موقف الأستاذ علي أحمد إبراهيم من د. النعيم (3/4)

 


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم
((لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ))

*موقف الأستاذ علي أحمد إبراهيم من د. النعيم (٣ - ٤)*

*القرآن والأديان السماوية*

أرجو ملاحظة أنني عندما أتحدث عن الأستاذ علي أحمد إبراهيم، أعني بنفس القدر أتباع النعيم الآخرين.

د. عبدالله أحمد النعيم لا يؤمن بأن القرآن موحى به من الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، بواسطة المَلَك جبريل.. اسمعه يقول: "نقطتي هي أنه فيما يتعلق بالاسلام، كما هو مستمد من القرآن والسنة، من المهم جداً لنا نحن - الأجيال المتعاقبة من المسلمين - أن نعلم أن القرآن إنما هو نتاج إجماع بشري!! فنحن نعتقد أن القرآن منزّل من الله.. ولكن كيف نعرف أن (المصحف) الذي نقرأه اليوم هو في الواقع ما أوحي من الله؟ إنها مجرد عقيدتنا أن هذا النص تم تداوله من جيل لجيل وسط المسلمين طوال ال١٥٠٠ عام الماضية!! ولذلك مفهوم الاجماع البشري هو في الواقع أمر حاسم وهام لامكانية الاعتراف بالقرآن كنص شرعي ومهيمن!! وهذا ينطبق بنفس القدر على السنة - نموذج النبي - والتي هي أكثر اشكالاً من القرآن"(١).. ويقول: "إن السلطة التي يستمدها نص القرآن تنبع من تعاقب الاجماع، الاجماع عليه بين الأجيال، كما أسميه، وليس من كونه ببساطة منزل!! نظراً لأننا لم نره ينزل.. إننا لم نستلم ملفاً مرفقاً مع رسالة الكترونية، وقيل لنا هذا هو القرآن!! إن الواقع هو أن أجيال المسلمين المتعاقبة، جيل من بعد جيل، قد تناقلوا وحفظوا وتداولوا القرآن.. وفي الواقع، القرآن هو من القراءة، وليس من النص.. إنه من اقرأ، قرأ.. من تلاوته!! القرآن ليس هو النص الموجود باللغة العربية، وما إلى ذلك"!!(٢)
نفس المبالغة في المغالطة!! الاجماع هو نتيجة، وليس سبب.. المسلمون أجمعوا على القرآن، لأنهم آمنوا بأنه موحى من الله.. وعلى كلّ هذه حقيقة تاريخية، لا يمكن المغالطة فيها.. المسلمون منذ البداية وإلى اليوم يؤمنون بأن القرآن هو كلام الله الموحى به إلى محمد صلى الله عليه وسلم.. ولا يمكن لد. النعيم أن يغير هذا التاريخ ويحرِّفه بهذه الصورة الساذجة.. الإيمان بالقرآن لا يحتاج إلى ملف مرفق مع رسالة الكترونية.. وأنت تعلم أنه في وقت نزول القرآن لم تكن هنالك رسالة الكترونية، فلا معنى لهذه الحذلقة!! القرآن دليل صدوره من الله فيه، وليس في شيء خارجه، ثم هو فيمن أنزل عليه، الصادق الأمين.. عندما ذهب وفد قريش إلى ملك الروم يحرضونه على النبي صلى الله عليه وسلم، سألهم: هل جربتم عليه كذباً؟ قالوا: لا.. قال: ما كان ليدع الكذب على الناس، ثم يكذب على الله.. حسب معرفتي بك يا د. النعيم، أنت كنت تؤمن بأن القرآن موحى به من الله، وما أدركتك هذه الطامة إلا بعد ذهابك إلى الغرب.. فالعلة توجد هنا!!
الذين آمنوا بالقرآن كنص موحى به من الله، عبر التاريخ وإلى اليوم، هم مليارات البشر.. فهل كل هؤلاء مخطئون، ولا يوجد سبب لإيمانهم، وأنت في جحودك وحدك الصحيح؟!

