تهافت السياسة وليس الصحافة

 


 

 



كلام الناس

 

*لا يكمن إنكار الدور الريادي للصحافة إلا في ظل الانظمة الشموليه التي تسعى لجعلها بوقاً لسياساتها وشعاراتها.

*على العكس من ذلك فإن الأنظمة الديمقراطية تسعى لتعزيزدورها في مناخ صحي معافى لتؤدي رسالتها التوعوية والتنويرية والقيادية.
*أُعيد للأذهان هنا تجربة إيجابية"بين الصحافة والسياسة" إستمرت لفترة مقدرة تحت رعاية الإمام الصادق المهدي وكوكبة من الصحفيين من مختلف التيارات السياسية،تطرح فيها القضايا السياسية والمجتمعية للنقاش والتداول.
*على الجانب الاخر من الشاطئ السياسي ظلت علاقة الصحافة بالسياسة بين الشد والجذب وصلت في احيان كثيرة إلى إتهامات ومحاكمات وتجريم بل وتخوين، حتى من بعض الذين تفتح الصحافة صفحاتها وأبوابها لهم.
الذي دفعن لكتابة كلام اليوم المقال العدائي الذي سطره السفير الإعلامي والكاتب الصحفي خالد موسى في صحيفة السوداني الأسبوع الماضي بعنوان "تهافت الصحافة على موائد السياسة" الذي إتهم فيه الصحافة السودانية بالإحتفاء بالدبلوماسسين الاجانب وفتح صفحاتها للتبشير بارائهم والدفاع عنها.
*قال السفير خالد موسى إن بعض الصحف تفتح صفحاتها وأبوابها للدبلوماسيين الأجانب كي يقدموا المحاضرات والدروس الوطنية - على حد تعبيره - للحكومة وما يجب عليها عمله وتخصص لهم مانشيتات الصفحات الأولى بل وتتبنى أطروحاتهم.
*خص الزميل الأستاذ عثمان ميرغني بنقد خاص لأن صحيفة "التيار" تبنت حلقة نقاش تحدث فيها السفير البريطاني وقال فيها بضرورة ترقية حقوق الإنسان في السودان كشرط لازم لإعمار علاقتها مع العالم.
*إنتقدخالد موسى الإحتفاء الكبير الذي تم في وداع القنصل المصري الأسبق رجل المخابرات المصرية حاتم باشات وقال إن الصحافة في مصر لم تفعل ذلك حيال سفير السودان الأسبق أحمد عبد الحليم -عليه رحمة الله - الذي كان محبوبا وسط المصريين" ولم يقيموا له حفلات الوداع العاطفية الساذجة كما فعل نخبنا ورجرتنا"!!.
*أكتب هذا ليس للدفاع عن زميلنا المهندس الصحفي عثمان ميرغني رغم حقه علي في ذلك، لكن أردت أن أقول للسفير الإعلامي الكاتب الصحفي خالد موسى إن الحكومة نفسها ظلت تسعى عبر حراكها الدبلوماسي في المحافل الدولية لكسب ود العالم وتسمع منهم النصائح والدروس الوطنية التي لم تكن في حاجة لها إذا أحسنت الإستماع لنصائح أهل السودان بالداخل الذين ظلوا يؤكدون أن إعمار علاقة الحكومة مع المواطنين وتحقيق السلام الشامل والديمقراطية الحقيقية وكفالة الحريات وتامين الحياة الحرة الكريمة للمواطنين أولى من اللهث الدائم لكسب ود العالم الخارجي بلا طائل .

 

آراء