نظرية المؤامرة و الوقوف ضد حق تقرير مصير شعب جبال النوبة (7-أ)
مؤتمر كاودا ديسمبر 2002م كمحطة هامة فى مسيرة شعب جبال النوبة
قراءة نقدية تحليلية
Gogadi Amoga (امين زكريا)
Gogadiamoga@gmail.com
لاهمية هذه الحلقة عملنا على تقسيمها لجزئين، حيث سنتناول فى الحلقة القادمة برتكول الاقليم و فقا لاتفاقية السلام الشامل (نيفاشا)..
شهد العام 2002م احداث هامة فى مسيرة جبال النوبة النضالية، فقبلها بحوالى ثمانية أشهر توفى القائد/ يوسف كوه، و كان قد تم قبل فترة من وفاته تعيين القائد/ عبد العزيز الحلو كحاكم للاقليم (المناطق المحررة)، و شهدت تلك الفترة عدد من الجولات التفاوضية، كانت اتفاقية سويسرا بين حكومة جمهورية السودان و الحركة الشعبية لتحرير السودان/جبال النوبة، و التى سميت اتفاقية و قف اطلاق النار بجبال النوبة، و تمت بعد اجتماع بدعوة من حكومة سويسرا الكنفدرالية و الولايات المتحدة الامريكية بمدينة بورجنستوك السويسرية بين 13-19 يناير 2002م، و يعتبر الاتفاق جس نبط لحكومة الخرطوم، و اهم ما ورد فيه هو وقف اطلاق النار و العدائيات بين كل القوات فى جبال النوبة بمراقبة دولية لفترة ستة اشهر قابلة للتجديد بهدف ترقية مساعى الوصول لحل سلمى شامل و عادل للصراع، و يضمن وقف اطلاق النار حرية حركة المدنيين و البضائع بما فى ذلك المساعدات الانسانية فى كل ارجاء جبال النوبة. و دون ان نفصل بنود الاتفاقية الا ان اهم ايجابياتها انها فتحت الباب لايصال المساعدات الانسانية لشريحة كبيرة من سكان المنطقة و اوقفت الطيران الحربى للمؤتمر الوطنى الذى استهدف النساء و الاطفال و ادى لمقتل 13 طفل فى فصل تحت شجرة، كما انها جعلت السكان يمارسون حياتهم الزراعية و الانشطة الاخرى بدرجة من الاطمئنان، بجانب التواصل بين شعب جبال النوبة فيما بينهم و العالم الخارجى، و رغم بعض الخروقات التى قام بها المؤتمر الوطنى و مليشات الدفاع الا ان قيادة الجنرال النرويجى و ليامسون للقوات العسكرية المشتركة، و توفر طائرات مروحية و وسائل اتصالات و حركة، ساهمت بصورة كبيرة فى تنفيذ الاتفاق بشكل مرضى لحد ما.
و كان للدور الكبير الذى قامت به قيادة الحركة و منظمة النوبة لاعادة التعمير و التنمية فى الاتصال بابناء جبال النوبة فى الداخل و الخارج و استشارتهم فى كثير من القضايا التى تهم الاقليم اثره البالغ فى توحيد رؤية شعب جبال النوبة للتوحد حول القضايا المصيرية، و قد تصادف ذلك خروج اعداد كبيرة من ابناء الاقليم الى دول المهجر فى اروبا و امريكا الشمالية و استراليا بجانب مصر و لبنان و ليبيا و افريقيا، حيث نشطت روابطهم بصورة كبيرة خاصة رابطة جبال النوبة العالمية بامريكا و تضامن ابناء جبال النوبة فى اروبا، و استطاعت ان تقدم مساعدات فى مجالات متنوعة لا سيما التعليم و الصحة، اضافة الى عكس قضية جبال النوبة عبر عدد من الوسائل سواء كانت الاعلام او مقابلات المؤسسات الامريكية و الاروبية و المصرية و الدولية و غيرها ، و فى امريكا تم ذلك التنيسق مع مركز مكافحة الابادة العرقية و معهد الدبلوماسية متعددة الاغراض بواشنطن و هو مقر مكتب رابطة جبال النوبة العالمية آنذاك. و قد كلفت رابطة جبال النوبة العالمية بامريكا من قبل قيادة الحركة الشعبية للقيام بدور تنسيقى مع النشطاء السياسيين و الطلاب و المرأة فى داخل السودان لتوحيد الصفوف و الضغط دوليا حتى ينال الاقليم حقوقه عبر المفاوضات، التى كان المؤتمر الوطنى يحاول عبرها شق الصفوف لاضعاف الموقف التفاوضى، حيث اثار توقيع الاتفاق الاطارى لبرتكول مشاكوس فى 20 يوليو 2002م، تساؤلات كبيرة فى اوساط الكثيرين من ابناء جبال النوبة، اذ ان المؤتمر الوطنى بعد ضغوط كبيرة وافق على حق تقرير مصير شعب جنوب السودان دون المناطق المهمشة الثلاثة ( جبال النوبة و النيل الازرق و أبيي)، هروبا من قضايا التنوع و فصل الدين عن الدولة، و كان يهدف ايضا لاضعاف الحركة الشعبية لتحرير السودان، من خلال سياسة فرق تسد و استخدام اعلامه فى تخوين شعب جنوب السودان فى التخلى عن رفاق دربهم الطويل، و هى محاولة من المؤتمر الوطنى الغرض الاساسى منها هو شق الحركة الشعبية و اضعافها بصراعات داخلية، مما يمنحه وقتا لتجميع انفاسه حيث انه كان يعيش فى اسوأ حالاته العسكرية ميدانيا و سياسيا بعد مفاصلة القصر و المنشية و محاصرا دوليا دبلوماسيا و اقتصاديا و موضوع فى قائمة الدول الداعمة للارهاب.
