قرن.   اما الفائدة والاستفادة المرجوه من هذا السفر الطويل والاغتراب العصى لم تكن كذلك انا لا اقول نعم قدموا تضحيات جسام وكبيرة للاهل في دنقلا وبعض او جميع من تقع عليهم اعالتهم كواجب يتحتم عليهم اعالتهم،هذا التوارث الاستيطاني خلق نوع من التفاخر للعديد منهم بالموت في تلك الديار وعدم العودة الى الوطن الصغير او الكبير وخاصة ان اوطانهم لم تعمر بعد حتى الان،مع العلم ان في عهد ثورة الانقاذ تم تعمير مواطن الشايقية سواء اكان الامر كان قبلي او حزبي او غيره،أخرون ايضا يتفاخرون بالعيش في بلدان الاغتراب او المهجر لمدة طويلة ويعتبرون السابقين في هذا المجال(كرمزية)لهم وقد تصل الى مايزيد عن ربع قرن من الزمان وهنالك امثلة كثيرة لشيوخ حضروا الى السعودية في الخمسينات والى الان وهو بنفس الجنسية السودانية لم يتحولوا منها بعد،رغم انه حاولوا في الاواني الاخيرة التجنس فكانت القوانين اكثر صلابة وقوة،رغم تواجدهم وعملهم بالقصور الملكية بنفس المدة السابقة الذكر.   اما هجرة الدناقلة الى بلاد العم سام والدول الاسكندنافية واوربا فجاءت عبر الترحال الخاص بالامراء والملوك الى تلك الديار وبخاصة فرنسا وسويسرا وارض العم سام والاقامة هناك في قصور الملوك والامراء كامناء لها ومسؤلين عنها، وقد وصلوا أخرين الى ارض العم سام كهجرة نهائية باعوا من خلالها جميع ممتلكاتهم بالسودان وبالاخص دنقلا (إذا كان هناك من يباع فيها) لكيلا يكون هناك خطة رجعة مرة اخرى الى السودان ودنقلا بالاخص.   اما مجال التعليم اختاروا لابنائهم في البداية مجال الدراسات العلمية كدراسة المختبرات الطبية ثم ولجوا الى الدراسات الهندسية بكافة فروعها وأخرين الى كليات الطب وتناسوا الكليات الادبية والتي لها عائد كبير في اوربا والغرب كالترجمة والصحافة والحقوق (الدرسات الادبية السالفة الذكر لها صولجان في الغرب وبلاد العم سام) وهذا ليس من قبيل التحيز لتوجهاتي العلمية حاله كوني ادبي ولكن ماشاهدته وقرأت عنه كان دليل على ذلك.   عموماَ هذا جزء من كل من سيرة اهلي في عوالم الاغتراب، اتمنى ان اكون قد وقفت فيها، واللهم بلغت فاشهد ..           writerahmed1963@hotmail.com

 

آراء