*كنت أُمني نفسي وإياكم بأخذ أجازة من الوجع السياسي الذي يحاصرنا في بلادنا المنكوبة بأنظمة حكم إستبدادية تري في حكمها الأفضل وأنه لابديل لها. *خير نموذج لمثل هذه الأنظمة الإستبدادية نظام حكم الإنقاذ في السودان الذي جاء إلى الحكم عبر إنقلاب عسكري قدم حيثيات رائعة لتبرير إنقلابه على الديمقراطية لكنه أدخل السودان في ماذق مستمرة مازالت تلقي بظلالها السالبة على حياة المواطنين. *حدثت تغييرات كثيرة تحت جسر الإنقاذ طالت حتى الحركة الإسلامية المسيسة التي دبرت الإنقلاب ونفذته، ولم يسلم حزب المؤتمر الوطني الذي مازال يدعي أنه باقٍ في الحكم عبر الإنتخابات أو بدونها!!. *رغم كل الذي جرى تحت جسر الإنقاذ لم يحدث تغيير حقيقي لصالح المواطنين وما زال "حواتها" يتشبثون بالحكم وحدهم رغم كل المتسلقين الذين دخلوا تحت مظلتهم لكنهم ظلوا خارج ميدان الفعل والأثر والتأثير. *النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس الوزراء الفريق أول بكري حسن صالح قال في مؤتمر صحفي لإعلان التشكيل الوزاري السابق أن 1500 ذراع إمتدت نحو كيكة السطة الصغيرة، وهو يعني بحق ما تبقى من "فتافيت" السلطة التي يتهافت عليها بعض الطامعين في الوظائف والمخصصات. *أقول هذا بمناسبة التشكيل الوزاري الذي أُعلن قبل يومين من حلول شهر رمضان المبارك وكأنه عبارة عن "خم رماد" سياسي قصد به ذر الرماد في عيون المواطنين الذين لم يعد يعنيهم تغيير الأفراد، لأنهم خبروا عملياً أن المعضلة الحقيقية ليس في الأفراد وحدهم بل في التخبط السياسي والفشل التنفيذي الذي لن تجدي في معالجته تغييرات الافراد .. وإنهم مازالوا يحرصون على إحداث تغيير جذري يحقق السلام الشامل العادل في كل ربوع السودان ويستعيد الديمقراطية ويبسط العدالة القانونية والمجتمعية والحياة الحرة الكريمة لهم بعيداً عن سياسة الإنفراد والإستبداد..