مواطني البلدان النامية ركبوا البحر من اجل حياة افضل في ظل ظلم حاق بهم ومن تلك المشاهد الحالية المشهد الاول هو قصة المهاجر السوداني (عبدالرحمن هارون - 40 سنة) أول نجاح في اجتياز نفق المانش (50 كيلومترا) مشياً على الأقدام، مغامرة لم يسبق إليها أحد وما زال مصممو النفق حائرين كيف حققها الرجل رغم مخاطر القطارات فائقة السرعة والشاحنات والكوابل الكهربائية بل كيف تفادى عشرات الكاميرات الأمنية المنصوبة داخل النفق، اما المشهد الثاني مسافر مختبئ ينجو من رحلة جوية من اثيوبيا ويطلب اللجوء في السويد (ذكرت الشرطة السويدية أن مسافرا مختبئا في طائرة من اثيوبيا إلى ستوكهولم نجا من الرحلة التي استغرقت ثماني ساعات قضاها في مخزن الأمتعة حيث تم اكتشافه) اختباء مواطن اثيوبي داخل المكان المخصص للامتعة في رحلة من اديس ابابا الى العاصمة السودية والتي اكتشف خلالها عمال المطار بهذا الوضع الغريب فما كان منهم الا اخبروا إدارة المطار التي قامت بتجهيز الاسعاف اللازم لتقديم الخدمة الطبية لهذا اللاجيء الذي اعلن فيها اللجؤ السياسي من داخل المطار، نفس هذا المشهد لاهل باثيوبيا يتكرر على السواحل السعودية بدءاَ من نقطة الهروب من اثيوبيا ثم السواحل الجيبوتية ثم اليمن واخيراً بالمناطق الجنوبية للسعودية، اما المشهد الثالث هو الهروب من السودان عبر قوارب الموت(السنبوك) الى السعودية ، نفس الهروب من السودان المرير الى استراليا عبر قوارب الموت المحققه والتي تتم عن طريق تجار بشر باندونسيا ، ونفس هذا الهروب من السودان الى اسرائيل وبالاخص اهل دارفور حيث الملاذ الامن لهم حيث تقوم الحكومة الاسرائيلية بتوفير البيئة الامنه لمواطني دافور الجريحة ، اما المشهد الثالث الدخول الى المانيا والدول الاسكندنافية والمعابر اليها كلها في غاية الصعوبة بدءاً من السودان مركز الهجرة وتقاطر الآمال ثم الى ليبيا ثم الى ايطاليا والى اوربا الاخرى وجميع تلك المعابر يوجد تجار بشر بدءاً من السودان وانتهاءاً بايطاليا كشبكة كبيرة تعمل في تناغم وانسجام وما تجنيه تلك الشبكات تفوق قوة وامكانيات حكومات البلدان النامية، وهناك ايضا معابر اخرى بمصر بالمدن الساحلية ، اما المشهد الرابع والاخير هو بدولة المغرب حيث الطريق الى اسبانيا التي اثقلت بالهم والغم مابعد الظروف الاقتصادية الاخيرة ياتي اهلنا من غرب افريقيا غانا وغينيا والسنغال الى المغرب ثم الى اسبانيا عبر البحر القاسي في رحلة فيها التوهان والضياع، تلك هي (جزء من كل) من مشاهد للحالمين بالنعيم الدائم باوربا ولغد مشرق لاهلهم، والله الموفق ...