معنى الغزالة في شعر أغنية (الحقيبة)
عبد المنعم عجب الفيا
3 August, 2021
3 August, 2021
الغزال كما هو معروف الحيوان الذي يتخذ مثالاً على جمال الخلقة ويشبه بجمال خلقته المرأة الحسناء. والغزالة مؤنث غزال في الفصحى واللهجات العربية على السواء، ومن بينها اللهجة السودانية التي تستعمل الاسم في صيغة المذكر والمونث فيقال: غزال وغزالة بمعنى.
وفي الفصحى معنى آخر لكلمة (غزالة) لا يوجد ما يقابله في اللهجة السودانية. الغزالة في هذا المعنى هي الشمس منذ لحظة طلوعها إلى أول الضحى. سميت بذلك تشبيها لأشعتها الضوئية بخيوط الغزل.
جاء بمعجم لسان العرب: الغزالة الشمس، أو عين الشمس، أو الشمس عند طلوعها أو ارتفاعها لأنها تمد حبالاً كأنها تغزل. وغزالة الضحى: أوله". يقال: طلعت الغزالة أي الشمس.
وفي هذا المعنى يقول أبو فراس الحمداني:
إن الغزالةَ والغزالة أهدتا * وجهاً إليكِ، إذا طلعتْ، وجيدا
الغزالة الأولى الحيوان المعروف والثانية الشمس.
وقد استخدم شعراء أغنية الحقيبة مفردة (غزالة) في معنى الشمس في بعض القصائد. ولكنهم إذا أرادوا الحيوان المعروف اكتفوا بكلمة (غزال) بلا علامة التأنيث. يقول الشاعر سيد عبد العزيز في قصيدة (أنة المجروح):
يا مَــن تســـر رؤياك/ تفـــــــرح تنســـــــي النـــوحْ
تكسو النهار بجمال/ خديك جمال ووضوحْ
منــــه الغــــــــزالة تقيف/ فــــي مـــوقف المفضوحْ
الراجح أنه يقصد بالغزالة هنا الشمس وذلك بدلالة قوله: "تكسو النهار بجمال خديك جمال ووضوح". وهنا يوجد تشبيه ولكنه تشبيه مقلوب. فهو قد قلب الأصل في التشبيه وأحال الشمس من مشبّه به بوصفها مصدراً للضياء إلى مجرد مشبّه تستمد ضياءها من نور جبين المحبوب.
وكنا قد توقفنا في تحليلنا للصورة الشعرية في هذه الأبيات عند المعنى الدارج لمفردة (غزال) أي الحيوان المعروف (انظر مقالنا: التشبيه المقلوب في شعر أغنية الحقيبة). ولكن أحد القراء الكرام نبّهنا في رسالة بريدية (لم يذكر اسمه) إلى أنه ربما كانت الغزالة تشير هنا إلى الشمس، ونحن نتفق معه فيما ذهب إليه.
هذا وقد جارى محمد بشير عتيق في قصيدته (حبيبي عرّج بي) جارى سيد عبد العزيز في توظيف كلمة (غزالة) للدلالة على الشمس، يقول:
حبيبي عــرّج بي ومِيلْ
نتأمل الأفق الجميلْ
شكل الغزالة مع الصباحْ
الغزالة هنا الشمس، والمعنى أنه يدعو الحبيب أن يتأمل معه في الصباح، جمال طلوع الشمس على شاطىء النيل.
وأما إذا أراد الشاعر من شعراء (الحقيبة) تشبيه جمال المحبوب بالحيوان المعروف، فإنه يستعمل مفردة (غزال) من غير علامة تأنيث. ومن ذلك مثلا قصيدة الشاعر صالح عبد السيد أبو صلاح: (غزال الروض) وقصيدة الشاعر عبيد عبد الرحمن (غزال البر) وغيرها كثير.
عبد المنعم عجب الفَيا
3 أغسطس 2021
abusara21@gmail.com
وفي الفصحى معنى آخر لكلمة (غزالة) لا يوجد ما يقابله في اللهجة السودانية. الغزالة في هذا المعنى هي الشمس منذ لحظة طلوعها إلى أول الضحى. سميت بذلك تشبيها لأشعتها الضوئية بخيوط الغزل.
جاء بمعجم لسان العرب: الغزالة الشمس، أو عين الشمس، أو الشمس عند طلوعها أو ارتفاعها لأنها تمد حبالاً كأنها تغزل. وغزالة الضحى: أوله". يقال: طلعت الغزالة أي الشمس.
وفي هذا المعنى يقول أبو فراس الحمداني:
إن الغزالةَ والغزالة أهدتا * وجهاً إليكِ، إذا طلعتْ، وجيدا
الغزالة الأولى الحيوان المعروف والثانية الشمس.
وقد استخدم شعراء أغنية الحقيبة مفردة (غزالة) في معنى الشمس في بعض القصائد. ولكنهم إذا أرادوا الحيوان المعروف اكتفوا بكلمة (غزال) بلا علامة التأنيث. يقول الشاعر سيد عبد العزيز في قصيدة (أنة المجروح):
يا مَــن تســـر رؤياك/ تفـــــــرح تنســـــــي النـــوحْ
تكسو النهار بجمال/ خديك جمال ووضوحْ
منــــه الغــــــــزالة تقيف/ فــــي مـــوقف المفضوحْ
الراجح أنه يقصد بالغزالة هنا الشمس وذلك بدلالة قوله: "تكسو النهار بجمال خديك جمال ووضوح". وهنا يوجد تشبيه ولكنه تشبيه مقلوب. فهو قد قلب الأصل في التشبيه وأحال الشمس من مشبّه به بوصفها مصدراً للضياء إلى مجرد مشبّه تستمد ضياءها من نور جبين المحبوب.
وكنا قد توقفنا في تحليلنا للصورة الشعرية في هذه الأبيات عند المعنى الدارج لمفردة (غزال) أي الحيوان المعروف (انظر مقالنا: التشبيه المقلوب في شعر أغنية الحقيبة). ولكن أحد القراء الكرام نبّهنا في رسالة بريدية (لم يذكر اسمه) إلى أنه ربما كانت الغزالة تشير هنا إلى الشمس، ونحن نتفق معه فيما ذهب إليه.
هذا وقد جارى محمد بشير عتيق في قصيدته (حبيبي عرّج بي) جارى سيد عبد العزيز في توظيف كلمة (غزالة) للدلالة على الشمس، يقول:
حبيبي عــرّج بي ومِيلْ
نتأمل الأفق الجميلْ
شكل الغزالة مع الصباحْ
الغزالة هنا الشمس، والمعنى أنه يدعو الحبيب أن يتأمل معه في الصباح، جمال طلوع الشمس على شاطىء النيل.
وأما إذا أراد الشاعر من شعراء (الحقيبة) تشبيه جمال المحبوب بالحيوان المعروف، فإنه يستعمل مفردة (غزال) من غير علامة تأنيث. ومن ذلك مثلا قصيدة الشاعر صالح عبد السيد أبو صلاح: (غزال الروض) وقصيدة الشاعر عبيد عبد الرحمن (غزال البر) وغيرها كثير.
عبد المنعم عجب الفَيا
3 أغسطس 2021
abusara21@gmail.com