شكراً لكل من منحوني كسوة شرف أكبر من حجمي. شكراً للرجال والنساء والصبية والصبيات الذين تدافعوا بالمناكب لعناقي في ساحة مطار عاصمة بلادي وقد تشرفت قدماي بملامسة تراب الوطن بعد طول غياب. شكراً لدموع سالت على كتفي فأبكتني. شكرا للرجال والنساء والصبية والصبيات الذين رأيت الحلم بالمستقبل في بريق عيونهم وضوء بسماتهم رغم العنت والمسغبة التي رماهم بها سارقو قوت الأرامل والأيتام. شكراً لدموع سالت على كتفي فأبكتني. والشكر للشباب "الراكب الراس" الذي قاد ثورة ديسمبر - إحدى كبريات ثورات الإنسان في القرن الواحد والعشرين - فاتحين صدورهم لرصاص القتلة في واحدة من ملاحم هذا العصر، وكانوا كلما صعد شهيد إلى جوار ربه هتفوا ببسالة: (دم الشهيد ما راح.. لابسنوا نحن وشاح!!) واسمحوا لي أن أشكر فيصل محمد صالح ورشيد يعقوب وعالم عباس (هكذا بدون القاب).. كان احتفاؤهم قبل أسبوع من عودتي بالمفكر الكبيرالدكتور حيدر ابراهيم علي وبشخصي لاحقاً هو التفسير لمعنى أن للكلمة عند الدولة المدنية قيمة وأي قيمة! شكراً للجميلين والجميلات في لجنة الإستقبال: محمد المصطفى عبد الله أبو حرية ، ياسر العوض، إيماض بدوي، الدكتورة غادة فاروق كدودة وعذرا إن نسيت البعض فأنا أكتب هذه الخاطرة من الذاكرة وبدون ترتيب للمعلومة.
ثم شكرا لكل من كتبوا مهنئين بسلامة العودة للوطن بعد طول غياب. شغلتني برامج مجاملات لا تحصى - حتى هذه اللحظة- أن أعود لصفحتي وللرد على كتابات وتحيات بعضكم العطرة. مضافاً إلا أنّ وعكة خفيفة ألمت بي ، لكنها وسط فرحي بالعودة لتراب أجدادي ولكم أعيشها وكأنها زائر يعانقني مثلما فعل ويفعل زواري الأعزاء لقلبي. لكم جميعا الشكر الجزيل. ولكم جميعاً تعودني أبيات قديمة: سنوقِدُ صندلَ أحلامِنا .. لكِ لكننا لم نعُدْ ندلِقُ الماءَ أو نسرِجُ الأمنياتِ انتظاراً لوهْجِ السرابْ كبُرْنا على اليُتم ! إنّ السنينَ العِجافَ وليْلَ الخرابْ سقتنا التجاريبَ حتى الثمالة! فاطرحْ ثمارَك خيراً عليْنا وزفّ البشارة بالسِّلْمِ في وطنِ الحبِّ لحناً شجياً إليْنا !