ولكن من الناحية الموضوعية استهدف بروتوكول مشاكوس في فقراته التطبيقية خمس قضايا ريئسية اشار اليها الدكتور منصور خالد فى مقال نشر فى 21 يونيو 2003م بعنوان مشاكوس خارطة الطريق الوحيدة لقبول النظام و طنيا و تطهيره دوليا و هذه القضايا هى:
1- قضية السلام العادل.
2- قضية الوحدة الطوعية عبر ممارسة الجنوب لحق تقرير المصير، وبعد فترة انتقالية يعمل فيها الطرفان على جعل الوحدة خياراً مغرياً لأهل الجنوب.
3- قضية الديمقراطية التعددية كمنهج للحكم في الفترة الانتقالية وما تليها من فترات والتأكيد على سيادة حكم القانون والالتزام دستورياً بمواثيق حقوق الإنسان.
4- قضية نظام الحكم خلال تلك الفترة مع توصيف للخطوط العامة لسلطات الكيانات الحاكمة: الكيان الشمالي، الكيان الجنوبي، الكيان الوحدوي (متمثلا فى حكومة الوحدة) مع ترك التفصيلات للتفاوض .
5- قضية الدين والسياسة والتي إستُهل الحديث حولها بديباجة تعترف بأن "السودان قطر متعدد الثقافات و الاعرق و الديانات و اللغات "، وتؤكد أن الدين لن يستخدم كأداة للتفرقة، ولا شك في أن إفراد فقرة خاصة فى البروتوكول للحريات الدينية بدلاً من الاكتفاء بالإشارة إليها كجزء من الحريات المدنية التي تتضمنها مواثيق حقوق الإنسان المشار إليها آنفاً، يعني الاعتراف بأن لتلك القضية أهمية خاصة.
ويضيف د. منصور خالد حول المناطق المهمشة، بأن الصلف السياسي ذهب بالجماعة الحاكمة إلى أن تنسب لنفسها ـ مع كل الخيبات السياسية ـ عصمة تبيح لها سلطاناً يعلو على الإرادة العامة رغم اعتماد دستورها الراهن الإجماع الوطني مصدراً للتشريع. بموجب تلك العصمة حددت الجماعة الحاكمة للناس خطوط حمراء في المأكل والمشرب والملبس والحل والترحال لا يتجاوزونها أبداً وتطبق في كل أقاليم الشمال والجنوب التي يسيطر عليها النظام. ورغم أن تلك الخطوط الحمراء قد رُسِمت، كما قيل، وفق أحكام الشريعة، إلا أنها طبقت على المسلم دون ضوابطها الشرعية، وعلى غير المسلم دون حجة أو مشروعية. فلا عجب أن كان من أهم نقاط الخلاف حول حقوق المناطق المهمشة (خاصة جبال النوبة والنيل الأزرق) موضوع القوانين التي تحكم هذه المناطق و ضرورة توافقها مع رغائب اهلها و عاداتهم و ارادتهم الحرة. تلك القوانين الجائحة أُلحِقت في واحد من هذين الإقليمين (جبال النوبة) بفتاوي نسبت للإسلام وهي تسئ إليه بالغ الإساءة مثل الفتوى التي أصدرها، بإيعاز من النظام، أئمة المساجد بالأبيض في 27/4/1992 يكفرون فيها مسلمي جبال النوبة الذين انضموا للجيش الشعبي ويبيحون سبيهم ومصادرة أموالهم. لهذا، عندما يقول المتحدثون باسم النظام في مفاوضات السلام أن نظامهم لن يتراجع أبداً عن تطبيق الشريعة في الشمال بما فيه هذين الإقليمين، فأنه يتجاهل أن أنظار المتحدثين باسم هذه المناطق لا تتجه إلى شئ وهمي اسمه الشريعة، وإنما تتجه تواً إلى الممارسات التي لم يعرفوا معها دعة، وإلى القوانين التي لم يعرفوا معها أمناً، والتي طرأت عليهم في هذا العهد.
