ورسالة إلى البرهان أيضاً

 


 

 

سعادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان – قائد الجيش السوداني ....وبس
أخاطبك بمناسبة ما خاطبتُ به اليوم السيد دكتور عبد الله حمدوك أُثنّي رغبته في الاستقالة من ذلك المنصب المنافي لأخلاقياته لتسبيب الفتنة بين افراد الشعب وشق الوحدة، تلك الوحدة والتي هي ألأمان الأساسي لمنع السودان من التمزق ولمنع الحرب الأهلية التي إن بدأت فستفوق حرب سوريا والعراق وليبيا مجتمعة... هذا دم، ولن يبارك لكم فيه.
وأريد هنا أن أزيد كتابتي بيتاً من الشعر أخُصه لك أنت. خاصةً كونك من الصوفيين والذين تم تعريفهم بأنهم قومٌ زهدوا من السياسة ومن مبارزة الدنيا وشياطينها، والتفرغ لذكر الله والتسليم الكامل له. ليس ذلك مما يدعو له الإسلام، ولكنه أفضل من كيل الذنوب فيما لا نثق في أنفسنا الضعيفة كم فاض من خياراتها فيها.
إني أخاطبك في ذلك لأنك، ولو تلاحظ في خطابي للدكتور حمدوك، كان يعتصر قلبي إسرافكما في محاولة سفك الدماء بسفك مزيدٍ من الدماء، جهلاً أو تجاهلاً.
إنه يتوجب أن نفرد أنفسنا أمامنا ونصارح أنفسنا بما آلت إليه حالنا وما أصبنا من فوز ومن فشلٍ.
وقت الإعتصام والرئيس البشير في بيت الضيافة ويتلقى الفتوى المالكية من مفتيه الغشيم، بأن من حقه حماية كرسيه بقتل ثلث المواطنين، بل وعذّره أيضاً بقتل النصف منهم، تحرك مجلسكم حسب الرواية بمحاولة درء تلك المجزرة المقترحة، فكان أن قمت أنت لعلاقتك الطيبة مع محمد حمدان دقلو والذي أختاره البشير مع قواته لحمايته من الجيش ومن أي مؤامرات ضده، لتحييد دقلو حتى يتسنى لكم التطويق على البشير من أجل درء تلك المجزرة المنشودة. وثقتك في دقلو بأن جانبه سيلين، كان من تجربتك معه في القتال في دارفور حينما أسرتك قوة جنجويد أخرى كانت تنوي قتلك وتوسط عنك لديها دقلو، والذي نشأت لك معه عهد الدم، ودقلو ليس له ضميرٌ ميّت إنما نشأ في بيئة مليئة بالتحويرات الأخلاقية بالفتن الدينية، والتزمت من جانبك بحفظ الأمانة من جانبك ورفّعته إلى نائب لك.
في مناقشات فضّ الاعتصام التي بدرت في مقابلات قناة الجزيرة بإدارة الصحفي المدهش أحمد طه، وبالذات في الحلقة التي قابل فيها أعضاء من مجلس السيادة، من ضمنهم أحد العسكريين وهو فريق أول الكباشي، وبشخصية الكباشي التي اتضحت من تناوله الصادق لما يعلم، والذي في كان يصارع في عدم الاسراف، أنه صادقٌ بالسجية (سبحان الله وكانوا يلقبونه بمسيلمة الكذاب)، حتى أنه كان يدفع تهمة مجزرة فض الاعتصام عن ضباط الجيش دفعاً مستميتاً، مما جرجره بتأكيد أن المتسببين في المجزرة ليسوا أفراد عسكريين فقط، بل أنهم إعتقلوا ضابطاً كبيراً ولا زال في الاعتقال، وفي الضغط عليه، صرّح بأنه برتبة لواء، فسأله المذيع "لواء؟ معناها قطعاً من القوات المسلحة"، فاستدرك الكباشي قائلاً "نعم، كذلك أنا قلت إن الدعم السريع قوات مسلحة"، وهكذا بان جلياً أن فض الاعتصام قام به الدعم السريع.
إنك بذلك تلوّثت يداك بذلك والغوص في ذلك حتى تحت حماية السيسي لن ينقذك في الدنيا ولا الآخرة.
انتهز المركز الذي منحك الله لتكون قائماً على قيادة السودان بعيداً عن هذه البؤرة الموعودة، انتهزها قبل أن ينزعها الشعب منك.
يكفي أن تعتذر للشعب بانقلابك وتسميه انقلاباً، وترجع للوثيقة الدستورية بحكم عودة الثقة بذلك الاعتراف والاعتذار المصاحب.
سيقود ذلك إلى ما لا يخطئ أحد في تفسيره غير توبة وإصلاح خيراً من تعنّت وإفساد، وذلك باللاتي:
1- أولاً: رفع الحرج عن دكتور حمدوك وخسارة الأمة له باستقالته
2- رأب الصدع الذي أصاب مصداقية السودان التي اكتسبها أمام العالم أجمع
3- توحيد انقسام السودانيين وإلحاق الثورة بمسارها
4- رفع هامة الجيش وإعداده متحداً ومتعاوناً في تأسيسه كقوات الدولة الوحيدة.
5- تسهيل عملية السلام

وتكون بذلك قد كسبت بدلاً من خسرت
أما غير ذلك فهو لعبٌ في الوقت الضائع لا يكسبك إن لم يخسرك

izcorpizcorp@yahoo.co.uk
/////////////////////

 

آراء