من أحق الناس بالتركة الأبداعية للطيب صالح ؟ … بقلم: خالد موسي دفع الله

 


 

 

 

 

 

أســـــتـدراكات

 

Kha_daf@yahoo.com

 

شرفتني جمعية الدراسات السودانية بالولايات المتحدة الأمريكية، بألقاء كلمة في الجلسة المخصصة لتأبين الأديب الكبيرالطيب صالح في معية الدكتور السوداني مالك بلة في المؤتمر الذي أستضافته جامعة متشغان في ربيع هذا العام، ونعت الدكتورة لوبان في تقديمها الفاجعة التي ألمت بالأدب السوداني والحسرة التي خلفها غيابه في قلوب محبيه. وقالت في مرثيتها بأن الجمعية تشرفت بدعوته ضيفا للشرف في أحدي المؤتمرات ، وكانت تجلس علي يمينه الدكتورة اللبنانية مني الأميوني المتخصصة في رواياته وأكثر الناس أحتفاءا بأبداعه، وعلي يساره الدكتورة كونستانس بيركلي التي ترجمت مع الأستاذ عثمان محمد الحسن الملحق الثقافي الأسبق في واشنطون الكثير من أعماله، وهي التي تصدت الي نشر أبداعه في الولايات المتحدة، وعمدت الي تدريس رواياته ضمن مقررات الأدب الأفريقي بالجامعات الأمريكية.وقد بعثت الدكتورة بيركلي التي أقعدها المرض في أحدي نزل المسنين بواشنطون بمذكرة صغيرة أستذرفت الدموع وأستجاشت وقار الصمت المفجع..

وقالت الدكتورة لوبان أن عظمة الطيب صالح لا تتجسد في أدبه فقط، بل في شخصيته الآسرة ، وأنسانيته المتدفقة ، ومناخ السلام والوئام الذي ينشره حيثما حل. وقالت مستدلة بحادثة طريفة أثناء المؤتمر الذي حضره الي جانبه الفنان الكبير محمد وردي حيث قام أحد الفنانيين الثوريين بنثر جماجم مضرجة بالدماء في قاعة الطعام كجزء من العمل الفني المصاحب للمؤتمر، و كدلالة رمزية علي العنف الذي يحدث في السودان حسب تصوره.فأحتج المؤتمرون ناعيين علي الفنان أعتلال ذوقه حيث لا تجتمع الجماجم والطعام في قاعة واحدة، وطالبوه بأن يعرض عمله الفني في القاعة المخصصة. وفي ظل الهرج الذي حدث، أمتشق الأديب الراحل حسام الكلمة وهدأ من روع المحتجين ، وقال إننا لن نستطيع الهروب من الواقع الذي حاول أن يجسده هذا الفنان ، فأستطاع بمهارة مدهشة أن يمتص الغضب، و أن يعيد للقاعة هدوئها ووقارها.