من جانب آخر، نقدر أن أهل الجبال وجنوب النيل الأزرق لا يرغبون في الانفصال عن دولة السودان. كما أعلنت الحركة أنها لا تعتبر هاتين المنطقتين جزءاً من الجنوب الجغرافي (حسب التعريف السائد لحدوده منذ
اول يناير 1956) لهذا، فلئن طالب الإقليمان بالانضمام إلى الكيان الجنوبي خلال الفترة الانتقالية، ووفق ما سيقرره أهلوهما طواعية (عبر استفتاء)، فلا يجب أن يفهم هذا إلا في ظل المعطيات السياسية الراهنة:
أولاً ظل الإقليمان يحاربان كجزء لا يتجزأ من الجيش الشعبي ولهذا تصبح قضيتهما السياسية أيضاً جزءاً لا يتجزأ من معادلة السلام.
ثانياً يُقَدِر أهل المنطقتين الذين شاركوا أهل الجنوب الضراء، أن الجنوب سيحظى بعناية خارجية خاصة خلال الفترة الانتقالية، إلى جانب الثروة الجديدة التي مَنَ بها الله عليه، ولهذا يتمنون أن يكون لهم نصيب أيضاً في السراء و إلا "طلعوا من المولد بدون حمص".
فالحكمة تقضي بأن يحرص الحاكم أو السياسي الشمالي على إدراك ما يدفع أهل هاتين المنطقتين إلى المواقف التي يتخذون، ثم التعامل مع تلك المواقف بناءً على هذا الإدراك. ولربما تقضي الانتهازية الواعية أيضاً بالتجاوب في نهاية الأمر، مع ما يطالب به أهل المنطقتين أولاً لأنه لا يضير كثيراً أن تبعت المنطقتان الكيان الجنوبي أو الشمالي إن بقى السودان موحداً. وثانياً لأن اضافة الثقل السكاني الكبير لأهل جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق إلى الكيان الجنوبي سيرجح كفة دعاة الوحدة عند ممارسة تقرير المصير (انتهى الاقتباس من د. منصور خالد).
واقع الحال كان يقول ان عقلية المؤامرة الاسلاموعروبية الشمالية دائما تفترض الغباء فى الاخرين، و تدعى معرفة مصالحهم اكثر منهم، و بالتالى حينما فشل المؤتمر الوطنى فى الخطة (أ) الرامية الى شق الحركة الشعبية عبر سناريو مشاكوس الذى اعتبرته الحركة الشعبية مكسبا حتى و لو كان جزئيا، لان تحرير و استقلال ما يقارب ثلث السودان من قبضة المستعمرين الجدد افضل، و طالما النوبة شاركوا فى تحرير جنوب السودان فحتى لو انفصل الجنوب فسوف يكون موطنا آخر للنوبة فى السراء و الضراء، و الحقيقة الاخرى ان لم تاتى الوفاة المفاجأة للدكتور قرنق و طبقت اتفاقية السلام على افضل صورة فربما لن يقع الانفصال، ثم ان الجنوب و جبال النوبة و النيل الازرق، كان وجودهم بالحركة الشعبية ممرحل بمعنى ان البداية كانت بالجنوب كامتداد طبيعى لحركة الانانا منذ الخمسينيات و ان هنالك اصواتا تنادى بالانفصال فى كل مراحل نضال الجنوب بما فيها من هم داخل الحركة الشعبية لتحرير السودان، و رغم تشابه ظروف الظلم و التهميش، الا ان كل اقليم او جبهه لها خصوصيتها و ظروفها و مصالحها و معطيات ملعبها السياسى رغم ايمانهم بمنفستو السودان الجديد، و ما يؤكد ذلك ان جبال النوبة حينما عزلت دوليا و حرمت من برنامج شريان الحياة و كان هنالك نقص كبير فى العتاد العسكرى و غيره، جمع القائد/ يوسف كوه شعب جبال النوبة فى المناطق المحررة، ليتفاكروا فى وقف النضال او مواصلته و ترك لهم مطلق الحرية فى اختيار القرار الذى يناسبهم، و بعد نقاشات متنوعة حسمت امرأة فى جبال النوبة الامر بانهن كنساء سيواصلن النضال اذا ما قرر الرجال عكس ذلك، فقرر الجميع مواصلة النضال. لذلك حينما فشلت الحيل التآمرية للمؤتمر الوطنى عبر بوابة مشاكوس، لجأ للخطة (ب) و هى شق صفوف النوبة و كل سكان الاقليم عبر قيام المؤتمرات والاجتماعات داخليا و افريقيا و التعبئة الاعلامية ، بجانب استقطاب ضعاف النفوس و وعد بعض الاحزاب و الافراد فى المنطقة بمساندة مخططه المسيئ للحركة الشعبية على ان يمنحههم نصيبا فى السلطة اذا ما ساندوه ضد ارادة شعب الاقليم فى المناطق المحررة و الخارج و بعض المناضلين فى الداخل، فعقدت اجتماعات فى القصر الجمهورى كنا نعلم ادق تفاصيلها و اجتماعات فى ما يسمى المجلس الانتقالى للسلام كنا نتحصل على محاضرها كما هى و حتى اجتماعات البيوت ودور الاحزاب و مؤتمر كمبالا لاحقا و جولات و صولات و اجتماعات