علي الحاج محمد: من المخططين لانقلاب 1989

 


 

 

 

علي الحاج محمد: من المخططين لانقلاب 1989

ماذا يريد منا هذا الألماني ؟
لماذا يصرخ هذا الشخص في مؤتمره الصحفي بأن الإسلاميين مستهدفون؟. أليس من حق الشعب أن يتم منعه من كل شيء ويقبع في السجن لاشتراكه في التخطيط لانقلاب 1989؟
ألم يكن مشاركاً في الانقلاب الأسود وقضى عشر سنوات يتقلب في مناصب الانقلاب، ولما صرخوا فيه عندما سألوا عن ميزانية طريق الإنقاذ الغربي، قال بملء فيه ( خلو الطابق مستور)؟.
ألم يتم إعادة النظر في تخطيط أراضي الجريف غرب، وتغير مسار الطريق، ليتم اقتطاع القليل من الأمتار المربعة من قطعة أرضه، ثم يضاف إليها الكثير؟.
ألم يقل في مقابلة في تلفزيون أبوظبي بعد المفاصلة ( إننا تبنا من الانقلابات)؟
تاب بعد التمتع عشر سنوات ( حاج ومتمتع)!.

ألم يقل في مؤتمره الصحفي بعد سقوط الإنقاذ: إننا قد عيَّنا عمر البشير، ونحن نتوب إلى الله لو يقبل. ولم يعتذر للشعب عن القتل والتعذيب والاغتصاب، بل صار يقبل الأيدي ليلقى وظيفة وزير بعد عمره المتطاول في جنة الإنقاذ؟.
ألا يستحق هذا الرجل محاكمة عسكرية لأنه مشارك في تخطيط الانقلاب الدموي الأسود، الذي أحال السودان من واسطة عقد إفريقيا إلى مركز نفايات العالم؟.

(2)
عندما نورد نص من كتاب" المحبوب عبد السلام "عن العشرية الأولى لعهد الإنقاذ، فإننا نفتح ملفات الحركة الإسلامية وتنظيم الإخوان المسلمين الأسود، وفق رواية أصحابها والقياديين الذين كانوا مستترين في القصر يتحركون لتأمين مسارات التنظيم، حتى أظهرهم خلاف القصر والمنشية فانقسموا.
وقد أورد " المحبوب عبد السلام" في كتابه المذكور أعلاه، ص 96:
{ كان تفويض مجلس شورى الحركة الإسلامية، ثم هيأة شورى الجبهة الإسلامية قد انتهى إلى الأمين العام، الذي اختار ستة من كبار قادة الحركة وأعلامها المعروفين بسابقتهم وكسبهم القيادي المتصل. مثّل سبعتهم القيادة الشرعية ذات التفويض، الذي استصحب شورى الأجهزة الرسمية والشورى غير الرسمية التي تولاها الأمين العام، كان قرار الانقلاب لاستلام السلطة }
وأضاف الكاتب هامشاً على ذات الصفحة السابقة:
{ أدى القسم ستة من قادة الصف الأول للحركة الإسلامية أمام الأمين العام بكتمان سر التغيير وأداء أماناتهم ورعاية عهد الحركة الإسلامية، مهما اشتد عليهم في الابتلاء، وهم: علي عثمان محمد طه، علي الحاج محمد، ياسين عمر الإمام، عوض أحمد الجاز، وعبدالله حسن أحمد، وإبراهيم محمد السنوسي.}
(3)
من المصدر السابق أيضاً - ص 97:
{ بعد أخذ القسم المغلظ من أعضاء القيادة الستة أمام الأمين العام، ثم التداول لوضع خطة الانقلاب الفنية والسياسية واختيار أعضاء مجلس الثورة الذين سيظهرون ويشهرون اسمها. يتقدمون باسم القوات المسلحة لإنقاذ البلاد. أما وجه الحركة المدبّر من وراء ذلك فينستر ويجري عليه ما يجري على بقية الأحزاب، فالأمين العام سيعتقل شأن القائد الأول من كل حزب ومعه واحد من الستة، وسيحفظ ثالثٌ خارج البلاد، وسيباشر اثنان العلاقة سراً مع قائد الانقلاب، والملتزمين من العسكريين، ليبقى اثنان للشورى والاحتياط. اتفق كذلك، في إطار تعديل الخطة، أن يبقى الأمين العام شهراً في المعتقل، تؤول فيه كل سلطته ولا سيما تفويض الحركة الإسلامية، وولايته المباشرة على الأجهزة الخاصة والمال إلى نائب الأمين العام، الذي سيرأس إدارة الحركة والدولة بهذا الاعتبار، مهما تكن واجهة العلن العسكرية والتشريعية في مجلس الثورة، السياسة التنفيذية في مجلس الوزراء، فإن مركز القرار يبقى عند الحركة، تتولى اتخاذه وتحاسب على إنفاذه .}
(4)
لا نعرف كيف تقلب " علي الحاج" في وعثاء الإنقاذ، يمشي متخبطاً يُكابر من مستنقع إلى آخر. ونذكر كارثة حلّ وزارة الأشغال في تسعينات القرن العشرين، وطرد خمسين مهندساً ومهندسة للصالح العام، والقذف بأرشيف كل المباني الحكومية في السودان منذ دخول الإنكليز إلى النفايات، ليقوم الإخوان المسلمين بطلاء مبنى وزارة الأشغال بالجير الأبيض، وتعليق لافته كُتب عليها ( وزارة الحكم اللامركزي). وكان الوزير هو "علي الحاج محمد"!.
هذه هي رؤية الإخوان للتأصيل!.
(5)
نذكر بعد دخول الجبهة القومية الإسلامية في تآلف مع حزب الأمة، أثناء الديمقراطية السودانية الثالثة، أن تم تعيينه وزيراً للتجارة الداخلية. وتابعته صحيفة الإخوان المسلمين ( الراية ) وكاميراتها ليلاً، فقد انتظر عند أحد الأفران حتى يتم إعداد الخبز منذ أن كان دقيقاً ويراه رأي العين خبزاً. وكانت تسجل الصحيفة المذكورة تغطيتها تحت عنوان رئيسي:
( صعب صعب يا علي)!!

وكانت العبارة هي أيقونة أغنية صفراء كالحة الشعبية تلك الأيام، وفق تصنيف العالم المستتر عن الناس، والذي يخجل عن ذكره عامة الناس. يذكره الإخوان المسلمين ويجهرون بفتنة الغواية!. ورغم ذلك يشيعون عن أنفسهم أنهم ربانيون، لا للسلطة ولا للجاه، ولا تكف أعينهم عن اقتناص اللحظة الهاربة، لعلها تصيب المفاتن المغرية، ويتمسحون بالإسفاف بعتو الاستكبار الذي ملأوا به مسامعنا كطنين الذباب.
أمثل هذا الرجل.. ألا يخجل من الظهور الاعلامي، دع عنك اجتماعه بأعضاء من المجلس العسكري وإقامة مؤتمر صحفي؟!

عبدالله الشقليني
27 أبريل 2019

alshiglini@gmail.com

 

آراء