المقاومة الشبابية ضد تدخل الجيش … بقلم: د. عشاري أحمد محمود خليل
عشاري أحمد محمود خليل
28 January, 2019
28 January, 2019
ushari@outlook.com
(1)
فأما وخطرُ تدخلِ الجيش ماثلٌ، يتعين على جموع الشباب المقاومين، بدعم مجتمعاتهم المحلية في جميع أرجاء السودان، يتعين عليهم رفض كل تدخل من قبل الجيش، بانقلاب عسكري أو بغيره.
ولأن الجيش لا يستأذن أحدا لكي يتدخل، ولأنه يتدخل بقوة العنف المحمية بقانون للطوارئ سيكتبه ويعلنه هذا الجيش فور تدخله، لا يمكن منع هذا التدخل قبل حدوثه.
ومن ثم يجب اتخاذ القرار السبقي المعلن، بأن كل تدخل من قبل الجيش، من أي نوع، ومهما كانت أسبابه، مرفوضٌ.
(2)
هنا يجب على الشباب الانشغال المبكر بالجاهزية الفكرية، لملاقاة مثل هذا التدخل المحتمل، والذي سيأتي بأسبابه المحلية في الوضع السوداني، وستكون له عقلانيته ومسوغاته، في مجال المصالح الطبقية للإسلاميين، بالإضافة إلى أنه تدخل سيكون له خطابه المخادع، ولديه أعوانه الانتهازيون بين السياسيين المعارضين مُشوَّنين مستعدين عند الإشارة والطلب.
...
وقد يحدث تدخل الجيش في أي وقت بعد زيارة عمر البشير إلى مصر، وحيث لابد كانت نصيحة الجنرال السيسي لعمر البشير ووفده أن "الحكم العسكري" هو الحل الأمثل لمنع ربيع عربي آخر، وأن أمريكا ترمب ستقبل تدخل الجيش وسترحب به، حتى إذا كان انقلابا "إسلاميا"، ما دام سيأتي بتحسينات وتطمينات، وما دام كبار الضباط سيقبلون أن يكونوا مثل السيسي عملاء لأمريكا ولحلفائها في المنطقة، المملكة العربية السعودية (الفريق طه)، والإمارات.
وللإسلاميين السودانيين ماض وحاضر في عمالتهم لهذه الدول، بالإضافة إلى العمالة لدويلة قطر.
وهنالك خوف الإسلاميين، خوف الموت، من إسرائيل، التي كم ضربتهم وأهانتهم، وهم كانوا على قاب قوسين أو أدنى من التطبيع معها، فقطع عليهم الحراك الشعبي مسار عمالتهم.
(3)
تنطوي الجاهزية الفكرية، ولها أبعاد عاطفية، ومحلها الدماغ المفكر محل العواطف المحفِّزة على العزيمة والصمود، تنطوي على تحصين الذات من الانخداع بإعلان الجيش تنحية عمر البشير، مما سيتم أصلا باتفاق سبقي وبضمانات أن عمر البشير لن يتم إرساله إلى فطومة بنت سودة.
وسيكون من خِدَع الجيش اعتقالُ بعض قيادات للإسلاميين، من المكروهين لدى الشعب بسبب قلة أدبهم، مثل علي عثمان محمد طه، ونافع علي نافع، وصلاح قوش، وآخرين.
ومثل هذه الخدع المجربة شرب منها الشعب السوداني وشبع. وحيث لا يُقضِّي بليونير سوداني أيةَ مدة في الحبس، ويمكنه شراء رأس الدولة، ورئيس السجانين، وشراء السجن ذاته، في زمان الإسلاميين أصحاب الجيش المليشيا.
(4)
علما أن "علم الخداع" هي أول ما يتعلمه الضباط في الجيش، أن تكون مدلسا وبارعا في فنون الكاموفلاج، ليس فقط في الحرب، بل في السلوك الشخصي، وقد فهمها عمر البشير والضباط الإسلاميون، حين شاركوا جميعهم في خدع الشعب وغشه، بانقلاب 1989، ومن بعد ذلك أكملوا مشروعهم الاحتيالي بالمشاركة الفاعلة في نهب ممتلكات الشعب، وتثبيت صناعة الفساد في السودان، وحماية طبقة الإسلاميين ذات الشره والنهم.