الوفود فى كينيا و غيرها كانت تصلنا ادق تفاصيلها. و تبنينا فى رابطة جبال النوبة العالمية بالتنسيق مع القائد/ عبد العزيز الحلو و منظمة النوبة للاغاثة و اعادة التعمير قيادة خط ايجابى لتبنى الحقوق المشروعة لشعب جبال النوبة وتنظيماتهم خارجيا و داخليا و كلفنا بترتيب تلك الحوارت بحكم معرفتنا بكل القيادات الشبابية و الطلابية و النسوية و الادارات الاهلية و الحزبية فى الداخل لتكوين رؤى مشتركة و موقف تفاوضى قوى داعم لمستقبل و مصير جبال النوبة، و قد خصص القائد/ الحلو يومين فى الاسبوع للاتصال المباشر معه بمشاركة أنقوكا لندى جكارى (النجومى المكى سابقا) و كومى الاعيسر (محمد اسماعيل سابقا) و تيو دود العسل (طالب حمدان) و اسعد كومى و أحمد فضل المولى (طورش) و احيانا شالوم ديكا ( سالم الياس سابقا) و شخصى قوقادى اموكا (امين زكريا سابقا)، و كنا نناقش مع اعضاء الحركة الشعبية و الرابطة من ابناء جبال النوبة المتواجدين فى امريكا و بعض الدول الاخرى و ذلك بغرض التشاور فى العديد من القضايا بما فيها التحركات على المستوى الدولى و طرح المؤتمر الوطنى حل ولاية غرب كردفان لاحقا و وحدة كل شعب الاقليم بمختلف اثنياتهم و الوان طيفهم السياسى حول القضايا المصيرية للاقليم...الخ. و كنا نتحاور حتى مع المختلفين سياسيا مع الحركة الشعبية و المعاد انتاجهم و المغيبين!!!
و صدرت العديد من البيانات فى عام 2002 كان اهمها البيان الاتى:
بيان مشترك الى المجتمع الدولى ووسطاء مبا حثات السلام السودانية
بسم الله و بسم الوطن
تنظيمات و روابط جبال النوبة السياسية والاجتماعية داخل السودان و دول المهجر
نريد أن نوضح ان ابناء جبال النوبه فى تاريخهم القديم والحديث لم يختاربأرادتهم الأنتماء للشمال العربى المسلم, حيث كانت منطقة جبال النوبة ضمن المناطق المقفولة خلأل فترة الأستعمار بجانب جنوب السودان الجغرافى و جنوب النيل الأزرق - حيث تمثل هذه مجتمعة الجنوب السياسى, ولم يشارك احد من ابناء جبال النوبة فى وضع مسودة استقلأل السودان فى 1956, أو المساهمة فى اى دستور او قانون سودانى حتى الأن.
و كما أوضحنا رؤيتنا كتنظيمات سياسية و اجتماعية حول مباحاثات السلأم ووضعية جبال النوبة خلأل الست سنوات القادمة كل بصورة منفصلة، الأ اننا عزمنا ان نصيغ رؤانا موحدة فى هذا البيان تعبيرا عن ارادتنا و استجابة لتطلعات القواعد السياسية و الأجتماعية و ذلك على النحو الأتى:-
1- ابناء جبال النوبة ناضلوا تاريخيا وسياسيا وعسكريا ومازالوا يناضلون بعشرات الالاف فى صفوف الحركة الشعبية و الجيش الشعبى لتحرير السودان فى كافة الجبهات الاستوائية،بحر الغزال،اعالى النيل جنوب النيل الازرق وشرق السودان وجبال النوبة. كل ذلك دفاعا عن النفس من التطهير العرقى و الابدال السكانى و تحقيقا للحريات و خاصة الدينية، و احتجاجا على التهميش التنموى و السياسى الذى وقع على المنطقة.
2- قضية جبال النوبة لا يمكن فصلها عن قضية جنوب السودان السياسى و جنوب النيل الازرق و ابيى نسبة للارضية الافريقية و النضال السياسى و العسكرى التاريخى المشترك و المعاناة والتهميش و الابادة العرقية و انتهاكات حقوق الانسان و الاضطهاد العرقى والدينى من كل الانظمة الشمالية العربيه الاسلامية التى حكمت السودان مما ادى الى فقدان الثقة مع الشمال العربى الاسلامى و خاصة مع حكومة الجبهة الاسلامية المتطرفة. كما ان الحكومة تريد ان تفصل قضية جبال النوبة والنيل الازرق و ابيى عن قضية الجنوب السياسى لكى يسهل لها لعب دور فى خلق خلافات بين المجموعات الافريقية خلال الفترة الانتقاليه
و إضعافها و من ثم الانقضاض عليها فى النهاية (سياسة فرق تسد). و كذلك للنيل من حرية المجموعات الافريقية، و المسخ الثقافى باستخدام كل الوسائل التعليمية و الاعلأمية او بالابادة العرقية و تفريغ المنطقة و الاسترقاق و التهميش السياسى و التنموى و السيطرة على موارد المجموعات الافريقية و استغلالها فى اغراض الحرب الابادية(فهم يريدون الارض و ليس سكانها).).
