معركة عدوة وهزيمة الإيطاليين
محمد عبد الرحمن الناير (بوتشر)
20 August, 2022
20 August, 2022
إن معركة "عدوة" وقعت في يوم 1 مارس 1896م عندما حاولت إيطاليا غزو إثيوبيا في محاولة للتحكم بمدخل البحر الأحمر، وقد كانت لهذه المعركة أهمية كبرى في الصراع بين القوى الإستعمارية على أفريقيا آنذاك، حيث أصبحت لبريطانيا سيادة شبه كاملة على البحر الأحمر وشرق إفريقيا، دون منافسة حقيقية من الدول الإستعمارية الأخري.
قد كفلت التوازنات السياسية بعد الحرب إستقلالاً فريداً من نوعه لإثيوبيا، إذ كانت الدولة الوحيدة بجانب (ليبيريا) المحافظة على إستقلالها في أفريقيا.
كانت معركة "عدوة" أول هزيمة عسكرية مؤثرة لقوة إستعمارية أوروبية على يد قوة غير أوروبية منذ بداية الإستعمار ، وقد أثرت كثيراً على معنويات سكان المستعمرات، حيث قضت على أسطورة أن الأوروبي لا يُقهر، مما ألهب الشعور الوطني لدى الشعوب المحتلة، ومنحها الثقة بأن المقاومة ممكنة والتحرير مستطاع.
أظهرت معركة "عدوة" الحجم الحقيقي لإيطاليا كقوة إستعمارية مما دفعها للتخلي عن كثير من أحلامها في إفريقيا.
لقد إستقال رئيس الوزراء الإيطالي "فرانشيسكو كرسبي" بعد عشرة أيام فقط من سماعه أنباء الهزيمة الساحقة لقوات بلاده، وقد وثّقت كتب التأريخ أن معركة "عدوة" واحدة من أعظم المعارك بين إفريقيا وأوروبا الإستعمارية.
في تلك الفترة كان الإستعمار الأوروبي للقارة السمراء على أشده، فخاض الإثيوبيون معارك ضارية ضد كل من بريطانيا ومصر وإيطاليا، وحتى السودان الذي كانت تحكمه الثورة المهدية.
في سبعينيات القرن التاسع عشر كان يتصارع على عرش إثيوبيا زعيمان كانا الأقوى في البلاد، هما "يُحنى الرابع" و"مينليك".
وخاص الزعيمان مواجهات عسكرية حامية الوطيس أسفرت في النهاية عن هزيمة "مينليك"، ليعترف بعدها بحق "يحنى" بالعرش واتفق الطرفان على زواج سياسي بين "ابن يحنى" و"إبنة مينليك"، على أن يتولى "مينليك" السلطة بعد وفاة "يحنى"، وأن يعترف يحنى لمينليك بسلطته على الجنوب الإثيوبي الغني بالثروات المعدنية.
وفي معركة "القلابات" ضد الثورة المهدية في السودان، 1889، توفي يُحنى الرابع ليتولى مينليك السلطة، وعلى الفور بدأ في عقد إتفاقيات مع دول أوروبا لتزويده بالسلاح والعتاد من أجل التوسع في الجنوب الإثيوبي الغني، كما عمل على صنع علاقات دبلوماسية إيجابية مع القارة العجوز.
بعد مؤتمر برلين سنة 1885 سال لعاب القوى الإستعمارية الأوروبية على تقاسم إفريقيا وثرواتها من أجل تحقيق أهداف توسعاتهم الإستعمارية، وعليه فقد وقّعت إيطاليا مع ملك إثيوبيا إتفاقية "أوتشيالي" في 2 مايو 1889م التي كانت تهدف لتعزيز أواصر التعاون بين البلدين لا سيما في المجالات العسكرية.
شهدت الإتفاقية حالة نادرة من الأخطاء اللغوية التي كانت بمثابة شرارة الحرب بين إيطاليا وإثيوبيا، حيث اشتملت على بند يتعلق بإمكانية استعانة الإمبراطورية الإثيوبية بروما في العلاقات الخارجية، إلا أن الإيطاليون ترجموها على أنها إلزام على إمبراطور إثيوبيا الاستعانة بالحكومة الإيطالية في علاقته مع الحكومات الأخرى وهو ما أثار غضبه ليعلن فسخ الإتفاقية نهائيًا عام 1893م.
إن الإنسحاب الإثيوبي من الإتفاقية قد جرح كبرياء الإمبراطورية الإيطالية التي حشدت قواتها على الفور من أجل التقدم إلى الداخل الحبشي بعدما كانت متمركزة في ساحل البحر الأحمر بإريتريا، لتقع بعدها العديد من المعارك الهامشية بين جيشي البلدين، على رأسها معركة "أمبالاجي" التي وقعت في 7 ديسمبر من نفس العام.
