هل كانت ثورة جوع أم وعي !!؟؟
مزمل عليم
29 January, 2023
29 January, 2023
💢 كما يحلو لي 💢
mozaart87@gmail.com
- عندما إندلعت ثورات الربيع العربي الأولي في كل البلدان كان هناك سببان الأول رئيسي وظاهر وهو سوء الأوضاع الإقتصادية لجميع هذه الدول وكانت شرارة البداية بإحراق الشاب التونسي محمد البوعزيزي لنفسه إحتجاجاً علي سوء الأوضاع وعدم حصوله علي وظيفة ومن هنا كانت بداية ثورة (الياسمين) وتبعتها بعد ذلك أغلب البلدان العربية ، وهي بكل تأكيد ثورات مبررة للتدني الإقتصادي الكبير الذي حدث لكل شعوب المنطقة العربية تحديداً بعد فترة الأزمة الإقتصادية العالمية في العام 2008 .
- السبب الثاني والخفي لإندلاع ثورات الربيع العربي هي وجود خطة غربية مسبقة لتغيير خارطة الأنظمة الحاكمة في منطقة الشرق الأوسط وإستبدالها بأنظمة أكثر فشلاً وشمولية ومن يظن ان تلك الثورات اندلعت بصورة تلقائية يجب ان يراجع ترتيب الأحداث جيداً فمقارنة أوضاع تلك الدول في فترة ما قبل وبعد الثورات نري الفارق الكبير في الإنهيار الذي حدث بكل قطاعات ومرافق تلك الدول لتتحسر الشعوب علي فترات الأنظمة القديمة ..
- تأخرت الثورة السودانية قليلاً عن مثيلاتها في البلدان الأخري مع ان الشرارة الأولي قد بدأت في العام 2013 إلا ان قوة وبطش نظام الإنقاذ في تلك الفترة قد اطفأ إندلاع الثورة السودانية مبكراً بالإضافة لثبات المستوي الإقتصادي نوعا ما في البلاد .. لنعود بعدها لموجة ثورات الربيع العربي الثانية وهذه المرة بالذات كان السبب الأساسي هو تدهور الأوضاع الإقتصادية متمثلة بصورة مباشرة في زيادة أسعار الخبز لتنطلق الثورة من مدن السودان المختلفة مثل الروصيرص وسنار وعطبرة والقضارف وبورتسودان قبل العاصمة الخرطوم ، فالجميع كان ينشد تحسين الأحوال المعيشية والإقتصادية ومحاربة الفساد الذي استشري واضحي ظاهراً في كل مرافق الدولة .. ليظهر لنا الساسة بعد ذلك ليقودوا المشهد الثوري وتتم تحديد الأهداف من التحسين الإقتصادي الي تحقيق الوعي السياسي للشعب السوداني وهو أمر جميل لكن يأتي بعد تحقيق الأمان الإقتصادي للشعب السوداني .. فبعد الإطاحة بنظام الإنقاذ كان حمدوك ومن هم برفقته امام فرصة تاريخية لا تتكرر كثيراً للدخول للتاريخ من اوسع ابوابه اذا ما إهتموا فقط بإنتشال المواطن السوداني ما ضائقة الأحوال الإقتصادية التي بدأت في أواخر أيام نظام البشير .. فتوفير الخبز بإسعار مناسبة بالإضافة لتحسين الخدمات العلاجية في المستشفيات الحكومية بأسعار رمزية والإهتمام بميزانية التعليم الحكومي بكل مستوياته كانت ستكون بمثابة كلمة السر التي ستعبر بحمدوك ورفاقه بكل سهولة وسيحقق بعدها الإنتصار الذي كان ينشده لنا في كل خطاباته إبان فترته .
- ولكن للأسف تدهورت الأوضاع الإقتصادية بصورة مضاعفة عن فترة حكومة الإنقاذ البائدة لنسمع خطابات مفادها من بعض قادة الأحزاب السياسية مفادها بأن الثورة كانت للوعي وليس بالخبز وحده يحيا الإنسان !! وتناسي هؤلاء انفسهم قولهم عندما كانوا في وضع المعارضة بأن الإنقاذ هي سبب الفشل والتدهور الإقتصادي وإذا سقطت الإنقاذ سينعم الشعب السوداني بالرخاء والنماء و .... الخ .