كرر د. النعيم نقطته هذه مراراً، وبصور مختلفة، فهو مثلاً يقول: "فالقرآن لغة بشرية!! وبالتالي هو نتاج تاريخي!! وفهمه أيضاً نتاج تاريخي"(٣).. هل كان ينتظر د. النعيم أن يكلم الله الناس بغير اللغة التي يفهمونها؟! ثم ان القرآن ليس نتاجاً تاريخياً، لأنه في أصله، في أم الكتاب، كلام الله الذي لا يحويه لا الزمان ولا المكان، وانما صُبَّ في قوالب اللغة العربية لنفهم نحن الذين نفهم عن طريق اللغة.. إنك أصبحت تجهل أشياء لم تكن تجهلها، وهذا يسمى السلب!!
ويقول: "بالمناسبة ما هي لغة الانجيل، انك لا يمكن أن تتخيل كيف يمكن أن يتحول شيء من اللغة الأرامية إلى اللاتينية إلى الانجليزية، وفي النهاية يكون هو نفس الانجيل، ولكن انجيل مختلف أيضاً.. ونفس الأمر ينطبق على القرآن، فالقرآن عندما يقرأ في اندونيسيا ليس هو نفس القرآن الذي يقرأ في غرب أفريقيا! لذلك علينا، أعتقد، أن نحترم ونقبل الاختلاف الشديد والمتناقض لتعاليمنا الدينية"!!(٤)
هذا جهل ادركك على كبر.. فالمعلوم أن القرآن النص والمعنى من الله، ولذلك لا يختلف في أي مكان.. هذا في حين أن الانجيل المعنى من الله والنص من المسيح.. وحتى كتاب رأس المال مثلاً، لا يختلف عندما يترجم من لغة إلى لغة!!
ويقول: "المسلمون يتجهون إلى الاعتقاد بأن أحكام الشريعة منزلة من الله كقانون، وانها معرفة ومحددة، وتحوي مفاهيماً محددة، وبالتالي ينبغي تطبيقها، بوصفها حكم الله.. وما أراه أنا: إن هذا الاعتقاد هو مصدر المشاكل، والنفاق، والمعايير المزدوجة التي نعيشها اليوم"(٥)..
بالطبع الشريعة عند المسلمين منزلة من الله، لأنها جزء من القرآن، وكونها غير منزلة هذه عقيدتك أنت الفاسدة.. ويقول: "عليه، فإن الشريعة ليست منزلة من الله، لقد كانت عملاً بشرياً، وستظل دائماً كذلك!! فعلينا في الواقع ألّا ننكر هذه الحقيقة، لأنّ الانكار لا يجدي، بل يناقض الواقع في تاريخ الاسلام"(٦)..
الواقع في تاريخ الاسلام والذي لا خلاف حوله، هو أن الشريعة من القرآن، وأنها منزلة من الله كبقية القرآن، فأنت من يخالف التاريخ، ومخالفتك هذه لا تجدي، ولا تغير من الواقع شيء، هي فقط تدل على مدى الإسفاف الذي وصلت إليه.
أورد لنا زغلول النجار، وصحبه من المهتمين بالإعجاز العلمي في القرآن، أنهم أقنعوا بعض العلماء الغربيين بأن القرآن لا يمكن أن يكون من محمد صلى الله عليه وسلم، وانما هو من الله تعالى، وذلك لاحتوائه على بعض الحقائق العلمية التي ما عرفت إلا مؤخراً.. وكنموذج أوردوا قوله تعالى: ((وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ)).. الْمَسْجُور يعني الملتهب ناراً.. ولم يُعرَف إلا مؤخراً أن بعض قيعان البحار فيها براكين تستمر لوقت طويل فيه يكون وجود النار مع وجود الماء.. وفي آية أخرى يقول تعالى: ((وَالأرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ)) فسروا الآية بالصفائح التكتونية التي لم تُعرَف إلا مؤخراً.

ويذهب د. النعيم إلى مستويات من الكذب، مخجلة، فاسمعه مثلاً
يقول: "بالمناسبة مفهوم جريمة (الحد) نفسه مفهوم صاغه وابتدعه الفقهاء.. وليس هناك أي ذكر لهذا المفهوم في القرآن"(٧)..
من يكذب على الله بهذه الصورة، ليس مستغرباً عليه أن يكذب على خلق الله.. مفهوم الحد وارد في القرآن بصور عديدة، ولا يمكن الاختلاف على ذلك.. وأعجب من كذبه في النص السابق، كذبه في النص التالي، فهو يقول: "إن الصياغة التي حدثت للشريعة، في القرنين الأولين من ظهور الاسلام، قامت على أساس انتقائي جداً، فيما يتعلق بتحديد الآيات التي ينبغي نسخها أو إلغاء حكمها، واستبدالها بآيات أخرى.. وعلى هذا، فإن النسخ الذي حدث كان خياراً اتخذه الفقهاء والمشرعون والقضاة!! لا يوجد نص في القرآن يقرر النسخ!!"(٨)..
إنك تبالغ في الكذب على الله، وأنت تعلم أنك تكذب، ومع هذا المستوى من الكذب أنت لا تستحق مناقشة أي شيء في أمرك، ولولا التشويه الذي ألحقته بالفكرة، وبالاسلام، وضرورة تصحيح هذا التشويه، لما تصدينا إلى ترهاتك هذه.. د. النعيم يقرر، بلا أدنى حياء أنه (لا يوجد نص في القرآن يقرر النسخ)، ولا شك عندي أنه يعلم آيات النسخ تماماً، لأنه على الأقل قام بترجمة كتاب (الرسالة الثانية من الإسلام).

