* أرجو أن تسمح لي كي أعاتبك لانحيازك للمرأة في كتاباتك عن المشاكل الأسرية التي تتعرض لها الأسر السودانية خاصة في المجتمعات المختلفة عن مجتمعنا السوداني.
* هكذا بدأ محمد احمد رسالته الإلكترونية باتهام جائر لي لمجرد أنني كتبت في كلام الناس حول بعض الأوضاع المعقدة التي تواجه المرأة السودانية في بعض المجتمعات المختلفة‘ وقال أنني عبرت عن وجهة نظر المراة عند تعرضي لمعضلة ال"Single Mum" ولم أستقصي الأسباب التي أدت لمثل هذه الحالات. * قال محمد احمد : للأسف بعض النساء عندما يجدن أنفسهن في وضع " الإستقلال المادي والقانوني" يتمردن على الرجل‘ وفي بعض الأحيان يصل الأمر بينهما إلى الشرطة والمحاكم. *هذه الحالات المزدادة في مثل هذه المجتمعات المفتوحة تسببت في عدم إستقرار الكثير من الأسر بسبب "الصدمة الحضارية" - إذا صح التعبير - وهي صدمة تفقد بعض الأسر التوازن الإجتماعي والأخلاقي والنفسي الأهم لإستقرارها وسعادتها. * طبعاً هناك زوجات محافظات على تماسك الأسر واستقرارها رغم المنغصات الواردة في الحياة الأسرية بل أن بعضهن يسهمن بصورة إيجابية في تحمل أعباء المعيشة المزدادة حتى في تلك البلاد. *أضاف محمد أحمد قائلاً : بعض الزوجات اللاتي "فصلن عيشتهن وخربن عش الزوجية" بكامل إرادتهن وجدن أنفسهن في وضع أصعب وهن يواجهن تحديات المعيشة وتربية البنات والأولاد وتنشئتهم/ن الأصعب في تلك المجتمعات المشحونة بالمهددات المحيطة بهم/ن. *هكذا إنتهت رسالة محمدأحمد التي إتهمني فيها بالإنحياز للمرأة رغم أنني عندما تناولت معضلة ال"Single Mum" قلت ليت الطرف الاخر - أي الرجل - يقول كلمته حتى تكتمل الصورة. *بالفعل أعطيت مساحة في كلام الناس اللاحق لعدد من المداخلات التي وصلتني‘ بل فتحت الباب للتداول حول هذه المعضلة المزدادة لأنني لا أملك الكلمة الفصل في مثل هذه القضايا. *يبقى الأهم أن هذا الموضوع الشائك الذي جابه الكثير من الأسر السودانية في تلك المجتمعات المفتوحة يستحق المزيد من التفاكر والتشاور لإضاءة الطريق أمام كل الأسر ومشروعات الأسر‘ لأن الحياة الزوجية كما يعرف الجميع ليست مجرد علاقة إشباع حاجة عضوية وإنما هي شراكة إجتماعية إقتصادية قيمية تتطلب تضحيات من الزوجين لتعزيز المودة والرحمة والإحترام والتقدير بينهما لحماية سفينة الزواج من كل الأنواء الخارجية.