مازال الليل طفل يحبو: (صور من افراح جمهورية سكة حديد)

 


 

 

 

لعل من خوالي الايام بمجتمع جمهورية سكة حديد تلك الايام الملاح التي كانت لاتفارق جفن سكانها الكرام من مناسبات الافراح او الختان ، ولعل صوت الاستاذ فؤاد محمد نور الذي كان يعلو عبر تلك المناسبات المختلفة وبالاخص مناسبات الزواح وقوله ( مازال الليل طفلاَ يحبو) إعادتنا الي ايام لن تعود بالسهولة مرة اخرى كواقع معاش ونحن لا نبكي عليها الا لجمالها وبياض قلوب مجتمعاتها حيث كانت مناسبات الافراح تبدأ من الساعة الحادية عشرا حيث تنهي اليوم بعد القوانين الاخيرة وتختم في الساعات الاولى من صباح الغد اي عند آذان الصبح ، وكانت تلك المناسبات تشدو بحناجر كل من الفنانين الفنان كرار وفرقته الماسية وفرقة جاز البوليس وفرقة جاز البحرية الاخير وفرقة جاز نادي سواكن وجارنا الفنان حيدر محمد عثمان والمرحوم احمد شقيق الاخير والفنان المرحوم احمد بندقلي وفرقة ثنائي سلبونا والفنان حبوب ومصطفى وسقرى واحمد المبارك المقيم حاليا ببلاد العم سام والفنان صلاح محمد نور الذي سبق ان سطرت عنه عبر صحيفة سودانايل الالكترونية كما كانت هناك مشاركات كريمة من قبل شعراء الحي كالشاعر جمال الدين شبيكة بالاضافة الى بعض مشاركات الاستاذ جمال عثمان التوم ببعض الكلمات ، وهناك رموز كبيرة كانت متواجده بالحي ومشاركة بشكل فعال في تلك المناسبات كالمرحوم حسين شاكوش والاخ محمد خليفة الذي كان يعشق اغنية (بت النيل)، اما جانب الصور التي تؤخذ للعروسين كانت من قبل استديو المرحوم ابو الحسن مدني ( يرحمه الله) ومن بعده كان استديو شيراز .

نعم كانت الحياة جميلة بمافيها من قلوب اجمل تجمعهم المحبة والتواصل ومعرفة حقوق الجار كما اقرها الاسلام ، ولم يكن بيننا تباعد ومسافات كبيرة حتى لو لم نجتمع على مسمى القبلية الذي ظهر مؤخراَ وتفشى كالسرطان، اما الدعوات كانت مفتوحة لمن سمع بالمناسبة او تم اخباره عن طريق صديق او من المعارف ولم يكون بيننا بروتكولات اجتماعية انذاك (البساط احمدي) حيث تجتمع جميع نسوه الحي من اجل انهاء جميع إجرءات الغداء بدون اي مساعدة من طباخ كما يحلو لهذا الجيل فعله وكان في مقدمه تلك النسوه المرحومه ستنا عبادي والمرحوم والمرحومه كنوس والمرحومه فاطمه احمد والوالده الزلال التوم ( امد الله في عمرها) واخريات وكانت اغلب المناسبات عبارة عن عزومه غداء الا مارحم الله يكون عشاء( كوكتيل) والذي كان يتم ذلك عبر مساعده الطباخين ومن اشهرهم في ذلك الزمن الطباخ الضيء وجمعه ،اما من اصحاب اماكن الافراح في ذلك الزمن افراح الصداقة بالديوم الجنوبية والمختار بديم المدينة واخونا عباس ركس بحي الورشة،وفيما جاء التوسع واصبح في كل حي محلات خاصة به ، دون الحوجة الى الخروج الى خارج الحي ، اما جانب مشاركات النساء او البنات كان كبير للغاية وفي ادب وحشمة كبيرة بعيدا عن الترهل الجمالي للمراة او اصباغ روح الجمال لمن ليس لهن جمال او ابتدع عبر محسنات العصر الحالية وديكوراته المختلفة ، وكان جميع افراد الحي في يد واحده مشاركين الافراح وكانه هذا الفرح خاص بهم ولم يكن لاصحابه الحقيقين ، وهذا جانب بسيط من صور الافراح في جمهورية سكةي حديد التي دابت علىها واصبح ديدنها بل اصبحنا اهل واكثر من قرايب ،والله الموفق ......


writerahmed1963@hotmail.com

 

آراء