مصانع النسيج والحلم البعيد
ورد في صحيفة الصيحة خبراً بعنوان(توقف 17 مصنع للنسيج واستيراد300مليون متر من القماش من الخارج) يمكن القول من ذلك ان ماقبل الانقاذ كانت زراعة القطن تمثل دعامة الاقتصاد السوداني بشقيه الزراعي والصناعي،ولم نكن نحلم في يوم من الايام ان نكون اصحاب(عقال)ولكن شفق الحكومات العربية والبلدان العالم النامي بالتحديد باكتشاف البترول والغاز الطبيعي قتل او أسر قطاع الزراعة، وجعل العديد من المواطنين ان يعملوا بقطاع الثروة السريعة كما هو الحال في السودان وتشاد حيث البحث العشوائي عن الذهب الذي يقوم به المواطنين بايعاز من تلك الحكومات المذكوره،مما ادي الى تجاهل لمشاريع طوكر وجبال النوبة ومشروع الجزيرة(الذي كان اكبر مشروع زراعي في افريقيا والوطن العربي ماقبل الانقاذ) والتي كانت رافداَ اساسي وهام لخزينة الدولة بعيداَ عن حلم البترول،بينما يعمل في زحمة هذه الحياة من أهل الانقاذ على قتل هذا القطاع الهام والحيوي الا وهو قطاع الزراعة والذي بسببه توقفت مصانع النسيج الذي كان يعمل فيه غالبية سكان الحارة او الحي في ذلك الزمن الجميل، فكنا نشاهد باصات شركة مصانع نسيج عبد ربه ومصانع النسيج الكورية وغيرها من المصانع وهي تنقل العمال والفنيين بوردياتهم المختلفة الى مواقع عملهم في سرور وهناء ،مع العلم ان في مديتنا بورتسودان كان يوجد اكثر من اربعة مصانع نسيج اما اليوم كلها توقفت تماماً وتم تسريح جميع العمال والفنيين وغالبيتهم اصبحوا مرتادي القهاوي وضلله الحواري كعطاله ومتسكعين ومنهم من ترك البلد واغتربوا وآخرين اختاروا طريق الهجرة، لان مصانع النسيج في ذلك الزمن كانت متكئاَ لهم ولكن الان اصبحت في عوالم النسيان بما حملت من ذكريات طيبة وجميلة.
اليوم القطاع الزراعي في السودان وفي العديد من البلدان النامية بعيداَ عن قائمة الاعتماد الكلي للاقتصاد عموماَ لذا كانت الكارثة الكبيرة ، والله ولي الصابرين...
writerahmed1963@hotmail.com