فما هذا المُلَثَّم؟ الدَّايِرْنِي يْجينِي عَديلْ!
عشاري أحمد محمود خليل
14 March, 2019
14 March, 2019
ushari@outlook.com
ملخص مسألة الطبيب الأصم
(1)
فهذا هو الردُّ على من يخاف ملاقاتي بالواضح، وقرَّر إخفاءَ هويتَه الحقيقيةَ، ليتحدث بِاللَّفَّة، عبر "إسماعيل التاج، مواطن"، كذلك هو الآخر مُلَثَّمٌ يُخفي هويَّتَه، في المقال (ليس دفاعـاً عن الشاب محمد ناجي الأصم ولكن ضد العقلية التي يمثلها عشاري محمود).
...
فأنا عشاري، في سياتيل، كما كنت في الخرطوم، قاعد لِيْ ومِلازم البابْ، الدَّايِرْنِي يْجينِي عَديلْ، والتحية لأسود البراري، الذين تجاوز بيانُهم، وفيه قرارُهم تكوينَ حكومتهم في بري، إعلانَ الحرية والتغيير، الهزيل، الذي سطرته قيادة تجمع المهنيين.
والتحية للمهنيين الشباب، المقاومين، أصحاب المقاومة الأخلاقية، الذين يرفضون منفعية الكذب والتزوير والاحتيال.
(2)
إن موضوع قلق التجمعيين المتطرفين، عبر مرسالهم المواطن إسماعيل، هو مقالي (مسألة الطبيب محمد ناجي الأصم)، الذي كيَّفتُ فيه الطبيبَ محمد ناجي الأصمَّ بأنه مُزوِّر مُحتالٌ، وأنه لا مكان له في ثورة الشباب، وحذرتُ الشبابَ من أن يسمحوا له بتمثيلهم مع الحكومة أو مع غيرها.
(3)
هذا الإسناد ليس مسألة قانونية صِرفة، كما يريد المرسال المُلثَّم، وليس مكان هذا الإسناد المحكمة التي نعرفها، فيها القاضي والمحامي والموظف فاسدون يعملون في عصابات للجريمة المنظمة، في الإنقاذ وقبل الإنقاذ. وليس في القانون إلا القليل لفهم هذا الإسناد أو تفسيره.
...
بل إن الأمرَ أمرُ الأصم مجالُه المعرفة الحياتية العامة الثابتة، يعرفها حتى الأطفال، أن كلَّ شخص ثبَت لنا أنه، حتى في مرة واحدة، هنا في مجال العمل العام والسياسة، أو أمور الحياة العامة، استخدم الكذب، أو الغش، أو التزوير، أو الخداع، أو إخفاء المعلومات، أو التضليل، وباختصار كل من ثبت لدينا أنه محتال، في المرة الوحيدة، يتعين علينا ألا نثق فيه، وأن نعزله، ويجوز لنا أن نرميه بكل شيء، خاصة حين يجد هذا المحتال الثابت جرمُه مَن يتسترون على احتياله، ويُعمِلون التغطية على خداعه، الآن عبر مُرسال مُلَثَّم، هو إسماعيل التاج.
(4)
فالمُزوِّر المحتال، هو الذي يقع عليه هو عبء إثبات أنه غيرَ ما كيَّفناه، وهذا هو فقه القانون الذي لا يفهمه إسماعيل التاج، أن عبء الإثبات يتنقَّل، وأنه، في قضايا الفساد السياسي أو فساد الموظف العام، حيث السرية والمكر، يقع العبء على هذا الموظف العام، الذي أسندنا إليه الفساد السياسي، عبءُ إثباتِ العكس، حتى لا يستفيد هذا الموظف العام من سرية الخداع والمكر، مع متآمرين في الكواليس يعملون في الظلام وجميعهم ملثمون، وحتى لا نجد أنفسنا غير قادرين على انتقاد من يدعي أنه يتحدث باسمنا "نحن شعب السودان ...."، متحججا بلزوم تقديمنا نحن الإثبات، وإلا فذمته بريئة مما نسنده إليه.
(5)
وهذا هو الفقه الدستوري العالمي بشأن "حرية الصحافة"، لعله أروع إسهام من المحكمة الأمريكية العليا، في قضية نيويورك تايمز ضد سليفان 1964، أن على الموظف العام المُسند إليه الإفسادُ أو الانحرافُ عن القانون في أداء عمله، أنْ يُقدِّمَ هُو، لا الجريدة، إثباتَ أنَّ الجريدة مسؤولة قانونا، وفق مبدأ "الخبث الفاعل"، أنها كانت تعرف براءة ذمته، لكنها الجريدة قررت برعونة أن تسند إليه الفعل المخالِف، فعليه هو الآن، في المحكمة، إثبات هذي براءة ذمته التي يدعيها على غير ما نشرته الجريدة.
(6)
وإسماعيل جاهل بفلسفة القانون، وبقضايا الدسترة الجديدة، ولا تتعدى حدود معرفته ما نما إلى سمعه عن قديم فقه النظام القانوني لدى الإنقاذ وما قبلها، بما فيها من خرافات عن قضاة نزيهين، خرافات يسترق إسماعيل السمع إليها، من مثقفين يأتون إلى قريته في السودان، يتحدثون عن ماض رائع للقضائية، وهو المواطن البسيط، هكذا هو إسماعيل يريد لنا أن نتصوره، وهو الملثم بدون هوية.
فلا يدرك إسماعيل أن الفاسدين في جميع المؤسسات الحكومية يقاضون الناشطين والصحفيين الذين يتهمونهم بالفساد، يطالبونهم بالإثبات، على طريقة فهم إسماعيل، وهي طريقة عمر البشير: العِندو إثبات للفساد، يجيبو.
(7)
فأختصر ردي على إسماعيل، وعلى المِرَسِلِنُّو من التجمعيين المتطرفين، بالتركيز على الوقائع المادية الحاكِمة، في نص الفيديو الذي أسندتُ للأصم تزويرَه، لأن هذه الوقائع مفهومة للجميع، وهي ليست محلَّ خلاف، إلا على سبيل الاستهبال الذي يعتمده إسماعيل، وهو استهباله الذي قد أُبيِّن بعض تجلياته، في الجزء الثاني من المقال الذي قد يكون متسلسلا، إن ظهر أن إسماعيل يستحق الرد عليه، بعد أن يخلع إسماعيل لثامه ويكشف عن هويته، بصورته، ومقاميته، وعلاقته بالمرَسِّلِنُّو، وأقول لَه قول لِّيهُم عشاري قال ليكُمْ: الدَّايِرْنِي يْجينِي عَديلْ.
...
وأطرح هذه الوقائع في شكل أربعة أسئلة وأجوبتها، بلغة مُحوَّرة من لغة "نقاط النزاع"، عسى يفهم المرسال إسماعيل التاج المعتقِد في أن المعرفة محصورة في صنعة القانون كخدع وحركات متذاكية.
(8)
فما هي الأسئلة الجوهرية الأربعة، التي بملاقاتها ننفذ إلى الحقيقة، حقيقة الطبيب الأصم، ولا نجد هذه الحقيقة إلا بتجاوز التنقيب في ركام الهراء والاستهبال مما نشره "إسماعيل التاج، مواطن".
السؤال رقم 1 (مطلب التنحي الفوري للبشير)
(1)
هل يوجد المطلب، "أولا، التنحي الفوري للبشير"، في النص المكتوب لـ "إعلان الحرية والتغيير"، الموقع عليه، وهو الأصل، كالوثيقة الحاكمة بشأن أي زعم بتزوير؟