(5)
وعلى مستوى آخر، لابد للشباب من اليقظة إزاء تسلق السياسيين المعارضين الانتهازيين إلى حكومة انتقالية مدنية، لابد سيشكلها الجيش المتدخل، وسيسميها "قومية"، أو تكنوقراطية.
ولشق صفوف الشباب، سيكون من بين أعضاء هذه الحكومة شباب محتالون أو مهنيون يتصنعون اليوم أنهم معارضون. الجزولي دفع الله، عمر عبد العاطي، حسين أبو صالح، وآخرون محتالون.
ولابد سيشكل الجيش مثل هذه الحكومة لأغراض تثبيت الخداع، ريثما يتمكن الجيش من السيطرة الكاملة على الأوضاع السياسية، بعنف قوانين الطوارئ، ومن ثم ليتمكن الجيش من تنفيذ أجندة التدخل.
(6)
فواقعية هذا السيناريو مستمدة من قراءة للوضع الراهن، من موقعي في مدينة سياتيل البعيدة، والقراءة من بعيد قد تكون أحيانا هي الأدخل في الصواب، فالقرب من الأحداث قد يحول دون إبصار الحقيقة، لأنه لا يتيح رؤية الصورة الكاملة في شموليتها وكامل تعقيداتها.
وتنطلق هذه القراءة من أنه لم يبق للإسلاميين اليوم، أمام التهديد الشبابي المتصاعد والمُتصيِّر يوميا ليكون ثورة بالمعنى الحقيقي للثورة، كاجتثاث النظام القديم بكامل هيكلته، تنطلق القراءة من أنه لم يبق لهؤلاء الإسلاميين إلا حلان متداخلان، كخيارين متواليين، أولهما استخدام عنف جهاز الأمن لتثبيت التشبث بالسلطة، وثانيهما، في حال فشل صلاح قوش، تدخل الجيش. وسأعرض لهذين الخيارين المتواليين:
أولا، الحل الأمني بمزيد إجرام من قبل صلاح قوش
(1)
يدرك الإسلاميون أن تشبثهم بالسلطة، حتى في شكلها المجرد من كل شرعية أو مشروعية، ضروري لحماية أنفسهم وأرصدتهم وممتلكاتهم المنهوبة.
فالطريق واضح أمام الإسلاميين، وهو لزوم الاستمرار في استخدام قوة العنف الإجرامي، بمدد العقول الشريرة والأيدي الشريرة لدى نخبة الحركة الإسلامية، الضباط البلطجية في جهاز الأمن، بقيادة صلاح قوش، وفي معية الإسلاميين بلطجية كتائب الظل بقيادة علي عثمان محمد طه، وقوات المؤتمر الوطني الأخرى.
وهذا الحل الأول هي الساري في الوقت الراهن، وقد طور صلاح قوش فلسفة هذا الحل الأمني المتمثل في سعيه إلى إرهاب شباب المقاومة، حين أضاف صلاح قوش تقنية إرهابية جديدة، استخدامه سيارات الأمن كأسلحة في ذاتها، لدهس المتظاهرين.
وهذه عربات الدهس سلاح أقوى في مفعوله التخويفي من سلاح القناصة الإسلاميين ببنادقهم ذوات المناظير.
(2)
ولنتذكر أن هذا السلاح الأخير، سلاح القناصة، مقتبس من فلسلفة التقتيل الاستهدافي targeted killing، أحد التقنيات الأمريكية في الحرب ضد الإرهاب، بواسطة الطائرات المسيرة، وهو ذاته ما قرر اعتماده صلاح قوش.
ويتم تعريف هذا "التقتيل الاستهدافي" بأنه "القتل المتعمد، بواسطة الدولة، لشخص فرد تم تحديده مسبقا، حين لا يكون هذا الفرد المستهدف في قبضة السلطة الحكومية".
