ليمونادة بنات حرم

 


 

 

زرت ذات نهار شقيقتي ليلى (عليها رحمة الله) في بيتها بحي أركويت، ورغم كرمها الفياض، وإلحاحها في السؤال عما أحب أن تقدمه لي، فقد كنت أتفادى الطلبات التي يمكن أن تزعجها بسبب مرض كلاها. ولكن النهار كان قائظاً، وكنت، أنا، منهك من العطش، ورامياني القهوة.
وقلت لها أثناء ارتشاف كباية الموية الباردة الأولى:
- عصير ليمون أول، بعدو القهوة!
وتأنسنا كثيراً، وودعتها، وقلت لها:
- أها من هنا، أنا ماشي على هُدى (أختي) في أبو آدم
واستقبلتني هدى ببشاشتها المعتادة، وأسئلة (نكير)، ثم سألتني:
- أها؟ نفسك في شنو؟
- ولا حاجة، خرمان للونسة معاك بس!
- قالوا بتحب (عصير الليمون)
ودلفت من فورها بعد إلقائها تلك الجملة إلى المطبخ، وجاءت بعد لحظات وهي تحمل أكواب الليمون المثلج.
وبعد ونسة كانت شيقة، فعلاً، ودعتها وقلت لها:
- باقي اليوم بتمو عند (ثريا)، في الدخينات!
ولكن بمجرد وصولي الدخينات، وبعد قولة (سلام) مباشرة، سمعت صوت أزيز الخلاط وهو يخلط ثمار الليمُون اللذيذة، لتحضير النوع الثالث من ليمونادة بنات حرم في ذلك النهار البهيج.

amsidahmed@outlook.com

 

آراء