لعبة الحوار السودانية الكيزانية
عباس خضر
24 February, 2014
24 February, 2014
سياسة الأخوان عموماً في أي مكان وزمان هي إرضاء الخارج بأي تمن في سبيل البقاء والاستمرار والحكم على حساب الداخل مهما كانت خسارته ولو تهجيره أو تقسيمه أو حتى فنائه.
"تحت بند شعار تمكينهم الخاص الأرض أرض الله والإسلام ديننا ونحن الأوصياء فليذهب الزبد جفاء، ولتحقيق ذلك لا خطوط حمراء". وخاصة أن اللعبة تستهوي أمريكا فيصرح مجلس الأمن وكأنه يقول أن لا بديل للبشير وأن هذا الحوار هو السبيل.
إذاً فهي لعبة مٌخططة مدروسة مٌسيسة تنطلق عبر المدى الجواري أخونجية جبهة كيزانية سودانية تدعمها كذلك كما هو معلوم تركيا وإيران وقطر بخطاب رئاسي يخاطب المعارضة كلها ولا تحاورها ولابد أن يظهر جلياً ويبدو للملأ وكأن الدعوة لتحاوراً كامل الدسم ليلفت إنتباه أمريكا ومجلس الأمن وبكل مكوناته وخلطته، و الحوار يكون موجهاً بصفة عامة للتحالف والتجمع الوطني والحركات بشرط إبعاد الطائفيين ركابي السرجين منه: الإتحادي الميرغني ومقربيه والأمة الصادق وأهله والسيخي الشعبي الترابي وجماعته إضافة للمتأسلمين الأٌخر والمؤلفة قلوبهم بالتوالي ولكن إليك أعني ياجارة أيضاً أي أن يقبل هؤلاء المتأسلمين الحوار مباشرة وبأسرع ما يمكن ويرفض الآخرين في التجمع والحركات وهو المطلوب إثباته.
لكن هل!!
هل اتفق عبدالفتاح مع عبدالرحيم؟
هل تقاسم وزيري الدفاع الفولة!؟
والمعنى إليك أعني يا جارة هنا إتضح من الموقف الشامل العام والسياق السياسي المتأزم في البلدين لكن في السودان أخطر وأكثر تأزيما فأراد التنظيم العالمي أن يوحي أن التشابه المتأزم من الأخوان في مصر والسودان صنوان والأزمتين متماثلتين لدرجة التطابق المتعاكس مع إختلاف توجه الحٌكمين.
فحكومة مصر المتحررة التوجه تنحو ناحية تجريم الإخوان المتأسلمين وحكومة كيزان السودان المتأسلمة تنحو ناحية تجريم التجمع والحركات المتحررة بالعلمنة ودي وهذه بذيك وتلك ، المتحررين في مصر يقتلون الأخوان ويدعون للحوار وأخوان السودان يقتلون متحرري الحركات ويطالبون بالحوار، أخوان مصر يرفضون الحوار ومتحرري السودان يرفضونه كذلك ،على الرغم من أن القتلة الحقيقيين هم الإخوان المتأسلمين أنفسهم في الجانبين لإرهاب الشعبين وإختلاف الهدفين ففي مصر يريدون العودة للسٌلطة وفي السودان يريدون الكنكشة والبقاء والإستمرار فيها.
لذلك فقد صٌمم ودٌبج خطاب بلاغي مٌتراتبي حماسي أي فيه ريحة الترابي وحماس، مموسق بديع مٌتشطر مٌتمرس مستنصر ٌ، من محمد بديع والشاطر ومرسي ،مستأنس مٌستنهض مٌغنمش بمعنى من نهضة تونس والغنوشي وهم من التنظيم العالمي للأخوان ليقرأه البشير وترفضه كل المعارضة غير المتأسلمة مع جر الطائفتين للحوار وإغرائهما بمكاسب التقاسم أو على الأقل تحييدهما في لعبة الحوار الدامي والتبادل والتخويف من الحرب الأهلية وهي من الأفكار الترابية الإنقلابية لذلك شدد و قال بوضوح إنه لاتوجد ما يسمى دولة ديموقراطية إما دينية أوعلمانية وهذا جل فكره وهوسه المكبوس في المخيخ.
