كلام الناس
*تصاعدت المظاهرات الشعبية في مدن السودان فيما زالت السلطة الحاكمة تتمسك بالإستمرار في سياسة المناورات والخداع التي فشلت طوال حكم الإنقاذ في تحقيق حتى مشروعها السياسي.
*لن أدخل في مغالطات حول طبيعة السلطة الحاكمة لأنه من الواضح لكل المراقبين للشأن السوداني أن كل الذين إلتحقوا بها ظلوا على هامش القرار والفعل وعلى رأسهم للأسف بعض رموز الحزب الإتحادي الديمقراطي.
*الحديث عن الحوار الوطني لم يعد يقنع أحد ويكفي للتدليل على فشل حوار قاعة الصداقة وما سُمي بالحوار المجتمعي خروج مجموعة ناشطة من الأحزاب والكيانات التي شاركت فيه بغض النظر الرأي فيها، فإنها أكدت تعنت "حزب المؤتمر الوطني" في تنفيذ مخرجات الحوار غير المتفق عليها أصلاً.
*كما لم تعد الوعود الفوقية التي برع في تأليفها قادة حزب المؤتمر الوطني في محاولة تخدير المواطنين وحثهم على الصبر يثق فيها أحد لأن الواقع العملي يكذبهم في ظل إستمرار الإختناقات السياسية الإقتصادية والأمنية.
*المضحك المبكي أن هذا الحزب المهيمن بقوة الأمر الواقع حاول خداع الشباب بأنه سيدير حواراً معهم لمعالجة قضاياهم، وهو الحزب الذي سخر الشباب في أتون الحروب الأهلية وشحنهم وحولهم إلى قنابل بشرية ثم تركهم يقعون فريسة لجماعات التطرف والغلو والعنف وكراهية الاخر، وللضغوط النفسية والضياع المجتمعي.
*لذلك لم يكن غريباً أن يرفض الشباب الذين إستمروا في قيادة المظاهرات الشعبية لإقتناعهم بعدم جدوى حوار الطرشان الذي لم يفلح سوى في كسب بعض الإنتهازيين والمتكالبين للحاق بفتات كيكة السلطة والثروة، وأصبحوا يشكلون عبئاً إضافياً على كاهل المواطنين الذين يدفعون ثمن هذه الصفقات دون أن يحصلوا على الحد الأدنى من حقوقهم في الحياة الحرة الكريمة في وطنهم.
*لم تعد فزاعة ما يسمى ب"الربيع العربي" تخيف المواطنين ولم تفلح حملات فض الظاهرات بالقوة والإعتقالات والملاحقات الأمنية وقتل الأبرياء والتضييق على الحريات في وقف تصاعد المظاهرات ولم يعد هناك وقت للمناورات الفوقية والخداع، ولابد من سرعة الإستجابة لمطالب المواطنين وتحقيق التغيير الديمقراطي المنشود والإسراع بقيام حكومة إنتقالية متفق عليها قومياً تستفيد من مشروعات البديل الديمقراطي المطروحة في الساحة بكل إستحقاقاتها المؤسسية والدستورية بعيداً عن المخاصصة والترضيات الفوقية.