ما أن ترجل الأديب الكبير عن مسرح الحياة تاركا لمعجبيه ومحبي فنه العالي الحسرة وفجيعة الغياب ومر الذكريات، حتي أشتعلت حرب الوراثة الفنية، والتنافس علي سدانة معبده الأبداعي ، وأتضح جليا أن محبيه لم يجمعهم في حياته سوي قلبه الكبير. فقد حفلت الصحف بعبارات التهاوش والتناوش والأعلانات والبيانات المتبادلة، حيث أحتج الدكتور حسن أبشر الطيب علي مركز عبد الكريم ميرغني الذي فات عليه أن يدعوه الي حفل تدشين كتاب"ما بعد الرحيل : في تذكر المريود الطيب صالح" وهو كتاب تذكاري أصدره المركز، وجمع بين دفتيه معظم ما كتب في رحيل الطيب صالح.وقد تولي الدكتور حسن أبشر مع الأستاذ محمود عثمان صالح أمر أعداده و تحريره، وقال منتقدا غمط حقه الأدبي والفكري في تحرير الكتاب إن الأستاذ محمود ناثر فقط أي لا حظ له في التحرير.وأشار بطرف خفي الي أن نشر الكتاب بواسطة المركز ينطوي علي قرصنة أدبية. وفي خطوة موازية نجح الدكتور حسن أبشر في أستصدار شهادة تسجيل لمركز الطيب صالح الثقافي حيث ضم مجلس الأمناء كبار الرموز الثقافية والفنية في السودان والعالم العربي، وخلا بالطبع سجل المؤسسين من أسم الأستاذ محمود عثمان صالح. وفي ظل هذا التلاحي، سارع مركز عبد الكريم ميرغني في الحصول علي حق حصري لطباعة أعمال الطيب صالح الأدبية لمدة خمس سنوات من أسرته قابلة للتجديد ، كما أعلن عن ترحيل مكتبته الخاصة التي تبرع بها الأديب الراحل الي داره في أم درمان. وطفق الجانبان في نشر أعلانات في الصحف السيارة، حيث كثف الدكتور حسن أبشر من الترويج للمركز الجديد ، بينما أصدر مركز عبدالكريم ميرغني الثقافي بيانا صحفيا ندد فيه بتصريحات الدكتور حسن أبشر لصحيفة الوطن، وشرح ملابسات صدور الكتاب وعدد جهود الذين أسهموا في جمع مادته وأعداده.وقال البيان في لهجة حاسمة أنه ليس هناك مجال للأتهام بالقرصنة أو السطو. وأكد المركز علي الأحتفاظ بحقه في التقاضي في كل ما يمس سمعته الأدبية والمعنوية.

 إذن نحن أمام شنشنة أدبية تتعلق بالوراثة الفنية لأبداعات أديبنا الراحل.إذ أغلق مركز عبدالكريم ميرغني الباب علي مركز الطيب صالح الثقافي وذلك بأحتكاره حصريا أعادة طبع ونشر الأعمال الروائية للطيب صالح ، بينما وضع مركز الطيب صالح هدفه الرئيس في ديباجة أعلانه التأسيسي تنمية المعرفة بأعمال الطيب صالح ، وتشجيع الدراسات النقدية للتعريف بأعماله وتشجيع ترجمتها الي اللغات الحية.ولا تثريب علي المؤسستين إذا كان التنافس بينهما نبيلا وشريفا من أجل خدمة الأهداف المشتركة المتعلقة بنشر أعماله ، والتعريف بها، وترجمتها، وتشجيع النقد الفني لها ،بيد أن الأمر ينطوي علي قدر من تطلعات المجد الشخصي.

الدكتور حسن أبشر الطيب رجل أياديه سابغة بيضاء علي الأدباء والفنانيين ، وله في الوفاء لهؤلاء قصصا وأفانين، وتكفيه سيرته مع الشاعر الفحل محمد المهدي المجذوب عندما تآمر عليه الأفندية وأحالوه الي المعاش.كما يكفيه سعيه لجمع قدر من المال لتشييد منزل خاص للأديب الراحل في الخرطوم ، ولكن فضل الطيب صالح عندما قصر المال عن بغيته،أضافة الي تطاول العهد عن أقامته بالسودان  الي الأستفادة منه في تأسيس جائزة حملت أسمه يرعاها وينظمها مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي. وكذلك ظل الأستاذ محمود حفيا بالأديب الراحل، قريبا منه، وأكثر أصيحابه ملازمة وودا ووفاءا له حتي مماته.

إن مما يؤذي محبي الراحل المقيم أن تشتعل حرب خفية بين الدكتور حسن أبشر والأستاذ محمود عثمان صالح حول الوراثة الفنية لتراث وأدب الطيب صالح ،لأنهما توحدا وكانا حفيين به في حياته، ولعله من الأجدر أن يتوحدا  لتخليد ذكراه، والأحتفاء بأدبه ونشره بين الناس بعد رحيله لأن ذلك أنبل و أجزل وسائل الوفاء لروحه الخالدة.  

