وغاب القلم الذكي الذي يجعلك تضحك وتبكي في نفس اللحظة !!..

 


 

 

رحم الله سبحانه وتعالى أخانا الإنسان الصحفي الذي سخر قلمه لمناصرة الحق بكل شجاعه واقدام ومن غير تهيب وقد ادي رسالته علي اكمل وجه ورحل وأهله في بلادنا الحبيبة كافة وعلي امتداد القطر وخارج الحدود يشهدون له أنه كان معهم بقلمه العبقري ينافح عنهم في أجواء بسطت الديكتاتورية أجنحتها ومدت أذرعها الطويلة الباطشة واسنانها الحادة لتخنق الكلمة الصادقة المعبرة لتمنعها من الوصول إلي المرسل إليه ولكن الأستاذ الراحل المقيم الفاتح جبرا كسر جدار الصمت وجدار الخوف ونهض كالفارس المغوار وبنهجه الفريد في الكتابة القائم علي السخرية جذب إليه الناس علي اختلاف توجهاتهم ومشاربهم واوصل الرسالة والي آخر يوم في حياته ظل يتابع بمثابرة وعزم وحزم قضية خط هيثرو الشهيرة هذا الخط الجوي المميز الذي باعته فئة باغية لم تراعي إلا ولا ذمة في الوطن وفلتت من العقاب رغم أن جرمها أوضح من الشمس وقد تستر عليها الفاسدون وسدوا أمام العدالة أي فرصة لتضعهم في غياهب السجن وتسترد منهم المال المسروق من جيب اهلنا الطيبين ...
وكم وكم كتب الفقيد عن قضايا كبيرة وظل يتابعها دون أن يفت ذلك في عضده وقد وجد متابعة مقدرة من القراء وكان عموده ساخر سبيل من الأعمدة الجادة رغم نهجه القائم على السخرية الممزوجة بالفكاهة وهذا لعمري اسلوب يحتاج لملكات عالية وعبقرية فذة واطلاع واسع ووطنيه متفردة وحب للوطن لا تحده حدود .
نترحم علي اخينا الصحفي الضليع صاحب القلم الرفيع هذا القلم الذي يتجه حيثما كانت مصلحة المواطن الغلبان ... هذا القلم الذي طالما جلد الفاسدين بسياط وكرابيج حارة مثل ماء النار ولم يترك لهم فرصة وظل يمسك بخناقهم حتي عرفهم الشعب بأسره أنهم أعداء له وللوطن حتي قامت ثورة الشعب وكان الراحل من حداتها ظل كالسيف واقفا مع الثوار يدفعهم للأمام الي أن كللت المساعي بالانتصار الكبير الذي صفق له كل العالم.
العزاء لأهله وجيرانه ولعموم أهل السودان في مشارق الأرض ومغاربها ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يدخله فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. و ( إنا لله و إنا إليه راجعون ) . وصلي اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين.

حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء