يا إلهي .. والله .. هناك ألف داعي لسلخ جلود الأفاعي (2)
عباس خضر
28 December, 2013
28 December, 2013
بكل بساطة لهم المقدرة الفائقة في تغيير جلودهم وقلب الحقائق وتعتيم الوقائع وإيجاد الذرائع أنظروا ماذا كتب أحدهم:
شهاب فتح الرحمن
قال الحكيم جورج برنارد شو: " إذا أردت إكتشاف عقل شخص فأنظر إليه كيف يحاور من يخالفه الرأي" ولكنه لو كان على قيد الحياة في يومنا هذا لبدل قوله وقال: "إذا أردت اكتشاف وحشية شخص فأنظر إليه كيف ينقض على من يخالفه الرأي". من المؤسف حقاُ أن نعيش في عالم اليوم وبيننا من يدعو أو يوافق على الإقصاء والحرق والقتل الجماعي. الكل يستوعب تماماً مرارات حكم إخوان السودان تحت مسمى حزب المؤتمر الوطني، على مدى ربع قرن من الزمان، أذاقوا فيه الشعب كل أصناف البؤس والذل والهوان، وكلنا عليهم لمغبونون، ولكن ما ذنب إخوان مصر؟ معاناتنا من إخوان السودان لا تبرر بأي حال من الأحوال كرهنا لإخوان مصر ودون وجه حق. إخوان السودان جاءوا إلى السلطة بإنقلاب عسكري وإخوان مصر فازوا بها من خلال إنتخابات شهد العالم أجمع بنزاهتها.
لماذا هذا الكم الهائل من الآراء والمقالات، المنشورة في هذا الكثير من المنابر الحرة والصحف الإلكترونية والتي تنضح شماتةً وتفور كره وحشي غريب على إخوان مصر؟ لماذا هذا التشفي والأحقاد النفاثات في القلم؟ ضد إناس لم يرتكبوا جرماً يذكر بل ظلوا قابعين تحت قمع وظلم على مدى ستة عقود، لم يستسلموا خلالها ولم يجنحوا للعنف بل كان فوزهم كبير في الصبر والتحدي وكسب وترويض الحاضنة الشعبية والغالبية كبرى. يحق لنا أن نختلف معهم في كل شيء ولكن لا يصح وصفهم بأنهم لا يؤمنون بالديمقراطية وهم الأكثر مراساً والأشد حنكة في خوض غمارها منذ عقود؛ ابتداء باتحادات المدارس ثم الجامعات والنقابات المهنية والعمالية وانتخابات المحليات والمجالس الإدارية والنيابية والتشريعية وأخيراً الفوز برئاسة الجمهورية.
أنظروا ماذا حدث يحكمون ربع قرن ومازالوا وانقسموا كالخلايا الجزعية بإنشطارات ميتوزية. كان حزب واحد فصار فجأة بعد ربع قرن خمسة. بعد فشلهم الذريع أصبجوا كالإخطبوط ينشرون ويتمددون ويتلونون هم نفس الجماعة لكنهم صاروا جماعات وجمعيات بأسماء مختلفة متنوعة وبشعارات متلونة ولم نجد ولم نسمع ولم نر ونشهد ولا واحد منهم كانت له العزة والنخوة والإباء ليعتذر للشعب السوداني عن كل جرائمهم بل يبدو جلياً أن الهدف من الانقسامات تشتيت المسؤوليات وبعثرة النكبات وتقليل الخسارات والخروج كالشعرة من العجينة دون أن يعلق بها ولو فتات أو رذاذ من القاذورات نظيفة وربي كما خلقتني وكأنهم عائدون من الحج كيوم ولدتهم أمهاتهم لا خطيئة ولا وزر ورمتني بدائها وانسلت فقط نترك لكم ما يسمى بالمؤتمر الوطني ثم يذوب هو الآخر بذوبعة الإنتخابات ويضيع دم الضحايا هدرا موزعا في الهواء ولا حتى قبائل ولا هناك مسئولية على حزب أو شيخ أو...أو الرئيس الذي قال إن الحزب يبحث عن مواصفات للرئيس القادم وبهذا فإن الكيزان غير مسؤولين عن ما جرى في السودان من بعد سنة 89م: لا عن التعذيب ولاعن الفصل والتشريد ولاعن الصالح العام ولا عن قتل الضباط ولا المتظاهرين ولا مجازر دارفور والنيل الأزرق ولاج. كردفان ولا عن مقتل د. خليل ومجازر نيالا وبورتسودان وكجبار وأمري مجزرة الخرطوم ولا عن فصل الجنوب ولاعن ضعضعة الدين وتشويهه وضياع الأخلاق ومرمطتهما ولا عن حصار السودان ووصم شعبه وكل مواطنيه بالإرهاب ولاعن بيع أراضيه وتمزيق السودان نفسه وبيع المشاريع والمؤسسات وتحطيم المصانع والمصالح والبنوك والسكة حديد والخطوط وبيع سفنها البحرية (16سفينة) وطائراتها وخط هيثرو.