يتفق النقاد بأن الطيب صالح بما أمتلك من أداة فنية مذهلة ، لم يصادر حق المتلقي في تفسير وتأويل أعماله ، وقد وصف الدكتور عبد الله حمدنا الله هذا الفعل بأنه أعلي قيم الديمقراطية الأدبية .رغم ذلك إلا بعض النقاد حاولوا مصادرة حق المتلقي وأبتسروا التفسير الفني لأعماله بأسقاطات أيديلوجية فجة وقرأوا أعماله كأنها شفرة روائية للواقع الأجتماعي في السودان ، ونصبوا أنفسهم ناطقين رسميين لشخوصه وأحداث  رواياته. لقد غمس الأديب الراحل ريشته في فسيفساء تلك الفانتازيا ليصور عالما كان يخاف عليه من الضياع.هذا العالم الفانتازي لم يكن مطابقا للواقع بل أستلهم صورا تعبيرية خارج السياق التاريخاني أو مرويات التراث الأدبي، وهو ذات ما عبر عن  الدكتور منصور خالد في كلمته حين قال " إن ثمة مراحل في تاريخ السودان وواقعه تعبر عنها روايات الطيب صالح تعبيرا لا تجده في التاريخ أو الأدب ،ودون أن تطغي فيه المحلية علي الأنسانية الشاملة". إن أجمل ما يزين شخصية الأديب الراحل كما وصفه الدكتور عبد الله علي أبراهيم هو أنه رجل بلا مزاعم.

  والطيب صالح كما كان يقول عن نفسه نفور من الأيدلوجيات، فقد تحاشاه الشيوعيون لتعاونه مع مجلة حوار البيروتية التي نشرت روايته موسم الهجرة، والتي أتضح فيما بعد تورطها في أستلام دعم من منظمة حرية الثقافة التي كانت ترعاها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.أما الأسلاميون فقد أنتبذوا منه مكانا قصيا وأستبشعوا رواياته لأنفتاحها علي المسكوت عنه، وصنفوها ضمن مرويات الأدب الأباحي التي تشيع الفاحشة.لذا فهو كما قال الدكتور يوسف نور عوض لم يقدمه حزب سياسي أو تيار أيديلوجي. وهو ذات ما أكد عليه الدكتور منصور خالد عندما ذكر بأن الطيب صالح "مفكر مدقق عميق التفكير،ورغم أرتهان كثير من مجايليه للأيدلوجيات السياسية الدهري منها والديني، إلا أنه لم يرتهن نفسه لتلك الأيدلوجيات، بل ظل يحكم عقله فيما يكتب ويقول".

كتب الطيب صالح في "تذكره عن أكرم صالح" عن ليلي طنوس المذيعة اللبنانية في البي بي سي أنها كانت تنطق العربية كأنها تتحسس قطعا من العملة الأثرية النادرة.وقال المرحوم علي أبو سن في كتابه "ذكرياتي مع المجذوب" أن ليلي طنوس كانت تتحسس الطيب صالح لتحديد مصدر وأتجاه أشعاعاته المركبة، ودروع معدنه الغامض.وهذا من أهم الكتب الصادرة في مجاله ،ولكن كما قال الناقد الحاذق عبد المنعم عجب الفيا لم يجد حظه من النقاش والأهتمام والتداول. ومن الشهادات الغريبة التي أطلقها أبو سن في كتابه المذكور أنه قال "إن الطيب صالح أنسان هارب أبدا، يهرب دائما من كل عاطفة أنسانية تخالج نفسه، فلا يعبر عنها إلا بالهزل والدعابة ودار الحرب الحقيقية هم الآخرون. هو أنسان طيب ولكن يحيط نفسه بسياج حديدي أجزم أن أقرب الأقربين لن يصل اليه". وينعي أبو سن علي الطيب صالح مصادقته للبسطاء فقال" كان خليقا به أن يصادق المبدعين في أروبا، ولكنه أختار شخوصا باهتة من العرب يخفي خجله المستتر وراء ضبابيتهم.لهذا السبب فأنه في مجال الصداقة يختار فريسته بعناية فائقة وبشروطه هو . أما الذين يختارونه صديقا من الأذكياء والمقتدرين فعليهم المجاهدة والصبر والتفاني في الولاء له، وله في أستقبال ذلك طاقة لا تفني". ولا شك أن هذ شهادة قاسية ، وقد سكت الأديب الراحل عن التعليق علي الكتاب عندما كان الأثنان علي قيد الحياة.. وقريب من هذا قول الدكتور منصور خالد في كلمته التي القاها في حفل تأبينه بلندن في شهر يوليو الماضي: "إن أكثر ما يدهشني فيه هو أنه أقل الناس عبئا علي مجاليسيه، وأكثرهم صبرا علي الفارغين من كل شئ".

