كنافة بارا و مندولات وادي هور … حينما قدل أبريل متوشحا بثراء التنوع

 


 

محمد بدوي
17 August, 2019

 

 

مسيرة الثورة التي ظلت مقاومتها متقدة علي مدى سنين سيطرة الإسلاميين على مقاليد السلطة ببلاد السودان دأبت تبحث عن بصمة السودنة في سياق تراكمها الكمي ، الى إن كان الميقات ديسمبر 2018 الذي أعاد إشعال شرارة الحراك السلمي الذي سرعان ما التحم بعبقرية الشارع السوداني الذي حدد وضوح هدفه لاستعادة حريته و كرامته ، ثراء التنوع البصمة التي حملها "ديسمبر الشامخ" سليل التاسع عشر بعد الألفين من التقويم الميلادي' شفرة السر التي فتحت المغاليق و عبدت الطريق مستهديه بتواريخ نضال شعوب سودانية رسمت ذلك بدمائها في " ثورتي أكتوبر المجيدة و الظافر أبريل " .

حينما تزينت خارطة السودان بتقويم خروج المواكب التي تلاحمت فيها هتافات" الحرية و السلام مع العدالة " كان ترجمة لاكتمال السقوط السياسي للنظام ، حينها اشرأبت الاعناق لتحتفي بلوحة ثراء التنوع السوداني الذي ظل المغول يدق اسفين " فرق تسد " بين شعوبه و مكوناته و محمولاته ، فانطلقت الزغاريد بموسيقي الرضا مدوزنة هدير الهتاف المناهض للعنصرية فضمدت زالنجي جرحي عطبره ، كما خرجت كريمة في تشييع شهداء ود مدني " .

ليمون بارا ... غناها عبدالقادر سالم فارتبطت مدينة بارا " باخضرار الضراع " في الذاكرة السودانية ، قبل ان يستوي الاسفلت معبدا الطريق بين بارا – امدرمان في ديسمبر 2016 مختصرا مسافة الود بينهما إلى اربعة ساعات بدلا من نهار كامل ، عبقرية الشارع السوداني التي قادته إلى الاعتصام في 6 ابريل بساحة القيادة العامة للقوات المسلحة كان علي موعد علي انغام الزغاريد (موسيقي مارشات الثورة) لتستقبل ساحة الاعتصام في السابع والعشرون " من ابريل المنتصر " كنافة بارا .... حملتها كنداكات بارا ليكشفن عن وجه آخر لبراعتهن في التعبير عن الوفاء للثورة .
ميقات آخر حمله التاسع عشر من مايو ، وقبل أن ندلف إلى ذات المحفل لابد من ان نرفع القبعات لوادي هور الجغرافيا ، فهو احد المجاري المائية التي اختارت الصحراء الشمالية الغربية مساندا للاستلقاء ، ظل على علاقة وفاء مع بحر العرب لما يربط بينها من أحد عشر مسارا رعويا بطول 417 كيلو مترا ، يجوبه الرعاة صيفا من اقصي الشمال الغربي للحاق بموسم السقيا والمرعي جنوبا ، ثم يغادرونه في رحلة عكسية حين تمسك الغمائم عن الهطول ، مسير به من الشدو و الترحال الاليف ما يمثل حياة كاملة لمرتاديها ، فظل احترام المسارات يشمل " حرم الرقبة و الدار و المساقي " في ذاك التاريخ كان موعد كنداكات وادي هور بساحة الاعتصام فالمكان هو خيمتهن والزمان رمضان الكريم و المناسبة دعوة افطار حملته المندولات التي حوت قداحة العصيدة التي توسطتها فناجين السمن في اعادة للتذكير بثراء تنوع سوداني استند علي مهارة ارتبطت بالبراعة و الفن .
انه الوفاء جاء متزينا بأبهي الصور في ثورة الوطن فكانت شبالات بارا ووادي هور شارات نصر في عرس تلاحمت فيه شعوب سودانية عرفت بعضها بعضا بمحمولاتها فجاء الدرس الأول في مقرر التربية الوطنية بعد سقوط الاسلام السياسي يحمل عنوان " ثراء التنوع " .

badawi0050@gmail.com

 

آراء