جماعة الإخوان المسلمين فكر واحد وملة واحدة وخلق مشوه واحد ولد جنيناً مخلقناً بعد وفاة مؤسسه حسن البنا وتوزعوا المهام ومجموعات من الحركات المتأسلمة بنهم وسعر السلطة والثروة وبدأوا في القرى والفرقان وتغلغلوا في صعيد مصر والطبقات الجاهلة وأنصاف المتعلمين والشباب والطلبة محبي الظهور والزوابع وتشتتوا في البلدان وسموا نفسهم عالميين وعملوا شوية مناوشات وضحايا في الغرب وبرجي التجارة لابتزازه ليقف معهم وفعلاً دعمتهم أمريكا بشرط يبقون بعيداً عن إسرائيل فظهروا كقاعدة عريضة ودعمتهم أمريكا بالمال والسلاح والتدريب لتكوين جيش مجاهدين بعيدا عنها في صحراء سيناء وصار تمويها حركات متأسلمة وبأسماء متنوعة وأوهام تلتقي عند الوهم الكبير كل يصل للمكاوشة والتمكين وسلب السٌلطة والحكم بطريقته والبعض يتمسكن حتى يتمكن ويلهفوا ويلغفوا وينهبوا الثروة والسلطة وفي سبيل هذه الغاية يستخدمون كل الوسائل: القتل وتكفير الحكام وكل من ليس معهم والتشريد للصالح العام ويدعون إنهم يسعون للخلافة الراشدة وأن الإسلام هو الحل وهي لله..هي لله ولا ولاء لغير الله ومجموعتهم الضخمة من الشعارات الدينية البراقة. جبهة الميثاق والإخوان والكيزان والجبهة الإسلامية والجبهة القومية المؤتمر الوطني والشعبي وضموا معهم الحزب الوسطي والتحريري والسلفي والجهادي ثم ظهر منهم الإصلاحيون والسائحون والتغيير وهناك واجهات حزبية بدعوى السياسة الرمزية لذر الرماد في العيون. وقد شاركوا في كل مؤتمرات ما يسمى بالتنظيم العالمي وحضر على عثمان ومهدي إبراهيم في تركيا وجاء وإستفز الشعب السوداني بأنهم صبروا عليهم في النقنقة وزمن الازدهار بعد قصة الهوت دوق والبيتزا من الرئاسة ووزير المالية. عليكم الله في إستفزاز لشعب أكثر من كده. هذا الشعب متحمل وناسوا يئنوا وإنتو قبعتوا فوق راسو وبقيتو تغنوا وكلهم تعلموا تعليم مجاني في الجامعات على حسابه ثم باعوا التعليم نفسه ودمروه وحطموا الزراعة والصحة والمستشفيات ليس فيها اليوم لا دواء ولا شاش إلا فاطمة فقط.
الزراعة والأكل ..الأكل والشرب ..الصناعة واللبس نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع وعكس واو الجمع بين السجن والقصر التي حدثت فعلاً وتحقق العطف بينها لعقد من الزمان، لكن لا أكلنا ولا لبسنا.
في العادة الواو واو عطف فالأكلٌ معطوف على الزراعة والشرب على الأكل واللبس على الصناعة، أما واو في جملة خروج علي ونافع دي ما مفهومة وقد تكون مثل الواو المنعطفة للجمع القسري بين الأكل واللبس ولكنها كما هو واضح جاءت بعد نداء الخالق في العنوان أعلاه ـ يا إلهي ـ وكذلك لقد سبقت إسم الجلالة فتفيد في مثل هذه الأحوال القسم بعد الدعاء مع التأكيد الشديد لإجراء عملية السلخ هذه لهؤلاء الأفاعي.
وكل من سألناه عن عملية السلخ هذه وهل هناك ضرورة لازمة لها أفاد بأن هناك ألف سبب وألف داعي للسلخ وللإستفادة من جلود تلكم الأفاعي ،وقالوا إن شاءالله نعملها مراكيب فاشرية وأحذية نلبسها والخروج بها بعد ساعات الأمطار الغزيرة في طين وحفر ومجاري السوق العربي.