 ولعل هذا الوصف يكشف الفرق بين نمطين من المثقفين في السودان:الأول صفوي ، متعالي لا يخالط العامة ويزدريها وهم أغني عن الذكر. ونمط آخر يمثله الطيب صالح لا يتدثر بنخبوية مصطنعة، ولا تغريه النجومية عن التواضع الصوفي الحق ،يحتفي بالجوهر الأنساني، ولا يلتفت الي الوضع الأجتماعي والكسب المعرفي للأشخاص، ولا يترفع عن مخالطة غمار الناس.ولعل التأويل المناسب لرواية أبو سن هو أنه قد وقر في ظنه أن الطيب صالح أستلهم شخصية مصطفي سعيد من مغامراته وطبوغرافيا حياته الخاصة في لندن.ولكنه تنكر لهذه الحقيقة ولم يجرؤ علي الأعتراف بها،بيد أنه حسب رواية أبو سن قد أشار اليها في عوابر متفرقة ، منها الأهداء الشخصي للترجمة الفرنسية لموسم الهجرة عندما كتب له "الي علي.. أنت أحق الناس بهذه الرواية".ولعله قد شق علي الراحل علي أبوسن أن الطيب صالح لم يتكرم عليه بتقريظ  خلال مسيرته الأبداعية الممتدة ، فالمرة الوحيدة التي ذكره فيها عندما قال في مقالات أكرم صالح أن علي أبو سن "من أرومة باسقة في السودان كان يقرأ النشرة العربية كأنه يتفضل بها علي الأنجليز".ورغم الصداقة الممتدة بينهما منذ أيام الشباب الغض في لندن إلا أنها كانت أسيرة التباطؤ و الحذر. وقد وصفها أبوسن بقوله أن علاقته بالطيب صالح أشبه بالقرابة بما فيها من عطف ورعاية وتكلف وحذر.

 لقد حار النقاد في مصدر الهام شخصية مصطفي سعيد، فكما أشار أبو سن أنه أستلهم الشخصية من سيرته الذاتية ، قال آخرون أنها السيرة الذاتية للكاتب وهو ما نفاه الطيب في حوارات متعددة. وقد خرجت علينا الدكتورة جيرزالدة أرملة الفطحل الراحل البروفيسور عبد الله الطيب بتأويل طريف ذكرت فيه أن مصطفي سعيد هو جماع شخصيات متفرقة أستلهمها الطيب صالح من السير الذاتية للرعيل الأول من المبعوثين السودانيين في لندن ، منهم الدكتور الراحل أحمد الطيب وآخرين. كما ذكر الناقد عيسي الحلو أن الطيب صالح تأثر براوية أداور عطية.. إن أبعد الناس عن وراثته الأبداعية وسدنة أدبه هم ذوي الأسقاطات الأيديلوجية الذين يؤمنون بالأدب الوظيفي الملتزم، ويصنعون منه قوالبا وطقوسا وطيالسا، كما يظنه الشوفونيون السامريون عجل الوطن المقدس. ولعله لا يفوق هؤلاء هذرا إلا أدعياء الثقافة، وأنصاف المتعلمين الذين يعتبرونه مصدرا أبداعيا ملهما لمركزية الهوية العربية والأسلامية في السودان التي تحيا وتنتعش بأقصاء وتهميش الثقافات والهويات الأخري، التي لا تتماهي مع المشروع الأسلاموي العروبي حسب مصطلحهم.