3- حكومة الجبهة الاسلامية مازالت و حتى الان و بعد توقيع اطار مشاكوس تصف جميع ابناء النوبة غير المنتمين لها بالداخل بالطابور الخامس "الداعم للحركة الشعبية" و المتواجدين بالخارج بعملاء امريكا والغرب، كما ترفض و بصورة منظمة توظيف ابناء النوبة و خاصة الخريجين و اهمالها المتعمد و التام للطلاب و التعليم فى المنطقة و خارجها. فهى حكومة فاقدة للمصداقية و مستغلة لوسائلها الاعلامية فى تضليل الرأى العام.
4- حكومة الجبهة الاسلامية لجات الى الدول العربية لمساعدتها بحجة انها تحمى الامن القومى العربى و الاسلامى و تقويتها فى هذا الجانب، مما يعنى بصراحة و وضوح تأليب العنصر العربى الشمالى الذى يشكل اقليه فى السودان لقهر المجموعات الافريقية الاخرى المشكله للاغلبيه و اخضاعها بالقوة و هذا امر يؤدى الى تزايد حدة الصراع مستقبلا ونقله الى صراع عربى افريقى.
5- حكومة الجبهة الاسلامية لديها مرامى خبيثة ورا ء فصل قضية جبال النوبة من جنوب السودان السياسى و ذلك لكى يسهل لها الانفراد بجبال النوبة والانقضاض الكامل عليها و ابادة و ابدال سكانها او تبعيتها الكاملة بالقوة للشمال العربى المسلم و كذلك النيل الازرق و ابيى.
6- حكومة الجبهة الاسلامية تدرك انها فقدت السيطرة الكاملة على الجنوب الجغرافى الغنى بموارده البترولية والغابية و المائية و الحيوانية ....الخ و ذلك من خلال التوقيع على الاطار العام لمشاكوس والاقرار بحق تقرير المصير، لذلك لجات الحكومة للتعريف الجغرافى للجنوب حتى تتمكن من السيطرة على اقليم جبال النوبة الغنى بموارده البشرية و البترولية و الحيوانية و الغابية و المعدنية خاصة اليورنيوم الموجود بكميات كبيرة فى منطقة ميرى(مرفق صورة من الدراسات العلمية لذلك)، و قد افتعلت الحكومة
مشكلة فى الاسابيع الماضية حينما قامت القوات المشتركة الدولية (جى ام سى) فى تشييد مدرسة بمنطقة ميرى ، مما يؤكد ان الحكومة ترفض قيام اى نهضة تعليمية فى المنطقة كما ترى ان تواجد القوات المشتركة فى المنطقه سيكشف من مخططاتها للاستيلأء على اليورانيوم و استخدامه مستقبلأ فى اغراض مدمرة للانسانية, و لذلك فهى متمسكة بجبال النوبة بهدف نهب مواردها و استغلألها مستقبلا استغلالا غير رشيد خاصة فيما يتعلق بصناعة الاسلحة الكيمائية و البيولوجية و الجرثومية و النووية .. الخ, مما يمهد لها الطريق لاعادة السيطرة وفرض نفوذها من جديد ليس على جنوب السودان الجغرافى فحسب بل على افريقيا كافة.
7- حكومة الجبهة الاسلامية ترفض ان يحكم ابناء جبال النوبة المنضويون تحت لواء الحركة اقليمهم، كما ترفض ان تشارك تنظيمات جبال النوبة السياسية بالداخل فى حكم المنطقة والمشاركة فى الحكومة المركزية باجهزتها السياسية و التنفيذية فى الفترة الانتقالية و ذلك لكى تمرر سياساتها فى المنطقة بالطرق التى تراها مناسبة معها، وهو امر مرفوض لدى القاعدة العريضة السياسية والشعبية والعسكرية من ابناء جبال النوبة. واذا لم يضع المجتمع الدولى هذا الامر فى الاعتبار سوف يكون شرارة حرب من جديد مستقبلا أكثر ضراوه.
8- حكومة الجبهة الاسلامية قتلت و شردت و هجرت ابناء النوبة و فصلت الكثيرين و دمرت كل مؤسسات المجتمع المدنى و البنيات التحتية وصفت المؤسسات الاقتصاديه لجبال النوبة, بل واباحت دماء النوبه وسبى نسائهم واطفالهم واغتنام ممتلكاتهم من خلال اعلان الجهاد و قامت بتوطين بعض العناصر الجدد غير النوبية، و تسعى الان الى عدم عودة الشباب المثقف و الطلاب للمنطقة فى محاولة للابدال السكانى و تغيير مسمى المنطقة لكى تؤكد للرأى العالمى ان المجموعات غير النوبية هم الاكثر عددا فى المنطقة و هذا امر مجافى للحقيقة و الوقائع التأريخية.