الدواعي والأسباب والمبررات لإجراء عملية السلخ كثيرة جداً وعلى قفا من يشيل.
مليار داعي لسلخ جلود هذه الأفاعي، بليون سبب وسبب لسلخها وفسخها وتمليحها ودبغها، دشيليون مبرر يدعو الشعوب لإرتدائها والحوامة بها في الأسواق والمستنقعات.
كل هذه الدواعي والأسباب والمبررات والمجازر التي يشيب لهولها الولدان وكل العالم يعلمها إلا القرضاوي توجت هؤلاء الأفاعي بنتيجة منطقية أدت لها هذه المجازر والمخازي والأفعال الخبيثة ليضعوا أخيراً وأخيراً جدا ضمن الجماعات والمنظمات الإرهابية شديدة الخطورة على الأوطان والشعوب تؤدي لتمزيقها وتفتيتها وتجزئتها وتشريد المواطنين للإحتماء والإنزواء في الرواكيب والخيم في الملاجيء ومعسكرات الإغاثة والمهاجر وطلب اللجوء لدول محترمة أخرى وتحويل الشعوب لمجرد شحاذين وشذاذ آفاق.
لكن لقد أفاقت الشعوب من غفوتها وإغماءتها وتخديرها بالشعارات الدينية صحت ووعت كل الشعوب على الخطر الرهيب الماثل أمامها وقابع بينها ويلوك الدين ويتاجر به ويمضغه كلبانة يلقي بها بعد الكنكشة والتمكين ونهب أموال المسلمين والمسيحيين ويضيع المواطنين.
ونحمد للشعب المصري الذي نال عزته وكرامته بطرد الإخوان وضمهم للمنظمات الإرهابية ككلاهون وألمافيا وقبل أن يأتوه ويبدلوا جلودهم بجلد وثوب واسم جديد.
التاريخ يخبرنا
وفي كل الأزمان
أياً كان العنوان
بسط العدل من شارون
أو من جن أو شيطان
لا يفرق كتير أبدا
وهو ما يبحث عنه الشعب الحيران
فالظلم فعل توحش أسطوري من حيوان
من عند الفرعون وعلى هامان
والعدل إنسانية وما يطلبه الإنسان
والإنقاذ السودانية جن كلكي
ينهش كالأفعى في جسد الوطن السودان
لم تفصل وتقتل وتعذب وتشرد فحسب
بل فعلت كل أمور الشيطان
فالنسلخ جلد الأفعى نلبسه مركوباً
ونذهب ننعم بسياحة صيفية للشطآن
فأفعال الإنقاذ الكيزانية ومنذ سنة 89م ليست مجرد مجازر بل مخطط كبير ودعمه وساعده وآزره القرضاوي وقطر وأردوغان التركي من التنظيم العالمي للأخوان:
قتل الضباط، والتشريد للصالح العام، تعذيب بيوت الأشباح،قتل المتظاهرين في كل المدن، الحروب الدامية المتواصلة،الضغوطات للهجرات غير المسبوقة، نهب أموال البترول والذهب وكثرة الوزراء والمستشارين والولاة والنواب دون فائدة وبمرتبات ضخمة، الغلاء وإرتفاع الأسعار المستمر،إرسال هدايا ضخمة من موارد السودان للإخوان في مصر والتنظيم وضخ أموال السودان للشركات في قطر دبي وماليزيا بل والسلاح للمجموعات في سيناء وغزة.
كل هذا لطرد وتفريغ السودان من شعبه إنها جريمة كيزانية إخوانية دولية وسيحبطها الشعب السوداني. ثم يأتينا شخص ليقول لا تقرنوا وتشابهوا حكم الإنقاذ بحكم إخوان مصر لأنهم مظلومين وكأن الشعوب نيام وغافلة عن ما جرى ويجري من كل هؤلاء الأفاعي.
فمن حاول قتل جمال عبدالناصر ومن قتل الصحفيين المناوئين والسياح في مصر ومن قتل السادات وحاول قتل مبارك ومن ألقى بالشباب من العمارات ومن قتل الشباب في داخل النهضة ورابعة ومن قتل العقيد الذي كان يمسك بملف مرسي وكيف قتل ضباط السجن ومن هدمه ومن حاول قتل وزير الداخلية ومن ....ومن!؟ وفي مصر فازوا بخطة جهنمية وتكتيك لم يفطن له المصريون إلا بعد أن وقع الفاس في الراس فقد نافسوا فقط شفيق من حزب مبارك فلماذا لا يفوزوا ومحاولات الأخونة السريعة هي التي أطاحت بهم وهو ماغفل عنه الشعب السوداني بعد 89م فصارت الكارثة الواضحة للعالم حتى الآن.