في تلك المعركة حاصر قرابة 30 ألف جندي إثيوبي وحدة عسكرية إيطالية صغيرة مكونة من نحو 2500 فرد، وقد تمكنوا من القضاء على نصفها تقريبًا فيما سقط النصف الآخر أسرى ورهائن، الأمر الذي أثار حفيظة الإيطاليين الذين إستعانوا بقوة قتالية إضافية إستعدادًا لمعركة الثأر والإنتقام..!!
أعدّ الإيطاليون جيشًا قوامه 20 ألف جندي مدججين بأحدث الأسلحة، بقيادة الجنرال "باراتيري" صاحب الشهرة الكبيرة في ذلك الوقت، الحاصل على وسام جديد من روما قبيل التوجه لإثيوبيا مباشرة، لكن عدم دراسة ميدان المعركة وسيطرة روح الإنتقام على التخطيط المسبق كان له عامل السحر في حسم المعركة مبكرًا.
لم يدرس قادة الجيش الإيطالي طبيعة المناخ الصحراوي القاتل لمنطقة عدوة شمال البلاد، فارتدى الجنود اللباس الشتوي الثقيل، وهو المعتاد لساحة القتال في أوروبا، غير أنه كان الكارثة للجنود الذين سيقاتلون في أدغال إفريقيا حيث درجة الحرارة المرتفعة.
علاوة على ذلك انطلق "باراتيري" وجنوده دون خطة إستخباراتية محكمة ولا خرائط دقيقة لإحداثيات المعركة، ليتفاجأ بجيش جرار قوامه مائة ألف إثيوبي من مختلف الأعراق والمناطق في انتظارهم، ومع أول يوم من أيام المعركة سقط من الجيش الإيطالي 4 آلاف جندي، وهي الخسارة الكبرى لقوى أوروبا الإستعمارية، فيما قُتل جنرالان وأسر الثالث.
الفضيحة التي مني بها الإيطاليون في تلك المعركة، دفعت روما إلى الجلوس على مائدة الحوار مع الجانب الإثيوبي الذي فرض شروطه بقسوه بالغة، لتتراجع إيطاليا عن بعض بنود اتفاقية أوتشيالي الموقعة سابقًا، وألغت البند الذي كان يعتبر إثيوبيا محمية إيطالية واعترفت بإستقلال إثيوبيا التام، بعد أن دفعت لها مبلغًا يقدر بخمسة ملايين دولار ذهبًا.
وثقت كتب التاريخ تلك المعركة فيما بعد على أنها واحدة من أعظم المعارك بين إفريقيا وأوروبا، حيث شكلت وقتها صدمة كبيرة للرأي العام الأوروبي وللطبقة السياسية الحاكمة هناك، وأسقطت العديد من المعتقدات الواهية بشأن ضعف قدرات القارة السمراء في التصدي للقوى الاستعمارية البيضاء، فضلًا عن إلحاق الهزيمة بها وتجريدها من عتادها وقواتها.
في معركة "عدوة" سارت النساء الإثيوبيات جنباً إلى جنب مع الرجال إلى أرض القتال.
فقد كانت النساء الإثيوبيات ، مثل قومهن من الرجال ، على إستعداد تام للتضحية بأنفسهن لمنع المحتل من السيطرة على بلادهم.
إن الإمبراطورة (تايتو بيتول) "الزوجة الثالثة للإمبراطور منليك الثاني" تعتبر رمزاً لمقاومة الإثيوبيات للغزو الإيطالي ، وهي لم تكن إمرأة دبلوماسية وسيدة دولة وحسب ، بل كانت أيضًا قائدة بارعة على دراية كاملة بفنون الحرب والقتال ، وخبيرة تكتيكية بإمتياز.
لقد جمعت ما بين عشرة إلى اثني عشر ألف إمرأة إثيوبية في مخيم وأعطتهن أباريق الماء لنقله إلى الجنود في جبهات القتال، حتى أن الغزاة الإيطاليون قد ناشدوها نيابة عن قائدهم كي تسعفهم من العطش.
نسمع أن إثيوبيا قد إنتصرت في حروبها مع الطليان ، ولكن يتم تجاهل حقيقة أن المرأة الإثيوبية كان لها الدور الحاسم في هذه الإنتصارات، وكان هنالك عشرات الآلاف من النساء الإثيوبيات اللائي أجبرن وأعدن المتخاذلين من آبائهن وإخوانهن وأزواجهن وأبنائهن إلى أرض المعركة مرة أخرى، وفي معركة عدوة تحديداً قد كان للنساء الإثيوبيات الدور الأبرز وقوة الدفع الرئيسية وراء الإنتصار ، فهن يحضرن الطعام والماء ، ويقدمن الرعاية الطبية للجرحى ، ويتبعن الجنود بشعار "الحرية أو الموت".
