إفطار نيوساوث ويلز الرمضاني رسالة للسلام والتعايش
كلام الناس
*لا يملك المرء إلا الإعجاب بهذه الدول التي تعتمد نهجاً سياسياً قائماً على التراضي والتعايش الإيجابي والإحترام المتبادل للثقافات المتعددة المكونة لنسيجها المجتمعي تحت مظلة أنظمة ديمقراطية لا تفرق بين مواطنيها وتتيح لهم الفرص المتساوية في المشاركة والممارسة والحياة الحرة الكريمة.
*من بين هذه الدول دولة أستراليا القارة التي يتمتع فيها كل المواطنين وغير المواطنين بحرية العقيدة وممارسة الطقوس الدينية تحت حماية النظام والقانون، ويتمتع فيها المواطنون بحقهم في التنظيم والإنتماء السياسي بل وتفرض عليهم حقهم في إختيار ممثليهم في المؤسسات الإتحادية والولائية.
*أكتب هذا بمناسبة حفل الإفطار الرمضاني الجماعي الذي أقامته رئيسة حكومة نيوساوث ويلزغلاديس بريجيلكيان في خواتيم شهر رمضان المبارك بمركز ووتر فيو في حديقة سدني الاولمبية.
*حرصت رئيسة حكومة نيوساوث ويلز على دعوة أعضاء من البرلمان وكوكبة من نجوم المجتمع وقيادات دينية من الديانات الأخرى للمشاركة في الإفطار الرمضاني مع الأئمة المسلمين بالولاية.
*في كلمتها بالإفطار الرمضاني قالت بريجيلكيان: إنه لشرف عظيم لي أن أستضيف أئمة المسلمين وهذه الكوكبة من قادة المجتمع في نيوساوث ويلز في هذا الشهر الذي يصوم فيه المسلمون، وهو شهر له مكانة خاصة في نفوسهم لأنه شهر التراحم والتكافل,
*أكدت رئيسة حكومة نيوساوث ويلز انهم يحترمون الجميع بمختلف دياناتهم وثقافاتهم وأضافت قائلة : إن لشهر رمضان طابعه التأملي الروحاني الذي تتعزز فيه القيم السامية مثل الرحمة والتكافل وعمل الخير وهي قيم مشتركة بين كل الديانات.
* كما خاطب الإفطار الرمضاني وزير التعددية الثقافية وخدمات الإعاقة راي ويليامز قائلاً : في هذا المشهد الطيب يجتمع بعض القادة السياسيين والدينيين من مختلف المشارب على مائدة إفطار رمضاني واحدة، وهذا يعزز دعائم التفاهم والتناغم في المجتمع الأسترالي، وأكد ويليامز أن الحكومة الأسترالية تقدر الجهود التي تبذلها الجاليات الإسلامية في تنمية أستراليا وهو دور إيجابي متعاظم.
*في هذا الإفطار الرمضاني الجامع لابد من التوقف عند الإشارات الملهمة في كلمة وزير التعددية الثقافية في رسالته الداعية لأهمية تعزيز أواصر الوحدة المجتمعية، ومد جسور الإحترام المتبادل والتعايش الإيجابي بين كل مكونات النسيج الأسترالي لأن هذا هو صمام الأمان لتأمين وحماية السلام المجتمعي الذي يستمتع فيه الجميع بكامل حقوقهم السياسية والدينية والثقافية والمجتمعية.
*ما أحوجنا إلى مثل هذا الخطاب المتوازن في بلادنا التي تعاني من ويلات كارثية بسبب عدم الإتفاق على ثوابت قومية تعبر عن كل مكونات النسيج المجتمعي بسبب سياسة التمكين والهيمنة الاحادية والفشل في حسن إدارة التنوع الذي يمكن أن يسهم في تحقيق التغيير المنشود نحو غدٍ أفضل يسع االجميع.