يقول د. النعيم: "ما تفرضه الدولة باسم الشريعة، هو بالضرورة مدني، ونتاج للارادة السياسية للحكام، لا للمرجعية الاسلامية، حتى وان كان ممكناً الاتفاق على تلك المرجعية بين المسلمين"(٩)..
إذا كان الأمر كذلك فلماذا تريد أن تبعد المرجعية الدينية؟! فأنت تزعم حتى الأمر الذي يرجع إلى المرجعية الدينية هو مدني.. يقول د. النعيم: "أياً كان شكل الدولة الذي يأخذ به المسلمون من أجل خدمة تلك الأغراض الحيوية فسيكون مفهوماً بشرياً بالضرورة، والذي بدوره سيكون علمانياً (أي مادياً بشرياً)، هو ليس اسلامياً مقدساً"(١٠)..
المفارقة واضحة وكبيرة جداً.. فالمفهوم البشري هو عنده علماني بالضرورة، ولو قام على الدين، وهذا فهم عقيم جداً، ويجعل الأمور مختلطة ولا مجال للتمييز بينها.. فمن البداهة المفهوم الذي يقوم على الدين هو ديني بالضرورة.. فمن المستحيل أن يقوم
مفهوم على الاسلام، ثم لا يكون إسلامياً، بل علمانياً!! المفهوم البشري قد يكون دينياً أو لا-ديني.. فإذا قام على الدين فهو ديني، واذا لم يقم على الدين فهو غير ديني.. وإذا كانت الدولة الدينية مستحيلة بهذه الصورة التي يتحدث عنها النعيم، يصبح الحديث عن عدم امكانية الدولة الدينية، أو فصل الدين عن الدولة، مجرد لغو، لأنه بصورة مبدئية الدولة الدينية غير ممكنة.
يقول د. النعيم: "جدليتي تحديداً هي أنه ليس هنالك شيء غير اسلامي، فيما يتعلق بالدولة المدنية، كإطار ضروري لمفاوضة الدور الطبيعي والشرعي للاسلام في الحياة العامة"(١١)..
من جانب، الدولة الاسلامية غير ممكنة حتى ولو قامت على المرجعية الاسلامية.. ومن الجانب الاخر، الدولة المدنية ليس فيها شيء غير اسلامي، كلها اسلامية!! فالدولة الوحيدة التي ليست اسلامية عنده، ولا تقوم على الدين، هي الدولة ذات المرجعية الاسلامية، أما الدولة المدنية ففيها كل شيء اسلامي، ولا يوجد فيها شيء يخالف الاسلام!! ان هذا قول لا علاقة له بالتفكير المستقيم.