- قام الشعب السوداني بثورة جبارة وقوية واصبحت مضرب مثل لجسارتها وشجاعتها (لتسرق) بعد ذلك بكل سهولة امام أعين الجميع والشعب يعاني من السحل والتنكيل الإقتصادي والمعيشي وإنتشار الجريمة بصورة كبيرة وذلك نتاج طبيعي للفقر الحاد الذي انتشر وسط طبقات المجتمع .. لا تحدثونا عن الوعي والمدارس الحكومية أصبح الإغلاق لها سمة اساسية طوال العام !! بسبب إضراب المعلمين لأجل رفع رواتبهم وتارة بسبب سوء الأحوال السياسية ،، لا تحدثونا عن الوعي والعلاج في المستشفيات الخاصة أصبح لطبقات بعينها في المجتمع والمشافي الحكومية واقفة كالأطلال البالية !! ،، لا تحدثونا عن الوعي و ممارسة الرشاوي (علي عينك يا تاجر) في أغلب مرافق الدولة الحكومية ،، لا تحدثونا عن الوعي وقد تبدلت جميع الأحوال للأسوأ ..
- خرج الشعب السوداني في 19 ديسمبر 2018 من اجل إرتفاع اسعار الخبز وغلاء الأسواق فكانت النتيجة ان إزدادت الأسواق وإزداد الخبز ولا يزال كل شيء في طريقه للإزدياد ليأتي أحدهم وبكل بساطة ليحدثنا عن الوعي .. !!
- يتحدث الجميع عن عودة المياه الي مجاريها في هذا الإتفاق المسمي بالإطاري بين الأطراق المتفقة ،، نعم عادت المياه ولكن لا أظنها قد تكون صالحة للشرب .. !!
- تبدأ الثورات الشعبية بالمطالبة بالتصحيح الإقتصادي وإنتشال الجميع من براثن الفقر والجوع والمرض ومن ثم تتزين تلك الثورات بالوعي في خاتمة المطاف ولكن ماذا نفعل مع أصحاب المصالح الشخصية .
mozaart87@gmail.com
- عندما إندلعت ثورات الربيع العربي الأولي في كل البلدان كان هناك سببان الأول رئيسي وظاهر وهو سوء الأوضاع الإقتصادية لجميع هذه الدول وكانت شرارة البداية بإحراق الشاب التونسي محمد البوعزيزي لنفسه إحتجاجاً علي سوء الأوضاع وعدم حصوله علي وظيفة ومن هنا كانت بداية ثورة (الياسمين) وتبعتها بعد ذلك أغلب البلدان العربية ، وهي بكل تأكيد ثورات مبررة للتدني الإقتصادي الكبير الذي حدث لكل شعوب المنطقة العربية تحديداً بعد فترة الأزمة الإقتصادية العالمية في العام 2008 .
- السبب الثاني والخفي لإندلاع ثورات الربيع العربي هي وجود خطة غربية مسبقة لتغيير خارطة الأنظمة الحاكمة في منطقة الشرق الأوسط وإستبدالها بأنظمة أكثر فشلاً وشمولية ومن يظن ان تلك الثورات اندلعت بصورة تلقائية يجب ان يراجع ترتيب الأحداث جيداً فمقارنة أوضاع تلك الدول في فترة ما قبل وبعد الثورات نري الفارق الكبير في الإنهيار الذي حدث بكل قطاعات ومرافق تلك الدول لتتحسر الشعوب علي فترات الأنظمة القديمة ..