(3)
والأمثلة المريعة لاستخدام هذه التقنية الإجرامية كانت في انتفاضة سبتمبر 2013. لكن أول حالة موثقة بالفيديو الممرحل لهذا التقتيل الاستهدافي كانت حالة "الولد صاحب القميص البنفسجي الوحيد"، الذي كان حدده أولا جواسيس صلاح قوش، ثم أحالوه إلى كتيبة القناصة، فتم تقتيله في مذبحة فردية، على الطريقة الإسلامية، بعد يوم أو يومين من تحديده مستهدفا، وشناعة قتل شخص فرد ترقى بشناعتها وغدرها لتكون مذبحة قائمة بذاتها.
ما اسمه؟ وما اسم والدته؟
(4)
وكذا كان الأطفال المتظاهرون من بين المستهدفين بهذه التقنية الشنيعة، وهو درس صلاح قوش للأطفال في بداية سني المراهقة، وقد قال لهم "هكذا سيكون مصيركم إن هددتم مصالحي".
أين منظمة اليونيسف في الخرطوم؟ أحيانا تجد موظفيها مرعوبين يخافون على مرتباتهم، فلن يقولوا أية كلمة بشأن استهداف الأطفال من قبل الحكومة التي لديهم برنامج تعاون معها لحماية الأطفال. ومن برامجهم برنامج مخصص لاندراج الأطفال المراهقين في العمل المدني، ومن العمل المدني التظاهر ضد النظام الذي يحتقر حقوق الطفل.
لابد من أن يذهب متظاهرون، حتى لو كانوا ثلاثة، بلافتات للاحتجاج لدى منظمة اليونيسف في مكاتبها في المنشية بالخرطوم، وكذا في نيويورك، وجنيف، وعمان بالأردن.
ثانيا، الحل بخيار تدخل الجيش
(1)
فأما في حال ظهر فشل قوة العنف الإجرامي بواسطة البلطجية الإسلاميين بقيادة صلاح قوش، وبواسطة كتائب الظل تحت قيادة علي عثمان محمد طه، تبقى للإسلاميين تعبئة قوة الجيش، كملاذ أخير، لحماية أنفسهم وممتلكاتهم المنهوبة.
وقد تطورت الأحداث بصورة سريعة، وأدرك الإسلاميون أنه قد لا يبق لهم الآن إلا خيار تدخل الجيش لإنقاذهم من الشباب، قبل فوات الأوان. خاصة وهم شاهدوا فشل صلاح قوش وخلو وفاضه من كل حل لهم، عند مخاطبته الأطباء الإسلاميين، ناس الله أكبر، قصد تعبئتهم ضد المقاومة الشبابية.
(2)
واليوم يدرك الإسلاميون جميعهم أن صلاح قوش "بنزينو ماشي يَكمَل"، كما هو قيم الوضع بين الشباب المقاومين، وشهد الإسلاميون المذعورون بؤس أداء صلاح قوش، عندما لجأ إلى تخويف الأطباء الإسلاميين بفزاعة “استئصالكم" (يا إسلاميين) و"استئصالنا نحن" (ناس جهاز الأمن)، بواسطة الشيوعيين، "الما عندهم دين ولا أخلاق"، و"حيْوَدُّوا البلد دي في ستين داهية".
لكن صلاح قوش العارف من التقارير مشاركة الشيوعيين بقوة بين المتظاهرين، أراد مددا لدعايته عن خطر "الاستئصال" ليلصقه بالشيوعيين، قصد تجييش عاطفة كراهية الشيوعية القارة في أدمغة الأطباء ناس الله أكبر.
هنا، لم يجد صلاح قوش إلا مقالي (لزوم الحذر من المثقفين وجهاز الأمن والجيش ...)، وفيه حديثي عن "اجتثاث الدولة الإسلامية من جذورها"، وهو موضوع ظللت أكتب عنه على مدى الثلاثة أعوام الماضية. وسأعود إليه، بشأن "العنف الثوري"، و"الحريات الجنسية"، و"الإسلامية كعقيدة سياسية فاسدة"، وبشأن "خوف الإسلاميين"، وموضوع "البداية الجديدة"، و"د. عبد الله علي إبراهيم".