*الأديان السماوية*
بالطبع أقوال النعيم هذه التي نقلناها عن الاسلام والقرآن، تنطبق على جميع الأديان السماوية.. فإذا كان القرآن، آخر الكتب السماوية، عنده ليس موحى به من الله، فمن باب أولى الكتب السابقة، والأنبياء والرسل السابقون.. فهم جميعهم لم يوحي الله لهم بشيء.. وأجمل د. النعيم قوله هذا في النص التالي: "كمسلم فأنا دائماً أطلق التقرير (الهرطقي) أن الدين علماني، وهذا القول ربما يبدو متناقضاً، في العبارة. ولكن في واقع الأمر هو، أن ليس لنا من سبيل لان نعتنق الدين، أو نعلقه، ونتأثر به، أو نؤثر فيه، إلا عبر الواسطة البشرية. فواسطتنا كبشر هي العامل الحاسم في تحديد، وتعريف، ديننا. وبهذا المعنى فإن الدين علماني.. الدين من صنع البشر.. وموقفي هنا، هو أن أؤكد علمانية الدين، هذه، التي أتحدث عنها، حيث يمكن، من هذا المنطق، إخضاع الدين للسياسة، أي جعله عنصراً، وذخراً، سياسياً.. وهذا المفهوم ينطبق، بنفس المستوى، على الثقافة، فأنا عندما أتحدث عن الدين والثقافة، إنما أتحدث عنهما بنفس المعنى، أي بمعنى أن كلاهما من صنع البشر، وأن كلاهما يمكن إعادة صنعه من قبل البشر!!"(١٢).
إذاً، د. النعيم لا يؤمن بأي دين سماوي، لا الاسلام ولا غيره.. ومع ذلك يزعم أنه جمهوري.. وهو يعلم أن الفكرة الجمهورية تقوم على الاسلام.. على أصول القرآن.. وعلى تقليد المعصوم صلى الله عليه وسلم.. فما هو السبب في هذا الادعاء الذي يناقض كل أقواله؟! إنها الوظيفة!! والنعيم رغم أنه يزعم أنه جمهوري للاعتبارات التي ذكرناها، هو ينقض الفكرة الجمهورية في جميع أسسها.. فكل نقضه للدين هو نقض للفكرة الجمهورية.. ولكن فلنسمعه في بعض الأقوال المباشرة التي ينقض فيها الفكرة.. فهو مثلاً في محاضرة قالت فيها الأستاذة أسماء محمود: "نحن بندعو إلى دولة قائمة على الاسلام" رد عليها د. النعيم بانفعال شديد وقال: "أنا برضو، لأنها الأستاذة برضو اتكلمت عن النقطة دي، برضو بحب أقول أنو مسألة الدولة الدينية وهم!! عبث!! قبيل أنا حاولت أقول الكلام دا.. كونو الزول يفتكرها أنها حقيقة، ما بجعلها حقيقة.. هي ما حقيقة!! هي باطل!! هي وهم!! شفت زي الطفل البتخيل انو في سحّار تحت السرير!! كونو بفتكر انو في سحار تحت السرير،د ما بيعني انو في سحار تحت السرير.. هو مقتنع جداً، ويمكن يكورك لأمه يناديها: تعالي ولعي النور، واقعدي معاي، لانو في سحار تحت!! دي المسألة زي كدا!! المسألة دي انو هي ضد الصورة تماماً.. وهم، وعبث نحن، أي واحد فينا يسكت على القول دا مساهم في خلق العبث دا"(١٣)..
واضح جداً الانفعال.. لاحظ تكرار العبارات: وهم، عبث، باطل..

يقول د. النعيم: "ان الفكرة التي تقول أن القرآن هو المصدر المباشر او الاساسي للتشريع، إنما هي فكرة مضللة، وغامضة، وتسبب اشكالية حقيقية، كما ترون من غموض المصطلح نفسه، وما اليه"(١٤)..
بالطبع هو يتحدث عن الفكرة الجمهورية، فهي الفكرة التي تقول (أن القرآن هو المصدر المباشر و الأساسي للتشريع) ود. النعيم يعلم ذلك تماماً، فهو كثير الحديث عن كتاب أسس دستور السودان.. وقد جاء فيه: "قلنا في كلمة الغلاف أن (أسس دستور السودان) هي (أسس الدستور الإسلامي)، التي يسعى دعاة الاسلام عندنا، وفي الخارج إلى وضعه من غير أن يبلغوا من ذلك طائلاً".. وقد جاء في الاهداء:
"إلى الشعب السوداني الكريم.
هذا دستور (الكتاب) ده نقدمه اليك لتقيم عليه حكومة القانون".. وجاء في النقطة الخامسة من الديباجة، ما نصه: "ليحقق دستورنا كل الأغراض آنفة الذكر، فإنا نتخذه من (القرآن) وحده: لا سيما وأن (القرآن) لكونه في آن معاً، دستوراً للفرد ودستوراً للجماعة، قد تفرد بالمقدرة الفائقة على تنسيق حاجة الفرد إلى الحرية الفردية المطلقة، وحاجة الجماعة إلى العدالة الاجتماعية الشاملة، تنسيقاً يطوع الوسيلة لتؤدي الغاية منها أكمل أداء".
عجيب جداً أمر النفس البشرية.. الدعوة إلى الله ورسوله مضللة وغامضة!! أما الدعوة إلى ترك الدين تماماً وهدم جميع أسسه فهي الدعوة الهادية!! هادية إلى ماذا؟

