وفي السماء رزقكم وما توعدون
كلام الناس
*كلنا نحتاج للفضفضة مع الاخرين في كثير من الأحيان ليس للشكوى لأن الشكوى لغير الله مذلة ‘ لكن للتفاكر والتدبر في شؤوننا في هذه الفانية‘ لأن الأمر من قبل لله رب العالمين.
*كلما أود الحديث عن شأن خاص أتذكر سؤال أمانويل تعبان : لماذا دائماً تكتب "كلام الناس" ولا تكتب كلامك أنت ؟‘ أمانويل كان يعمل معنا في"السوداني" قبل أن يضطر لمغادرتنا بعد إعلان نتيجة الإستفتاء على مصير جنوب السودان.
*أكتب اليوم يا أمانويل كلامي بعيداً عن السياسة وقريباً من الناس الذين أستمد منهم طاقة الصمود المشحونة باليقين الذي لايتزعزع بأن رحمة الله التي وسعت كل مخلوقاته في الأرض والسماء تشملنا جميعاً في كل مكان وفي كل حين.
*حتى حرية الإختيار التي منحها لنا القادر القديرمرتبطة إرتباطاً وثيقاً بمشيئته الأعلى مهما كان جهدنا وكسبنا في الحياة الدنيا‘ دون أن يعني ذلك أن نتقاعس عن العمل للدنيا كأننا نعيش أبدا وللاخرة كأننا نموت غدا.
*عندما أقلب صفحات حياتي المهنية أجد نفسي تعرضت لامتحانات كثيرة لاتخلو من مغامرة لكنني تأكدت عملياً أنه في كل خير‘ بحيث لاأقلق على المستقبل دون أن أهمل واجباتي الانية.
*كانت المغامرة الأولى في حياتي المهنية عندما تركت الوظيفة في الخدمة المدنية, وقتها كان " الأفندي" له "شنة ورنة" وقدمت بكامل إرادتي للعمل في مهنة المتاعب "الصحافة" الذي أدخلني في تجارب ودروس لم تنته.
*أول إمتحان تعرضت له في عالم الصحافة كان عقب إنتفاضة ١٩٨٥م بعد أن تم إغلاق الصحافة والأيام .. كنت وقتها متزوج ولدي من نعيم الدنيا بفضل الله بناتي وأولادي في المراحل الدراسية المختلفة وساكن بالإيجار لكن بحمد الله تفتحت أمامي أبواب الرزق من حيث لاأحتسب وفي أكثر من إتجاه.
* تكررت الإمتحانات وحالات الإيقاف القسري لكن رحمة الله الواسعة ظلت تحملني على أجنحة اليقين إلى بر الأمان‘ حتى زيارتي الثانية إلى أسرة إبنتي في أستراليا جزاهم الله عني خير الجزاء‘ لم تخل من المغامرة من حالة الإستقرار السكني والمهني والمادي إلى عالم مختلف عن العالم الذي ترعرت فيه .. لكنى أصبحت أكثر يقيناً بأن الغد سيكون أفضل بعون الله وتوفيقه.
*الطريف في الأمر أنني في هذه المرحلة الإنتقالية عدت كما بدأت في عالم الصحافة - قبل التفرغ التام للعمل بها - أكتب "على كيفي" في أكثر من إصدارة ومطبوعة وموقع هنا وفي أستراليا وكندا ولوس أنجلوس بامريكا لوجه الله تعالى‘ وكلي يقين بالله بأن هذه المرحلة الإنتقالية محطة عابرة نحو مزيد من الإستقرار وراحة البال بمشيئة الله وتوفيقه.