لا يستحق شعبنا المسالم هجمة الشر المغموس بالسلاح والدم.
لم تمض غير تجربة فريدة لكتائب النظام السارق للسلطة عام 1989، صبروا ليستردوا أنفاسهم بعد الثورة . ولا يستحق أبناء وبنات شعبنا هذا المصير الذي تعمد بالدم الطاهر: مئات القتلى ومئات الجرحى والموتى المجهولين في النيل الأزرق . بعد أن غدر به أصحاب السلاح ، وغسلوا المكر بالدماء، وشعبنا عرف سيرتهم من قبل ، وخيبوا قليل من الظن فيهم، و الأرض جربت المخادعين، فكشفوا عن أنياب الثعالب .وسالت ينابيع الدموع من المآقي، عشية عيد الفطر . تعودوا القتل عشية عيد الفطر، مثلما تم حين دفنوا 28 شهيداً ، بعضهم أحياء !. هؤلاء لا يعرفون ديناً ولا أخلاق. الإرهاب لا يعرف ديناً، فقد شهدنا كتائبهم يضربون المعتصمين، وهم في الصلاة، وقتلوا منهم منْ قتلوا في الثامن من رمضان. ولم يتوقف نهج التظاهر السلمي. لكن الكتائب انتشرت واستشرى الفيروس القاتل في جنود مرتزقة أجانب. وذهبوا إلى أبعد من ذلك حين أغرقوا الشباب في النيل ، لكي يتستّروا على جريمتهم .
(2) إن التفاوض، كجرعة السّم في بطن الدسم. حين تقطع أنت صحارى الآراء المتنافرة، وتجفّ الحلوق. عند مفترق طرقات مفاوضات، عند الذين يؤمنون بالحرية والعدالة من جهة ، ومن لا يعرفون إلا أن العصابة في انقلابها الثاني يدعون أنهم مالكي الحقيقة، يمثلون وطناً يظنون أنهم يملكونه. إن الحياة كالنات ولا تزال رحيبة بالتعدد، ولا شيء يسمى تملك الحقيقة المطلقة. أمهل الثوار العصابة أن تثوب إلى الخير، وتلك كانت فرصة، وأثبتت التجربة بالفعل كم هؤلا بعيدين عن الحياة الإنسانية الكريمة. وغدروا بالثوار.
(3) ليست قصة تُكتب ذات ليلة بعدها عيد . مأساة حقيقية أن يتعقب المرء وقائعها ، فهي مأساة حزينة أن تجد كلباً وفياً لأهل بيته ، وقد أصبح مسعوراً. كان القتل العشوائي، كطيف في السماء، لشهاب مضى ذات ليلة، أو هو قتل عشوائي ذات فجر 29 من رمضان 1440، الموافق 3 يونيو 2019. مع هدأة الصباح والناس نيام. أطبقت الكلاب المسعورة على الأبرياء من المدنيين. قبل ذلك قال الصديق أنني استقبلت مكالمة من هاتف نقال النقال في الثانية من صباح 3 يونيو ، تقول إن الكهرباء قد تم قطعها من منطقة الاعتصام وبالمنطقة المحيطة بالقيادة العامة في الخرطوم. وأن من يهاتفه موجود في منطقة الاعتصام، وأن هناك ترتيبات لفك الاعتصام بالقوة، وتحركات قوات أمنية وقوات من الدعم السريع.
(4) اليوم يشبه الأمسية التي أذاع راديو أم درمان وتلفزيونه أنه قد تم إعدام 28 ضابطاً، يوم 28 رمضان الموافق للعام 1990، بعد اتهامهم بحركة انقلاب عسكري ضد سلطة الإخوان المسلمين التي جاءت أيضاً بانقلاب 30 يونيو 1989. لم تستغرق التحقيقات بضع ساعات، وانتهى الأمر بنقلهم في سيارة مُقيدين بقيود بلاستيكية في أيديهم. وتم تعيين مكان مجهول في صحراء غرب أم درمان، وقامت آلة الحفر الميكانيكي بحفر مجرى عميق. أحضر المتهمين على دفعات بعدد خمسة لكل دفعة، يوقفون أمام الحفرة، ثم يطلق عليهم نيران مجموعة، وباندفاع قوة الرصاص، يسقطون في الحفرة. بعضهم لم يمت، وتم دفنهم بواسطة" سيارة الدفن الميكانيكية " آخر المطاف. كانوا صائمين. و لكن القرار جاء من نائب الأمين العام للتنظيم تنفيذ الاغتيال.