- تأخرت الثورة السودانية قليلاً عن مثيلاتها في البلدان الأخري مع ان الشرارة الأولي قد بدأت في العام 2013 إلا ان قوة وبطش نظام الإنقاذ في تلك الفترة قد اطفأ إندلاع الثورة السودانية مبكراً بالإضافة لثبات المستوي الإقتصادي نوعا ما في البلاد .. لنعود بعدها لموجة ثورات الربيع العربي الثانية وهذه المرة بالذات كان السبب الأساسي هو تدهور الأوضاع الإقتصادية متمثلة بصورة مباشرة في زيادة أسعار الخبز لتنطلق الثورة من مدن السودان المختلفة مثل الروصيرص وسنار وعطبرة والقضارف وبورتسودان قبل العاصمة الخرطوم ، فالجميع كان ينشد تحسين الأحوال المعيشية والإقتصادية ومحاربة الفساد الذي استشري واضحي ظاهراً في كل مرافق الدولة .. ليظهر لنا الساسة بعد ذلك ليقودوا المشهد الثوري وتتم تحديد الأهداف من التحسين الإقتصادي الي تحقيق الوعي السياسي للشعب السوداني وهو أمر جميل لكن يأتي بعد تحقيق الأمان الإقتصادي للشعب السوداني .. فبعد الإطاحة بنظام الإنقاذ كان حمدوك ومن هم برفقته امام فرصة تاريخية لا تتكرر كثيراً للدخول للتاريخ من اوسع ابوابه اذا ما إهتموا فقط بإنتشال المواطن السوداني ما ضائقة الأحوال الإقتصادية التي بدأت في أواخر أيام نظام البشير .. فتوفير الخبز بإسعار مناسبة بالإضافة لتحسين الخدمات العلاجية في المستشفيات الحكومية بأسعار رمزية والإهتمام بميزانية التعليم الحكومي بكل مستوياته كانت ستكون بمثابة كلمة السر التي ستعبر بحمدوك ورفاقه بكل سهولة وسيحقق بعدها الإنتصار الذي كان ينشده لنا في كل خطاباته إبان فترته .
- ولكن للأسف تدهورت الأوضاع الإقتصادية بصورة مضاعفة عن فترة حكومة الإنقاذ البائدة لنسمع خطابات مفادها من بعض قادة الأحزاب السياسية مفادها بأن الثورة كانت للوعي وليس بالخبز وحده يحيا الإنسان !! وتناسي هؤلاء انفسهم قولهم عندما كانوا في وضع المعارضة بأن الإنقاذ هي سبب الفشل والتدهور الإقتصادي وإذا سقطت الإنقاذ سينعم الشعب السوداني بالرخاء والنماء و .... الخ .
- قام الشعب السوداني بثورة جبارة وقوية واصبحت مضرب مثل لجسارتها وشجاعتها (لتسرق) بعد ذلك بكل سهولة امام أعين الجميع والشعب يعاني من السحل والتنكيل الإقتصادي والمعيشي وإنتشار الجريمة بصورة كبيرة وذلك نتاج طبيعي للفقر الحاد الذي انتشر وسط طبقات المجتمع .. لا تحدثونا عن الوعي والمدارس الحكومية أصبح الإغلاق لها سمة اساسية طوال العام !! بسبب إضراب المعلمين لأجل رفع رواتبهم وتارة بسبب سوء الأحوال السياسية ،، لا تحدثونا عن الوعي والعلاج في المستشفيات الخاصة أصبح لطبقات بعينها في المجتمع والمشافي الحكومية واقفة كالأطلال البالية !! ،، لا تحدثونا عن الوعي و ممارسة الرشاوي (علي عينك يا تاجر) في أغلب مرافق الدولة الحكومية ،، لا تحدثونا عن الوعي وقد تبدلت جميع الأحوال للأسوأ ..
- خرج الشعب السوداني في 19 ديسمبر 2018 من اجل إرتفاع اسعار الخبز وغلاء الأسواق فكانت النتيجة ان إزدادت الأسواق وإزداد الخبز ولا يزال كل شيء في طريقه للإزدياد ليأتي أحدهم وبكل بساطة ليحدثنا عن الوعي .. !!
- يتحدث الجميع عن عودة المياه الي مجاريها في هذا الإتفاق المسمي بالإطاري بين الأطراق المتفقة ،، نعم عادت المياه ولكن لا أظنها قد تكون صالحة للشرب .. !!
- تبدأ الثورات الشعبية بالمطالبة بالتصحيح الإقتصادي وإنتشال الجميع من براثن الفقر والجوع والمرض ومن ثم تتزين تلك الثورات بالوعي في خاتمة المطاف ولكن ماذا نفعل مع أصحاب المصالح الشخصية .