9- تعمل حكومة الجبهة الاسلامية بالخرطوم جاهدة لشق صفوف أبناء جبال النوبة سياسيا واجتماعيا و ذلك بأستقطاب القليل من العناصر الهشة و النفعية و اغرائها ماليا و سياسيا مستغله فقرهم وعدم الوعى السياسى عند البعض الذى تسببت فيه والتطلعات السياسيه الوهميه للبعض الاخر لعكس رؤى مضادة لاراء النوبة الجماعية الرافضة للتبعية للشمال العربى المسلم فى الفترة الانتقالية.
10- حكومة الجبهة الاسلامية ترمى الى قطع كل الأتصالات بين ابناء النوبة بالداخل و دول المهجر و الحركة الشعبية لتحرير السودان/ جبال النوبة فى محاولة لخلق نوع من التباعد الفكرى بين ابناء جبال النوبة حول القضية مستغلة امكاناتها المالية و الاعلامية فى ترويج الاشاعات و الاكاذيب عن عدم تلاقى الافكار الجماعية للنوبة و هذا امر مرفوض. فهنالك تنسيق جماعى موحد لمعظم المجموعات السياسية و الاجتماعية بالداخل و الخارج.
لذلك يرى ابناء جبال النوبة الاتى:-
1- عدم فصل قضية جبال النوبه عن جنوب السودان السياسى فى الفترة الانتقالية, و ان يحكم ابناء جبال النوبة المنضوين تحت لواء الحركة الشعبية و الجيش الشعبى لتحرير السودان و التنظيمات السياسية الممثلة للمنطقة اقليمهم بجانب مشاركتهم الفاعلة فى الحكومة المركزية باجهزتها السياسية و التنفيذية. و ان اى محاولة للفصل تعنى تحقيق طموحات حكومة الجبهة الاسلامية فى الخرطوم و لا تساهم فى جلب الاستقرار السياسى فى السودان، لان نظام الجبهة الاسلامية سيطبق اجندة الاسلمة و التعريب و السيطرة فى السودان و الامتداد الى افريقيا و الى دول العالم الاخرى، كما ان الوضع الديمقراطى لا يمكن الوصول الية اذا سمح المجتمع الدولى بتجزئة قوى السودان الجديد مما يطيل امد الحرب و معاناة الشعب السودانى.
2- الرفض التام لمناقشة قضية جبال النوبه خارج الاطار العام لمشاكوس و ذلك لاشتمالها تعريف حدود جنوب السودان السياسى و ليس الجغرافى و هذا بالضرورة يتضمن جبال النوبة و جنوب النيل الازرق و منطقة ابيى. لذلك يرى النوبة ا همية سد الطريق للمد و السيطرة العربية الاسلامية التى تشكل اقلية فى حالة تماسك وحدة قوى السودان الجديد.
3- ترى تنظيمات ابناء جبال النوبة ان بعض النداءات الاخرى بفصل قضية جبال النوبه عن جنوب السودان السياسى و مناقشتها خارج اطار مشاكوس هى نداءات حكوميه مغلفه برؤى افراد نفعيين وماجوريين من نظام الجبهه الاسلاميه المتطرف.
4- ترى تنظيمات جبال النوبه أن قبول مناقشة قضية جبال النوبه خارج مشاكوس، سيكون جريمه فى حق شعب النوبه ووقوفا ضد حقوقه وارادته المشروعه وفقا للقوانين والاعراف الدوليه.علما بان اساس مباحثات السلام السودانيه الحاليه مدعومة بمبادرة السناتور جون دانفورث مبعوث الرئيس الامريكى جورج بوش بين الحركه الشعبيه والحكومه اتخذت جبال النوبه( الحركه الشعبيه والجيش الشعبى لتحرير
السودان) كاختبار حقيقى للطرفين ونواة للحل الشامل والعادل للسلام فى السودان المطروح الان فى
مشاكوس، لذلك من المنطق ان تناقش قضية جبال النوبه داخل مشاكوس.
5- ترى تنظيمات جبال النوبة ان حكومة الجبهة الاسلامية و بعد التوقيع على مشاكوس فى 20 يوليو 2002 لم تغير من مواقفها المتطرفة فى اتجاهات الاسلمة و التعريب و الجهاد و تطبيق الشريعة الاسلامية فى شمال السودان العربى الاسلامى، لذلك يرفض النوبة كمجموعات غير عربية و تدين مجموعة كبيرة من سكانه بالمسيحية و الديانات المحلية تطبيق تلك القوانيين، اذ ان النوبة هم أكثر المجموعات التى تضررت من تلك القوانيين منذ تطبيقها عام 1983م.
6- ان شعب جبال النوبة يطالب بحق تقرير المصير:
أ- على أن تكون جبال النوبة منطقة ذات حكم ذاتى فى الفترة الانتقالية و يحكمها ابناء جبال النوبة المتواجدين بالجيش الشعبى و التنظيمات السياسية الممثلة للمنطقة، على ان يتم تمثيلهم بفعالية فى تشكيل الحكومة المركزية و اجهزتها التشريعية و التنفيذية و اقتسام الثروة، و يحق لشعب جبال النوبة بعد نهاية الفترة الانتقالية فى حال انفصال الجنوب، الاستفتاء للتصويت حول الانتماء للجنوب او الشمال او قيام دولة مستقلة فى الاقليم.