المصادر:
1. التأريخ الإثيوبي.
2. معلومات شفاهية من احدي الصديقات الإثيوبيات.
3. الشبكة العنكبوتية.
19 أغسطس 2022م
#دعونا_لا_ننسى_دور_جداتنا_العظيمات
#تحيا_إفريقيا
elnairson@gmail.com
///////////////////////////
قد كفلت التوازنات السياسية بعد الحرب إستقلالاً فريداً من نوعه لإثيوبيا، إذ كانت الدولة الوحيدة بجانب (ليبيريا) المحافظة على إستقلالها في أفريقيا.
كانت معركة "عدوة" أول هزيمة عسكرية مؤثرة لقوة إستعمارية أوروبية على يد قوة غير أوروبية منذ بداية الإستعمار ، وقد أثرت كثيراً على معنويات سكان المستعمرات، حيث قضت على أسطورة أن الأوروبي لا يُقهر، مما ألهب الشعور الوطني لدى الشعوب المحتلة، ومنحها الثقة بأن المقاومة ممكنة والتحرير مستطاع.
أظهرت معركة "عدوة" الحجم الحقيقي لإيطاليا كقوة إستعمارية مما دفعها للتخلي عن كثير من أحلامها في إفريقيا.
لقد إستقال رئيس الوزراء الإيطالي "فرانشيسكو كرسبي" بعد عشرة أيام فقط من سماعه أنباء الهزيمة الساحقة لقوات بلاده، وقد وثّقت كتب التأريخ أن معركة "عدوة" واحدة من أعظم المعارك بين إفريقيا وأوروبا الإستعمارية.
في تلك الفترة كان الإستعمار الأوروبي للقارة السمراء على أشده، فخاض الإثيوبيون معارك ضارية ضد كل من بريطانيا ومصر وإيطاليا، وحتى السودان الذي كانت تحكمه الثورة المهدية.
في سبعينيات القرن التاسع عشر كان يتصارع على عرش إثيوبيا زعيمان كانا الأقوى في البلاد، هما "يُحنى الرابع" و"مينليك".
وخاص الزعيمان مواجهات عسكرية حامية الوطيس أسفرت في النهاية عن هزيمة "مينليك"، ليعترف بعدها بحق "يحنى" بالعرش واتفق الطرفان على زواج سياسي بين "ابن يحنى" و"إبنة مينليك"، على أن يتولى "مينليك" السلطة بعد وفاة "يحنى"، وأن يعترف يحنى لمينليك بسلطته على الجنوب الإثيوبي الغني بالثروات المعدنية.
وفي معركة "القلابات" ضد الثورة المهدية في السودان، 1889، توفي يُحنى الرابع ليتولى مينليك السلطة، وعلى الفور بدأ في عقد إتفاقيات مع دول أوروبا لتزويده بالسلاح والعتاد من أجل التوسع في الجنوب الإثيوبي الغني، كما عمل على صنع علاقات دبلوماسية إيجابية مع القارة العجوز.
بعد مؤتمر برلين سنة 1885 سال لعاب القوى الإستعمارية الأوروبية على تقاسم إفريقيا وثرواتها من أجل تحقيق أهداف توسعاتهم الإستعمارية، وعليه فقد وقّعت إيطاليا مع ملك إثيوبيا إتفاقية "أوتشيالي" في 2 مايو 1889م التي كانت تهدف لتعزيز أواصر التعاون بين البلدين لا سيما في المجالات العسكرية.
شهدت الإتفاقية حالة نادرة من الأخطاء اللغوية التي كانت بمثابة شرارة الحرب بين إيطاليا وإثيوبيا، حيث اشتملت على بند يتعلق بإمكانية استعانة الإمبراطورية الإثيوبية بروما في العلاقات الخارجية، إلا أن الإيطاليون ترجموها على أنها إلزام على إمبراطور إثيوبيا الاستعانة بالحكومة الإيطالية في علاقته مع الحكومات الأخرى وهو ما أثار غضبه ليعلن فسخ الإتفاقية نهائيًا عام 1893م.
إن الإنسحاب الإثيوبي من الإتفاقية قد جرح كبرياء الإمبراطورية الإيطالية التي حشدت قواتها على الفور من أجل التقدم إلى الداخل الحبشي بعدما كانت متمركزة في ساحل البحر الأحمر بإريتريا، لتقع بعدها العديد من المعارك الهامشية بين جيشي البلدين، على رأسها معركة "أمبالاجي" التي وقعت في 7 ديسمبر من نفس العام.
في تلك المعركة حاصر قرابة 30 ألف جندي إثيوبي وحدة عسكرية إيطالية صغيرة مكونة من نحو 2500 فرد، وقد تمكنوا من القضاء على نصفها تقريبًا فيما سقط النصف الآخر أسرى ورهائن، الأمر الذي أثار حفيظة الإيطاليين الذين إستعانوا بقوة قتالية إضافية إستعدادًا لمعركة الثأر والإنتقام..!!