وحتى بذلك ضعيف حسه الأمني، فإن صلاح قوش فهم جيدا قوة شباب المقاومة، وأدرك خطر اقترابهم منه في مكتبه، وهو مذعور من احتمالية أن يصلوه في عقر داره، وفي مخابئ ممتلكاته المنهوبة. وهي وضعية الخوَّاف.
....
هكذا لا يبق الآن للإسلاميين جميعهم، في الإنقاذ وخارج الإنقاذ، إلا تدخل الجيش، المليشيا الإسلامية، لإنقاذهم.
دور المال الإسلامي في رشوة ضباط الجيش ليتدخلوا
(1)
فلنتذكر أولا أن للإسلاميين المذعورين مليارات الدولارات المنهوبة من المال العام، وهم على استعداد لبذل القليل منها لشراء جميع كبار الضباط في الجيش، لتنفيذ تدخل انقلابي، أو غير انقلابي، لمصلحة هؤلاء الإسلاميين الحرامية.
فكبار ضباط الجيش وصف الضباط، المليشيا الإسلامية، قد لا يشمل تحركُهم الهَمَّ بإنقاذ الإسلاميين المذعورين، بل هم يريدون بالتدخل إنقاذ مصالح الشريحة الطبقية من ضباط الجيش.
والإسلاميون المذعورون، الملكيون، كذلك مدركون أن الجيش سيتحرك لمصلحة ضباطه، بالدرجة الأولى، فلابد عندئذ من تقديم رشوة ليس فقط لشمل الإسلاميين الحرامية تحت حماية الجيش، بل للإسراع بتنفيذ التدخل العسكري ضد الشباب المقصدهم "تسقط بس".
(2)
ومن ثم يأتي دور المال، بالملايين الدولارية، لرشوة هؤلاء كبار الضباط في الجيش، ربما جميعهم، خاصة وأن صلاح قوش طلع فشنك.
ونعلم أن بلايين الدولارات المنهوبة موجودة عند هؤلاء الإسلاميين في حساباتهم الخاصة، وفي حسابات أبنائهم وبناتهم.
ونعرف من التجربة أن الرشوة تقنية إسلامية لها فقه متكامل، وقد استخدمها الإسلاميون من قبل، لرشوة الفريق سوار الذهب والفريق تاج الدين، لتسويغ تدخل الجيش في زخم الانتفاضة ووأدها، وعند تشكيل المجلس العسكري الانتقالي، وبعد ذلك برشوتهم هذين الجنرالين بالمال العربي الإسلامي الأجنبي، في هيئة أمان السودان، ومنظمة الدعوة الإسلامية، وهما كيانان للحركة الإسلامية السودانية أسهما في التخطيط لانقلاب الحركة الإسلامية في 1989وتنفيذه والدفاع عنه.
واستخدم الإسلاميون الحرامية الرشوة كذلك لتطويع عمر البشير، ليسمح باستمرارية صناعة الفساد، وليحميها، من موقعه كالقائد العام للقوات المسلحة.
بث الخرافات الإسفيرية عن الجيش
(1)
لقد ظل الإعداد السري والعلني لتسويغ تدخل الجيش يسير على قدم وساق منذ بداية الحراك الشعبي وبروز الشباب بقوة غير معهودة. وظهر توافق غريب في الخطاب لتسويغ تدخل الجيش، من قبل جهاز الأمن، وهو أمر مفهوم، ومن قبل بعض السياسيين المعارضين، مثل ياسر عرمان، وهو كان أمرا غريبا، سآتي إليه.
وانتشرت في الأسافير خرافاتٌ وأكاذيبُ وأوهامٌ وخدعٌ، منها أن في الجيش أملا كبيرا للانحياز إلى جانب الجماهير؛ وأن الجيش حمى المتظاهرين؛ وأن الجيش وقف على الحياد أثناء بعض المعارك بين المتظاهرين والشرطة؛ وأن الجيش ضرب الشرطة ورجال الأمن وقوفا منه مع المتظاهرين؛ وأن الجيش تكبد خسائر في الأرواح شهيدين، في القضارف؛ وأن الجيش رفض الانصياع للأوامر العليا لضرب المتظاهرين.