ب- حماية دولية تحت البند السابع لفترة زمنية تحدد، مصحوبة بتنمية فى كافة المجالات على ان يدار الاقليم بواسطة الحركة الشعبية و تنظيمات الاقليم و مشاركة فاعلة مركزيا، على ان يتضمن خيارات الاستفتاء للانتماء للجنوب او الشمال او قيام دولة مستقلة فى جبال النوبة.
كان هذا البيان فى شهر اغسطس عام 2002 حيث وقع علية 18 منظمة و تنظيم سياسى لابناء جبال النوبة فى الداخل و الخارج، و مهدت هذه الرؤية بجانب تعقيدات التفاوض، الى زيارة الجنرال سمبوى كبير مفاوضى الايقاد وبعض الوسطاء الى جبال النوبة، حيث ذكر بالحرف الواحد انه بعد مشاهدته لعدد و تدريب الجيش الشعبى فى جبال النوبة بالاضافة للبيانات المنفردة و البيان الجماعى، حيث ذكر سمبوى انه لم يكن يتوقع ما سمعه و قراءه و شاهده بعينه، وانه كجنرال لاول مرة يتخوف، ذاكرا ان هذا الشعب يجب ان تحل قصيته بصورة عادله، و الا ان السودان لن يشهد سلاما اذا لم يحقق هذا الشعب تطلعاته و طموحاته، و نقل سمبوى هذا الامر للمفاوضيين من نظام الخرطوم و الحركة الشعبية لتحرير السودان و الوسطاء و المراقبيين الدوليين.
لتحويل الوحدة حول الحقوق المشروعة الى واقع عملت قيادة الحركة بالاقليم لقيام مؤتمر كل النوبة الذى عقد فى مطلع ديسمبر 2002، و كان للدور الكبير الذى لعبته منظمة النوبة لاغاثة و التنمية و اعادة التعمير بقيادة الرفاق نيرون فلب اجو و رمضان حسن نمر و لازم سليمان و اخرين، احد اسباب نجاحه، و قد كان شعاره الاساسى ان لشعب جبال الحق فى تقرير مصيرهم، فهو مؤتمر تاريخى حضره الغالبية العظمى من سياسى جبال النوبة يتقدمهم الاب فلب غبوش و الاستاذ محمد حماد كوه البروفسير الامين حموده و الاستاذ يوسف عبدالله و كل قيادات الحزب القومى و اتحاد عام جبال النوبة و منظمات المجتمع المدنى و الشباب و الطلاب و المرأة فى الداخل و الخارج من اروبا و امريكا، و بعض السياسيين و قدامى نواب البرلمان و الوالى السابق باب الله بريمة و الفريق عوض سلاطين، و سبق المؤتمر المئات من خريجى الجامعات و المعاهد العليا من الشابات و الشباب للتدريب العسكرى و العمل فى الادارات المدنية تطوعا. كما شاركت المرأة و الرجل بتمثيل شمل كل مناطق جبال النوبة المحررة.
و تميز هذا المؤتمر بحضور قيادات كبيرة من يوغندا و كينيا و المناطق المحررة بالحركة الشعبية يتقدمهم الدكتور جون قرنق و د. بيتر أدوك و القائد ادوار لينو و القائد مالك عقار و القائد دانيال كودى و القائد تعبان دينج و القائد اسماعيل خميس و القائد أليو و القائد ياسر عرمان و الدكتورة سوسن محمد المكى بجانب حاكم الاقليم القائد عبدالعزيز الحلو و قيادات عسكرية و سياسية جاءت من الاقليم و خارجه بالاضافة الى الجنرال و ليامسون قائد القوات المشتركة و عدد كبير من المراقبين الدوليين.
فما هى الاهداف الاساسية لذاك المؤتمر :
1- توحيد رؤية شعب جبال النوبة حول موقف تفاوضى موحد.
2- طالما الحركة الشعبية لتحرير السودان هى المفاوض الوحيد الذى عبر انتصاراته عسكريا و الضغط الدولى ارغمت المؤتمر الوطنى للجلوس لطاولة المفاوضات فكان لا بد ان تناقش الحركة الشعبية جذور المشكلة مع القيادات السياسية للاقليم ، و الحصول على تفويض للدفاع عن القضايا المطروحة على طاولة المفاوضات.
3- المطالبة بحق تقرير المصير لشعب الاقليم و هو الشعار الاساسى الذى ارتداه المؤتمرين فى فنايلهم.
4- توحيد 3 من احزاب الحزب القومى السودانى بجانب اتحاد عام جبال النوبة .
5- قضايا الارض و حقوق الانسان و المرأة و اللغات و الثقافة ...الخ.
قسم المؤتمر الى لجان و سكرتاريات بصورة منظمة و قد كان لنا شرف التكليف لادارة المؤتمر بجانب العميد موسى عبد الباقى رئيس مجلس التحرير آنذاك و العميد كوجا توتو (مريم يوحنا سابقا) احدى مسئولات المرأة و شخص آخر، و تم نغطية المؤتمر بصورة اعلامية كبيرة و شكلت فرقة موسيقى الجيش الشعبى و المورلات و غيرها من الفنون و التراث ابعادا مميزة.