أعدّ الإيطاليون جيشًا قوامه 20 ألف جندي مدججين بأحدث الأسلحة، بقيادة الجنرال "باراتيري" صاحب الشهرة الكبيرة في ذلك الوقت، الحاصل على وسام جديد من روما قبيل التوجه لإثيوبيا مباشرة، لكن عدم دراسة ميدان المعركة وسيطرة روح الإنتقام على التخطيط المسبق كان له عامل السحر في حسم المعركة مبكرًا.
لم يدرس قادة الجيش الإيطالي طبيعة المناخ الصحراوي القاتل لمنطقة عدوة شمال البلاد، فارتدى الجنود اللباس الشتوي الثقيل، وهو المعتاد لساحة القتال في أوروبا، غير أنه كان الكارثة للجنود الذين سيقاتلون في أدغال إفريقيا حيث درجة الحرارة المرتفعة.
علاوة على ذلك انطلق "باراتيري" وجنوده دون خطة إستخباراتية محكمة ولا خرائط دقيقة لإحداثيات المعركة، ليتفاجأ بجيش جرار قوامه مائة ألف إثيوبي من مختلف الأعراق والمناطق في انتظارهم، ومع أول يوم من أيام المعركة سقط من الجيش الإيطالي 4 آلاف جندي، وهي الخسارة الكبرى لقوى أوروبا الإستعمارية، فيما قُتل جنرالان وأسر الثالث.
الفضيحة التي مني بها الإيطاليون في تلك المعركة، دفعت روما إلى الجلوس على مائدة الحوار مع الجانب الإثيوبي الذي فرض شروطه بقسوه بالغة، لتتراجع إيطاليا عن بعض بنود اتفاقية أوتشيالي الموقعة سابقًا، وألغت البند الذي كان يعتبر إثيوبيا محمية إيطالية واعترفت بإستقلال إثيوبيا التام، بعد أن دفعت لها مبلغًا يقدر بخمسة ملايين دولار ذهبًا.
وثقت كتب التاريخ تلك المعركة فيما بعد على أنها واحدة من أعظم المعارك بين إفريقيا وأوروبا، حيث شكلت وقتها صدمة كبيرة للرأي العام الأوروبي وللطبقة السياسية الحاكمة هناك، وأسقطت العديد من المعتقدات الواهية بشأن ضعف قدرات القارة السمراء في التصدي للقوى الاستعمارية البيضاء، فضلًا عن إلحاق الهزيمة بها وتجريدها من عتادها وقواتها.
في معركة "عدوة" سارت النساء الإثيوبيات جنباً إلى جنب مع الرجال إلى أرض القتال.
فقد كانت النساء الإثيوبيات ، مثل قومهن من الرجال ، على إستعداد تام للتضحية بأنفسهن لمنع المحتل من السيطرة على بلادهم.
إن الإمبراطورة (تايتو بيتول) "الزوجة الثالثة للإمبراطور منليك الثاني" تعتبر رمزاً لمقاومة الإثيوبيات للغزو الإيطالي ، وهي لم تكن إمرأة دبلوماسية وسيدة دولة وحسب ، بل كانت أيضًا قائدة بارعة على دراية كاملة بفنون الحرب والقتال ، وخبيرة تكتيكية بإمتياز.
لقد جمعت ما بين عشرة إلى اثني عشر ألف إمرأة إثيوبية في مخيم وأعطتهن أباريق الماء لنقله إلى الجنود في جبهات القتال، حتى أن الغزاة الإيطاليون قد ناشدوها نيابة عن قائدهم كي تسعفهم من العطش.
نسمع أن إثيوبيا قد إنتصرت في حروبها مع الطليان ، ولكن يتم تجاهل حقيقة أن المرأة الإثيوبية كان لها الدور الحاسم في هذه الإنتصارات، وكان هنالك عشرات الآلاف من النساء الإثيوبيات اللائي أجبرن وأعدن المتخاذلين من آبائهن وإخوانهن وأزواجهن وأبنائهن إلى أرض المعركة مرة أخرى، وفي معركة عدوة تحديداً قد كان للنساء الإثيوبيات الدور الأبرز وقوة الدفع الرئيسية وراء الإنتصار ، فهن يحضرن الطعام والماء ، ويقدمن الرعاية الطبية للجرحى ، ويتبعن الجنود بشعار "الحرية أو الموت".
المصادر:
1. التأريخ الإثيوبي.
2. معلومات شفاهية من احدي الصديقات الإثيوبيات.
3. الشبكة العنكبوتية.
19 أغسطس 2022م
#دعونا_لا_ننسى_دور_جداتنا_العظيمات
#تحيا_إفريقيا
elnairson@gmail.com
///////////////////////////