لا مجال للخداع Time is over

 


 

 


كلام الناس

*أكتب هذا رغم علمي بأن الأحداث في السودان لم تعد تحت السيطرة الأمر الذي يفتح الباب أمام كل الإحتمالات وفي مقمتها محاولة إستغلال الإنتفاضة الشعبية لصالح فصيل من القوى المتصارعة داخل مكونات حكم الإنقاذ.

*أكتب بعيداُ عن الإنتماء الحزبي رغم حقي وحق كل المواطنين في الإنتماء السياسي، لكن الأوضاع المتأزمة في السودان لم تعد تحتمل المناورات السياسية وكل أنواع الخداع خاصة من مكونات الحكومة المسماة زوراً وبهتاناً حكومة الوفاق الوطني وعلى رأسها حزب المؤتمر الوطني الذي فقد البوصلة.
*أكتب هذا بعد إطلاعي على إفادات رئيس جهاز الأمن والمخابرات صلاح عبدالله "قوش" التي نشرت في صحف الخرطوم الصادرة اليوم السبت متهمة "حركة تحرير السودان جناح عبدالواحد محمد نور" بأنها وراء "الأعمال التخريبية" التي صاحبت المظاهرات الشعبية الإحتجاجية في مدن السيودان المختلفة.
*هكذا عاد قوش للأضواء بعد إختفاء مريب ليقود المواجهة الرسمية ضد الإنتفاضة الشعبية حسبما جاء في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس بمباني الجهاز ليقول بأن 280 عنصراً يتبعون لحركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد محمد نور تم ترحيلهم من إسرائيل بعد أن تم تدريبهم في الموساد دخلوا السودان بواسطة 8 عربات إلى مدن عطبره والدامر وبربر ودنقلا وإندسوا وسط المظاهرات وأشعلوا الحرائق ونفذوا عمليات تخريب وحرق ونهب واسعة !!!.
• *المضحك المبكي قوله في ذات المؤتمرالصحفي أن بعض المتفلتين من عصابت"النيقرز" تم ضبط عشرات منهم وهم يحملون السلاح الأبيض لنهب المواطنين وإقتحام البيوت وأنهم قطعوا الطريق في شارع الهوا بالحاج يوسف .. وراح ينسج روايات أقرب للقصص البوليسية عن فتية من الصبيان يرتدون"البرمودات"أحرقوا اللساتك في سوق 6 بالحاج يوسف وبعد 15 ساعة جاء من أسماهم ب"الكباتن" ملثمي الوجوه ... الخ هذه الرواية المنسوجة.
• *لم تعد مثل هذه الأفلام الكوميدية تلهي المواطنين عن قضاياهم المصيرية المتمثلة في الأزمات الإقتصادية الخانقة وتدهور الاحوال المعيشية التي كشفت عورة نظام الحكم المزمنة التي لن تغطيها مثل هذه الروايات المنجورة ولا المناورات الفوقية لكسب ود الأحزاب والسياسيين بعد أن فشلت كل الإتفاقات الثنائية السابقة في تجميل وجه الحكم القبيح.
• *وبعد .. يعلم قوش الذي يتطلع لإسترداد "القيادة" تارة بالتهديد والوعيد وتارة بالوعود الفوقيةالجوفاء، وأنه لا مجال لمثل هذه المناورات والضغوط فقد إنتهت لعبة الإنقاذ Time is over.
• *مرة أخرى ننبه أهل السودان في الداخل والخارج من مغبة الإنقلاب من داخل مكونات الإنقاذ المصنوعة المتعددة الأوجه، مع الإستمرار في دفع الحراك الشعبي السياسي والمجتمعي السلمي بعيداً عن التخريب، لعزل كل الذين إستغلوا السلطة ضد إرادة المواطنين دون تعميم مخل للأحكام المسبقة أو أخذ القانون باليد .. وتهيئة الأجواء للإنتقال عملياً من حكم الحزب الغالب إلى الحكم الديمقراطي الراشد عبر فترة إنتقالية متفق عليها وليست مصنوعة بليل.

 

آراء