وكله كان محض كذب بوقاح.
وحتى أحداث بورتسودان عن تأديب قوات الجيش لعناصر جهاز الأمن قليلة الأدب لا تعني شيئا، زيتهم في بيتهم، مجرد شكلة حرامية.
(2)
ومن الأكاذيب الخبيثة أيضا أن ضباط الجيش من عميد إلى فوق "يضحكون" على عمر البشير، وأن الجيش يريد إنقاذ السودان من "الكيزان"، وهذه الأكاذيب كانت من خدع جهاز الأمن التي روج لها الشاب مصعب الضي بشارة، من موقعه في المملكة العربية السعودية.
ونشر مصعب الضي بشارة خدعة إضافية أن حميدتي تغير، وأنه يجب أن نستعد للترحيب به منحازا إلى الجماهير.
فلنضع مصعب الضي بشارة، وشقيقه الأفاتار المعتقل لدى جهاز الأمن، مرة إضافية، تحت المجهر، وقد حققت في عدد مقدر من تدخلاتهما، وليس عندي أدنى شك في كذبهما وخداعهما. وفي مقدورهما إثبات العكس، إن كان العكس صحيحا. ولأني ذكرت كذبه، حرض مصعب الضي الدجاج الالكتروني على ردمي بتدخلاتهم، دون أن يذكر اسمي، وكان السياق ومكوناته كافية لفضح مقاصده.
(3)
وأخيرا جاء الحديث عن "مجلس عسكري"، من مقترحات مبارك الفاضل وغازي صلاح الدين، في مجموعة الـ 22 حزبا من الانتهازيين الهاربين، ليس في أي حزب منها أكثر من شخص أو ثلاثة.
ثم ظهر حديث د. الواثق كمير، عن احتمالية دور الجيش كالآلية الوحيدة لانتقال السلطة. وغيره كثير من نوع الترحيب بتدخل الجيش، تحت ستار المعقولية والبراغماتية والسوسيولوجيا.
الأسباب الحقيقية للتدخل المحتمل من قبل الجيش
(1)
فإن تَدَخَّلَ الجيشُ، وهو الاحتمال الغالب، سيكون تدخله قصد تحقيق أهداف محددة ومرسومة، وهو أصلا، كجيش، لا يتحرك لتنفيذ عملية من عملياته إلا وجلس القادة العسكريون سبقا لتحديد الغرض النهائي من العملية المزمعة، وأهدافها، والاستراتيجيات التي تقود إلى الأهداف المرسومة، ولبيان التكتيكات كالأفعال المفضية إلى تحقق المخرجات المرغوبة.
(2)
لا يوجد كيان آخر يضاهي قدرة الجيش في تخطيط المشروعات وتنفيذها، بقوة السلاح وبالاحتيال والخداع والتدليس، ولنا عبرة ودروس من كل العسكريين الذين حكموا السودان، جميعهم استخدموا قدراتهم في التخطيط، وفي أمور الخداع والاحتيال، من عبود، إلى النميري، إلى سوار الذهب، إلى عمر البشير.
(3)
ولا يتدخل الجيش إلا لسبب، ومن ثم يصبح الأمر مجرد تقنيات يعرفها الجيش، حيث تتداخل الأسباب مع الأهداف، وقد تظهر أهداف إضافية في سياق دوران تنفيذ الخطة المرسومة.
وتشمل الأسباب الرئيسة للتدخل المحتمل من قبل الجيش، وجوهرها الخوف من الشباب وما يمكن أن يفضي إليه انتصارهم على نظام الإنقاذ:
(1) ضمان بقاء واستمرارية الدولة العميقة؛
(2) ضمان عدم التجريد من الأرصدة والممتلكات المنهوبة؛
(3) ضمان عدم الملاحقة القضائية بشأن الجرائم المقترفة.
فأعرض لكل سبب على حدة: