بهيسة و أم جمعة: تجليات الدولة العميقة
كانت بهيسة الشيخ الجيلانى .. كادر المؤتمر الوطنى و خريجة جامعة الجزيرة كلية التربية تعتلى المنصه فى قاعة الصداقة تخاطب (سيادتو حميدتى) و جمهرة من النساء اللائى حشدن حشدا ليبايعن المجلس الجنجويدى الانقلابي بعد ايام قليلة من اغتصاب بنات و شباب فى ميدان القيادة العامة اواخر رمضان فى نهار الشهر الفضيل.. وعلى طول ضفاف النيل مازلت امهات واخوات ينتظرن جثث ابنائهن و بناتهن المقتولين و المغدورين و كل لحظة و اخرى يخرج جثمان شهيد مربوط اليدين و القدمين بعد ان قتلوهم و القوا بهم فى جوف النهر ..
كانت النساء يصرخن من وجع الاغتصاب و كانت بهيسة و من معها يرقصن و يصفقن للمغتصب و يلعقن حذاءه و يعلن انهن جاهزات .. جاهزات لكل شيئ فقط رهن اشارة من يشترى و يدفع مهما كان تافها او مجرما ..
كانت الحكامة ام جمعة تمتدح البشير و عبدالرحيم واحمد هارون فى العام 2015 و كانت هى ذاتها بثوب جديد تتغنى عن شجاعة و رجالة حميدتى فى قاعة الصداقة..
فى المطار كانت امراة كل الفصول تعود من كندا عبر الامارات و لا يلتقيها الا (البهيسات) و (امهات جمعة) و حميدتى يدفع لفرق الفنون الشعبية..
اطباء المؤتمر الوطنى الذين صفقوا لاكاذيب قوش واعلنوا استعدادهم لسد اى فرقة يقوم بها (الطوابير) عبر اضراب او اعتصام كانوا هم ذاتهم من يصفق لاكاذيب المجلس العسكرى و يعلنون جاهزيتهم للبرهان..
البعض يظن ان الدولة العميقة هى افكار ايديولوجية .. و لم يعلموا انها مافيا المصالح و الذمم المشروخة و تواطؤ القبح الاخلاقى و العهر السياسى و عنف السلطة و المال الحرام.. ما كان لمبارك ايدولوجية..ولكن كانت تحته شبكات الكوميشنات و الفساد و المصالح المتساندة..
ذهب هو فقط بصورته و جاء السيسى و حاشيته على ذات القواعد..
مضى البشير و على عثمان و (تواروا) عن المشهد و ظهر حميدتى و البرهان و صلاح و ياسر العطا و كباشى..
و شبكات المصالح.. وظهر رجال كل الاوقات و المواقف التافهة سيظهر ابو قردة و اشراقة و حاتم السر و حسن طرحة و كل قوادى الظروف الذين كانوا يعلمون ان البشير و من معه لصوص وقتله و فاسدين و لكنهم شاركوهم فى مائدة التهام الوطن و افقار انسانه..
سيقرا بعضهم قوة الضغط التى تمارسها قوى الحرية و التغيير و سيهرولون تجاههم وهم بعض قيادات المؤسسات لا عن مبدئية و لكن عن ظن انه اوان التغيير والبحث عن موضع قدم مع الثوار.. و سيقرأ اخرون غلبة المجلس الانقلابي و سيهرولون تجاهه لا عن ايمان بالوطن و انما محاولة لحجز مكان فى مستقبل المصالح..
ابدا لم يكن يحكمنا اصحاب فكرة و انما شلة لصوص و تافهين و اعوانهم فى مختلف المستويات..
سيصفقون و يرقصون لمن كانت له القوة .. و سيشاركون فى قتل واغتصاب و سحل من لا يملك بندقية..
افحصوا تلك الوجوه فى مجازر القيادة..
ستجدوا الجنجويد و الامن و كوادر المؤتمر الوطنى وامنه الطلابي و امنه الشعبي..يهتفون مات الملك عاش الملك..
فى مصر كانت الدولة العميقة تجمع بين الهام شاهين و يسرا و محمد صبحى و محمود بدران و محمد موسى و عماد اديب وقيادات الجيش و المخابرات و ضباط الداخلية واحمد بدير يبكى فى مشهد محاكمة مبارك الصورى (ما ينفعش دا ابونا) وسيبكى بعضهم فى السودان على مشهد اقتياد بشة (سمينا نضيفا) الى المحكمه (ما بينفع اخلاقنا و اعرافنا) ويتجاهلون كل قتل و نهب وسرقة ..
كانوا رجال مبارك و معاونوه.. وكانوا مع الثورة حين انتصرت و شتموا مبارك و تغنوا بالثوار و كانوا مع السيسى حين قتل المعتصمين ووغنوا (تسلم الايادى)
الدولة العميقة هى دولة التافهين و النساء و الرجال المشروخى الضمائر الملتصقين كالطحالب مع كل اتجاه و حال..
كانوا خلف البشير وقالوا لا بديل عن اسد افريقيا و سيكونوا مع حميدتى وسيجدوا له لقبا و سيكونوا ثوريين متى انتصرت الثورة..
هم تافهون ولا يستحون
يبيع الطيب مصطفى ابن اخته و سيبيع امه و ابيه .. و ستبايع بهيسة كل قاتل و مغتصب فقط نظير لقمة او منصب.. و سيكون الامن و الامن الشعبي بندقية يستخدمها من يحفظ مصالحهم..
اسوأ مافعله النظام انه شرعن العهر و التفاهة و البجاحة و (قوة العين) و جعلها شهادة و بطاقة للوصول و الصعود و الارتقاء..
و اصبح طبيعى جدا ان تجد بروفيسورا كأبراهيم احمد عمر و اماما كالكارورى و شخصا كابو قردة ووجها كحسن طرحة و ثوب مياده و قصة تراجي و ابرولات اطباء الانقاذ و محمد حسن و المحامي محمد حسن الامين و كدمول حميدتى و دبابير البرهان و جريدة الهندى و كاميرات التلفزيون و اشعار بعض الحكامات.
ومن ظن ان النظام سيسقط بتغيير اعلى هرم السلطة فهو واهم..
ففى كل مكان و مؤسسة و هيئة و جحر هناك قواد اخلاقى و عاهرة سياسية يسترزقون من هذه القوادة و العهر و ينظرون الى الصراع ليجهزوا انفسهم للانضمام لمن يغلب اما بقصيدة جاهزة تمجد القاتل او بصراخ انهم مظلومون و تم اقصائهم من الثورة ..
____
**