يقول د. النعيم عن الأستاذ محمود: "ولكن النقطة التي أود أن اؤكدها هنا، هي أن النموذج الذي قدمه الأستاذ محمود كان بدائياً ومتخلفاً بالنسبة لي"(١٥).
ويقول د. النعيم عن المستوى العلمي من الاسلام ما نصه: "أنا عندي، يعني إذا كان نحن بنتكلم عن مصطلح بمعنى يضارب تجربة البشرية منذ أن بدأت حتى اليوم، دا بكون مضلل!! وبكون معتم للرؤية!! الدين بيعني الدين العقائدي.. إذا كان في شيء يتجاوز العقائدية ما هو دين بالمعنى البيهو بنتكلم بيهو.. حقو نسميو تسمية تانية.. ودا بجي من وين؟ وبجي كيف؟ نحن ما عارفين"(١٦)..
فهو ضد الرسالة الأولى وضد الرسالة الثانية معاً.
يقول د. النعيم: "هنالك جدل واسع بين المسلمين الذين أصروا ويصرون، في الماضي، والحاضر على أن فشل المسلمين في المعيشة وفقاً للمُثُل العليا للاسلام لا يجب ان يتخذ ببساطة مؤشر إلى ان المشكلة هي في الاسلام نفسه.. ومن جانبي لا اقبل بهذا الدفع، في ما أحاول عرضه، لأني أتحدث هنا عن الاسلام كما هو مفهوم وممارسة من قبل المسلمين، وليس كما هو في نموذجه المثالي الاعلى"(١٧).. ويقول: "لقد أصابني الارتباك والتشويش نتيجة ادراكي المتزايد أن المشكلة تكمن في الاسلام نفسه، وفي قانونه المتمثل في الشريعة"(١٨).

نحن هنا نسأل الأستاذ علي أحمد إبراهيم سؤالاً بسيطاً: هل الفكرة مضللة وغامضة كما يزعم النعيم، أم أنه يكذب؟

*المراجع:*
(١) من محاضرة ضمن سمنار بعنوان (تقليل المحاباة والأفكار المسبقة) ويدور حول موضوع:
(أمم الشرق الأوسط والمشاكل السياسية)
أقامتها رابطة (ون كولومبوس) في شهر يونيو ٢٠١٢، وهي موضوعة في يوتيوب على الرابط التالي:
http://www.youtube.com/watch?v=2ZyEowmCyao
(٢) المرجع السابق
(٣) المرجع السابق
(٤) من محاضرة للنعيم بجامعة ديوك (Duke University).
المحاضرة على الرابط التالي:
http://www.youtube.com/watch?v=ghnrbuo0xlc
(٥) محاضرة قدمها النعيم بتاريخ ٣٠ سبتمبر ٢٠١٢، ضمن (سيمنار القرآن) الذي استضافته جامعة نوتردام، لمدة عام اعتباراً من ٣٠/٩/٢٠١٢، وكانت محاضرة النعيم أول محاضرة في السيمنار من الساعة ٧:٣٠ الى الساعة ٩:٠٠ مساء.
(٦) المرجع السابق
(٧) المرجع السابق
(٨) المرجع السابق
(٩) الإسلام وعلمانية الدولة ص٣٤
(١٠) علمانية الدولة ص ٤٣٦
(١١) الاسلام وعلمانية الدولة ص ٤٣٥.
(١٢) ذي أميريكان يونيفيرسيتي لو ريفيو (المجلد ٤٤: صفحة ١٣٨٣)
The American University Law Review (Volume 44: 1384)
الرابط:
http://digitalcommons.wcl.american.edu/cgi/viewcontent.cgi?article=1490&context=aulr

(١٣) من ندوة لد. النعيم بواشنطون
(١٤) محاضرة جامعة نوتردام، مذكورة أعلاه.
(١٥) من فيديو بعنوان: أثر الاستاذ محمود محمد طه على مشروع النعيم (مايو ٢٠٠٨) جامعة أوهايو على الرابط:
http://www.youtube.com/watch?v=Qrq1Y34NjBs
(١٦) ندوة الدستور والدستورية في التجربة الأفريقية.. مركز الأستاذ محمود.
(١٧) الاسلام وعلمانية الدولة ص٧٨
(١٨) موقع الجامعة الكاثوليكية في لوفان (كاثوليك يونيفرستي لوفن)
http://www.kuleuven.be/ci/25/cki25annaim.html
Catholic University of Leuven
Honorary doctor Abdullahi Ahmed An-Na’im:
“This distinction confirms the existence of universal human value”.

 

آراء