فالإخوان والكيزان فصيلة واحدة.
واليوم يوجد في السودان منظمات ومجموعات تابعة للتنظيم الإخواني ودخل الكثيرون من مصر وكانت آخر محاولة لهشام قنديل رئيس وزراء حكومة مرسي للهروب إلى السودان
نعيدها لكم ألف مرة
ونكرر ونردد التهاني
فبعد اليوم لن نذرف
إلا دمع الفرح
ونعكس المأساة
في ثوان
ونقلب مناحاتنا الدائمة
الطويلة وفواجعنا
القديمة إلى أغاني
وتتحول
حيرتنا السقيمة
وصمتنا المخزي
لنطق واضح البيان
نشعلها مهرجانات فرح
وأزيج ثورة ملهمة
في عنفوان
وندعو رغم هموم غيوم
وجع المكلوم والمهضوم
والضرب بالبمبان
يا إلهي يا من خلقت
الجن والإنس ليعبد
دون عنت أو تكبد
أو تلون أوتذاكي
إن شعبي من هؤلاء
صار محتاراً وساهي
كل يوم يسمع الإفك
ويقشعر من التفشخر
والتباهي
تاه في متاهات حروب
وتزلف إنزلاقات المعارضة
بالتراجع والتردد والتباكي
وابتلاءات الأوامر
وفتاوي السلطان
الفقهية الظرفية
بالزواجروالنواهي
وجلد البنات لأسباب عبيطة في الشوارع والحيشان ومنع الترويح في الملاهي
وفي فضاء النت
مواقعه محجوبة عنك
فلاتتلاعب تفتحها
ببرشام تغش
فقط وهذا من عصائر
نتاج مشروع حضاري
ترنم غني بالجهاديات
لا ولاتقيم عندنا ندوات
في الأمسيات
فقط تحدث ملء فيك
بمغازي ومخازي انقاذ
في أرض المتاهات
ردد شعائرها مدائحها قرآنا
كالمثاني
لا تصلي الظهر هنا
فهذا مسجد السلطان
فكل الأمر لله مع الإنقاذ صائر
فتحيروتغيروتبدل
فليس للممنوع حد
وللزواجرأول أو آخر.
فكل أمرهم مؤول
فاليذاكر تاني
يقرأ ويعيد
يدخل المدرسة
من جديد وليقرأ الأناشيد
يبدأ التلقين والحفظ
والترديد
يحبومن أول
وينسى التقدم و التطوير
ومايقال عن السودان الجديد
ولا يهتم بالتغيير المفيد
ويرتع يأكل من فتافيت الصواني
فلا جديد ولابديل
وليس لملاحم الشعراء والأغاني
ولا لتوجع المغبون والمظلوم
من معان
أو موت قرشي جديد
يعيد عقارب الساعة والثوان
فمثل القٌرى تداس بالدبابات
وتقصف من علا بالطائرات
وبسم الكوبرا تفرق المظاهرات
لكنهم لزجري،
يمكنهم دوس الزهوروالورود
والفل والنرجس والياسمين
وتمزيق بطاقات المودة والتهاني
لنذرف الدموع والآهات
و لعمري لن يستطيعوا
أن يؤخروا إطلالات الربيع
وستبدل الإهانة وذٌل الكرامة
إبداعات
وتنانير زنابق الحرية والأشجان
فإنها تنبت هالة من حشا الوجدان
وتشتل الآهات أمنيات
لأنها مثل الموت والحياة والبيات
تبقى تخبو تارة لتنشط مع الزمان
فبعد اليوم
لن نحبط
لن نكتئب
ولن نذرف
إلا دمع الفرح
ونعكس المأساة
في ثوان
سنشمر الأيدي
ونسلخ
جلد الثعبان
وإن الأفاعي وإن لانت ملامسها بالشعارات وضمخت ألسنتها بحديث الديانات وزينت ملبسها بالزرائر اللامعات في أنيابها المهالك والعطبات يا إلهي.. والله ..يا إلهي يا مجيب الدعوات من غيرك ينقذ الإنسان وشعب السودان من تلكم الأفاعي والحيات.
abbaskhidir@gmail.com