لغة الخطاب المفاجأة كتب فيها الكثيرون وأوضحوا مدى تقعرها وإنغماسها في عجين لغة الحديث القيرواني الأزهري القطري وأطيان تراكيب الصعيد المصرى والدمشقي البشاري والشمال المغاربي التونسي ومن الذين درسوا في الجامعات الفرنسية وليس البريطانية،فخطر ببالي مباشرة القرضاوي والترابي والغنوشي والشاطر فهل منهم أومن مدرستهم من كتب هذا الخطاب المفاجأة لهذا لم يستوعبه ويفهمه السودانيون والمشرق العربي لتسرب لغة الغين الغامضة فيه ولأنهم يضعون النقاط على الحروف مباشرة وعندهم واحد زائد واحدو يساوي إتنين على الأرض ولا يغيم ولا يغيب ولا يطير فهو بدون جنحين.
لكن هل إتفق عبدالفتاح مع عبدالرحيم على شيء محدد؟ هل تقاسم وزيري الدفاع الفولة!؟
فكيف تكون قسمة وزيري الدفاع وهما في الأصل والأساس مختلفي الأهداف و الفكر الأيدولجي والإستراتيجي والتوجه العام السياسي والثيوقراطي وكيف يلتقي التوجه الكوزي الإنقاذي مع الإنفتاح والتحرر الثوري لتمرد وعبدالفتاح السيسي!؟
ولكن ليس هناك من عجب كبير إذا كانت المصالح وليس المباديهي التي تقود التفكير.!
وبما إنهما جيران الحيطة بالحيطة وتأثيرات المياه الجارية والراكدة تؤثران في جدران البيتين المتلاصقين فلابد من اللقاء إذاً في منتصف الطريق ووضع ظهر كل منهما على الآخر ويسير الإثنان كل في إتجاهه بالتوجه الإنعكاسي وهما ينظران خيالهما المنعكس على صفحات الماء المترقرق ولايعكرانه في الوقت الحالي على الأقل فكلاهما يتوقعان إنتخابات قريبة قادمة.
وعلى هذا المبدأ على مصر والجامعة العربية أن تدعم مسيرة حوارالإنقاذ وقبول ظهور الترابي مرة أخرى الذي كان يكرهه حسني مبارك ويقضوا الطرف عن ثنائية الحوار وفشله المرتقب وإن على منقذي السودان أن يروقوا المنقة في سد النهضة وإحتلال حلايب ومنع تسرب إخوان مصر عبر الحدود للسودان، وهذا عين ما حدث ويحدث وأعلن عنه من الجامعة العربية وقال البشير أن مشكلة حلايب تحال للتحكيم بعد الإنتخابات ومعرفة رئيس مصرالجديد أي بعد إنتخابات السودان أيضاً وأن يغض الطرف أيضاً عن أخوان مصر المسجونين وينكتم الترابي بهذا الخصوص ولايدعم متأسلمي سيناء. لذا تم إبعاد علي ونافع وجيي بعسكري كالسيسي نائب أول والصمت التام عن ما يسمونه إنقلاب عسكري في الجانبين.
وفي المقابل المعاكس يعلن عبدالرحيم أن المعارك ستتواصل بعد فشل الحوار ومفاوضات أديس أبابا وتعلن أجنحة الطائفية الثلاثة أنها موافقة على الحوار بآلية محددة سيتفق عليها.
لهذا قد تشتعل الحرب ضد المعارضة بمسمى العلمانية وإن السودان في
طريقه للتمزق كما قال د. كمير وإن الشعب السوداني سيأكل النيم المٌرإن لم يحسم ويتلاف الأمر والأمر من المٌر، فإنها لعبة حواركيزانية أخونجية خطيرة. الله يستر ويلطف وينقذ السودان من الكيزان وكل هذا التوهان، إنه على كل شيء قدير.
abbaskhidir@gmail.com
//////////