لقد أحتفت كل من باريس ولندن بموسم الهجرة بطريقتين مختلفتين ، فقد قوبلت بحفاوة في لندن إلا أن كاتبا في ملحق التايمز الادبي قال انها لا تستحق هذه الضجة لأنها خالية من الحدث وهو ضعف مقيم ظل ملازما للأدب العربي. في باريس قال عنها الأديب الكبير فرانسوا مورياك لم نقرأ مثل هذا العمل الأبداعي من قبل ونزعم أننا نقرأ كثيرا.وقال الطيب صالح في مقدمة طبعة بنغوين الشعبية التي ترجمها بأسلوب رصين الدكتور أحمد الصادق: كيف لرواية توصف بأنها تافهة في لندن ، وعظيمة في باريس؟.

 لقد غدت روايات الطيب صالح وأعماله الأدبية جزءا عزيزا من التراث الأدبي العالمي، فلا تقتلوا أبداعه بشوفينية ضيقة، وشعوبية متلاحية، فعظمه لنا، أما لحمه فمقسم بين قبائل الأبداع التي بادلته حبا بحب.

 لقد كان السودان قبل الطيب صالح نقطة بيضاء في خارطة الأدب العالمي ، وغدت بعد رحيله كرمكول وود حامد أشهر من الخرطوم، في عالم الأدب. فالطيب صالح أحتضنته لندن، وغسلته في لجنة الحنين وصقلته بالمعارف والتثاقف والشجن، وجمرته بالأغتراب فعكف علي تصوير أختلاجاته وذكرياته بأرتعاشات فنية مدهشة ولغة عبقرية. ، وقدمته بيروت وأحتفت به القاهرة حيث قدمه الناقد الكبير رجاء النقاش ووصفه بأنه عبقري الرواية العربية، وقد أنتقده جراء ذلك كثيرون لأنه غامر بسمعته الأدبية للأحتفاء بكاتب مغمور. وأحترمته الدوحة وكرمته أصيلة ، وأخرجت درته الكويت عن طريق خالد الصديق في عرس الزين، ومنحته سوريا لقب أفضل رواية عربية في القرن العشرين وأحتضن رفاته السودان، فقد أودع أهل السودان مقابر البكري كنزا عزيزا أو كما قال منصور خالد إننا "أودعناها رفاة حلم".. لم يكن الطيب صالح كشجرة الدليب التي ترمي بظلها بعيدا، بل كان كشجرة الهشاب التي تمنح أفضل ثمارها كلما أوغل فيها العمر، وغار النصل وتفتق الجرح..إن سدنة أدبه هم المثقفون ومحبوه في العواصم العربية والعالمية التي أتشحت بالسواد حزنا علي غيابه الأبدي،وهم الأدباء الشباب الذين أعطاهم الأمل وكشف لهم الطريق ، ومنحهم من عطفه و طاقته الأبداعية. أما ورثته في البعد الأنساني فهم البسطاء الذين ملأ أحلامهم كنجمة لا تنطفئ تضئ من زيتونة العرفان ، ورمزا لا يغيب يقتات من أيقونة الزيت المقدس. إن الطيب صالح ملك لهؤلاء لأنه أحب بلا ملل وأعطي بلا كلل وحلم أحلام البسطاء، فلما نادته السماء أرتحل، لأن طريق العودة كان أشق.

"نقلا عن الأحداث"

 

 

آراء