مريم فتحي شابه من بنات زالنجي عاشت وتربت هناك ضمن اسرة كبيرة وممتدة تتداخل مع قبائل تشاد في الجانب الآخر،ظروف الحرب جعلتها تنزح الى الخرطوم او تترك مدينتها زالنجي ،وفي الخرطوم اكملت تعليها الجامعي بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا قسم الهندسة المدنية ولكن ظروف السودان الشمالي احلك لعدم وجود العمل الا من رحم الله ولاهل التحزب، التحقت على الفور بالعمل الحر والشاق فعملت(كبائعة للشاي) من اجل تربية اخوانها الذين لايزالون في مرحلة التعليم والتربية وهم سته من الذكور والاناث وفي اثناء عملها بائعة شاي صادفت شاب من مواليد الخرطوم وعزم على زواجها ولكن اصرت مريم على تأخير الزواج الى حين ان تنتهي من مسؤلياتها الجسام وفي هذه الاثناء وبعد عامين من الخطوبة كان قد تخرج منهم ثلاثة وتبقى ثلاث على ان يتحملوا الثلاثة الاوائل المسؤليات الجديدة،نعم تم الزواج في ابسط ما يكون والذي ارجعنا الى ذكريات الزواج(بالفاتحة ماحرام)واصبحت مريم زوجه، وكان من جملة اهدافها في الحياة ان تحاول الخروج من السودان باي طريقه ونهائي دون رجعه اليه مرة اخرى، فسافرت الى قاهرة المعز وعملت هناك كخادمه في احدى منازل المصريين الى حين ان تجد عملاً آخر او لحين تتيسر لها التاشيرة الى السويد وبالفعل ارسل لهم احد معارفهم تأشيرة زيارة تجارية للدنمارك حاله كونها(مهندسه مدنية)هي وزوجها الذي تخرج ايضا من كلية الهندسة المدنية،وعند الوصول هناك، تقدمت على الفور باللجؤ السياسي لوضعها وحالة دارفور الحالية وتم القبول الطلب بعد دراسة مـتأنية. وبعد ان استقر بها الحال بالدنمارك قامت باستقدم اوباستدعاء اخوانها وعددهم(ثلاثة)وبعد دخول الثلاثة(تم استدعاء الثلاثة المتبقين ومعهم الوالدين)وتم انهاء تواجدهم التام والنهائي بدارفور والسودان لظروفها الحياتية التي تم استضافتهم بها كلاجئه دارفورية، هكذا كان الخروج المر والمذل، وهكذا كان النضال والكفاح ثمرة تلك المجاهدات الكبيرة بدءاً من السودان وانتهاءاَ بالدنمارك، والله الموفق ...