و اهم ما خرج به المؤتمر:-
1- الاتفاق حول المطالبة بحق تقرير المصير بعد مناقشة جذور المشكلة تاريخيا و القضايا المطروحة و تعنت المركز فى التعامل بجدية مع قضايا الاقليم بل السعى لابادتهم و ابدالهم سكانيا، و يجب مواصلة النضال بكل الطرق للوصول الى طموحات شعب الاقليم بكافة مجموعاته الاثنية.
2- اندماج اربعة احزاب فى حزب سياسى واحد تحت الحزب القومى السودانى المتحد برئاسة الاب فلب عباس غبوش و نيابة الاستاذ/ محمد حماد كوه، و البرفسور الامين حموده دبيب و الاستاذ/ يوسف عبدالله جبريل، بعد اجتماع مغلق و مطول اداره القائدان دانيال كودى انجلو و ادوارد لينو ابيي و كنت حضورا، و تم تكليف الرفيق ادوار لينو و شخصى لصياغة خطاب وحدة الاحزاب و عرضه لهم لاعتماده، حيث قرأه القائد لينو للمؤتمرين و سط لحظات تاريخية كبيرة امتزجت ببكاء مدنيين و عسكريين رجالا و نساء (سوف نكتب بتفاصيل ادق لاحقا عن تلك اللحظات).
3- طالما كن التفاوض محصورا بين نظام الخرطوم و الحركة الشعبية، فوض المؤتمرون الحركة الشعبية لتحرير السودان و الدكتور جون قرنق فى حالة التفاوض المغلق بينه و على عثمان للتفاوض نيابة عنهم استنادا على مقررات المؤتمر، و ان يكون للحزب القومى السودانى دورا استشاريا مثل فيه فى جولات التفاوض كل الاب فلب غبوش و الاستاذ محمد حماد كوه و الاستاذ عبد الرضى عجبنا و الباشمهندس عثمان عبدالله تيه، و كانت لهم ادوارا ايجابيه رغم تعنت المؤتمر الوطنى فى العديد من الملفات.
3- خطاب د. جون قرنق ديمبيور كان حدثا تاريخيا ذاكرا مآثر الاستاذ يوسف كوه مكى و شهداء شعب جبال النوبة فى كافة جبهات القتال لا سيما جنوب السودان مؤكدا لولا صمود شعب جبال النوبة فى وجه الانقسامات التى حدثت فى التسعينيات، لم يكن فى هذه اللحظة و جودا فاعلا للحركة، مشيرا الى ان النوبة الذين و قفوا معه فى النضال و القتال سوف لن يخذلهم فى الكلام ( التفاوض)، و بعدها اجتمع د. جون قرنق اجتماعا مغلقا مع ثمانية من قيادات متنوعة من جبال النوبة و كان لنا شرف حضور ذاك الاجتماع.
4 - البيان الختامى كان شاملا لاهم مقررات المؤتمر، مؤكدا فى دبياجته، انه و منذ انهيار مملكة كوش و مماليك النوبة، هى المرة الاولى التى يجتمع فيها شعب جبال فى اراضية المحررة و بارادة حره للنظر فى مستقبلة، و قد كلف المؤتمر الرفيق ياسر عرمان و شخصى لصياغة البيان الختامى الذى تلاه للمؤتمرين الاستاذ محمد حماد كوه، و سط لحظات تاريخية و تلاحم نادر بين كل مكونات الحضور عسكريين و مدنيين.
5- شهد المؤتمر حضور دولى و اقليمى كبير و تم تغطية المؤتمر تغطية إعلامية
كبيرة مباشرة و بالاتصالات بكافة الوسائل عبر الاذاعات و القنوات و الصحف و الصفحات الالكترونية و غطى دوليا عبر الندوات و الاجتماعات و مهد لمؤتمرات اخرى على مستوى الاقليم والعالم. و اصبحت قضية شعب جبال النوبة محورية و ذات اهمية دولية، و كانت المرة الاولى فى تاريخ حضور وفود الحركة الشعبية لتحرير السودان الى امريكا ان يحضر قائدا من جبال النوبة لامريكا ممثلا فى حاكم الاقليم القائد/ عبد العزيز ادم الحلو فى وفد مكون من القائ/ د نيال دينج نيال و شخصه، بمبادرة امريكية حضر فيها وفد مواز من نظام الخرطوم و كان ذلك فى ديسمبر 2002م اى بعد ايام من انعقاد المؤتمر، و وجدت تلك الزيارة التى مدها الحلو لفترة بعد المباحثات الرسمية ترحيبا و تنسيقا و انشطة كبيرة من رابطة جبال النوبة العالمية بامريكا.
و نواصل ...
Gogadi Amoga
محاضر جامعى سابق- باحث اجتماعى و انثروبولوجى.
الموافق 21مايو 2012- أمريكا.