كلام الناس
تزامن إعتصام مواطني محلية نيرتتي أمام مقر محلية غرب جبل مرة بولاية وسط دارفور مع مظاهرات الثلاثين من يونيو الماضي لتأخذ طابعاً قومياً يواكب مطالب الجماهير الثائرة في كل ربوع السودان الهادفة لتحقيق تطلعات المواطنين في السلام والعدالة والحياة الحرة الكريمة.
صحيح هناك مطالب خاصة بمواطني نيرتتي أوضحوها في لقائهم بوفد الحكومة الإنتقالية برئاسة عضو المجلس السيادي محمد حسن التعايشي الذي وصل إليهم للإستماع لمطالبهم التي لخصوها في إقالة الوالي العسكري وتعيين وال مدني وإقالة قائد قوات الدعم السريع بالولاية وفتح المسارات الامنة للزراعة وتأمين الموسم الزراعي واسترداد المواشي المنهوبة ومحاكمة المتهمين الذين فُتحت بلاغات ضدهم وجمع السلاح من المتفلتين ومنع استخدام المواتر البخارية وحظر إرتداء الكدمول ومنع القطع الجائر وحماية القطاع الغابي، وكلها مطالب مشروعة لكنها ليست منفصلة عن مطالب الجماهير الثائرة في كل السودان خاصة تلك التي شهدت تفلتات وفتن قبلية.
كما قلت إن تزامن إعتصام نيرتتي مع مظاهرات الثلاثين من يونيو أعطاها بعداً قومياً لكن للأسف حاول البعض حصرها في منطقة نيرتتي، وهذا يضعف أثرها لأنه يجعلها ضمن الحلول الجزئية التي فشلت من قبل في تحقيق السلام العادل الشامل الذي جاء في مقدمة أولويات برامج الحكومة الإنتقالية لكنه تعثر نتيجة للمفاوضات المناطقية.
إن الجماهير الثائرة التي هتفت من قبل " ياعنصري ومغرور كل الوطن دارفور" كانت تعني أن مشاكل دارفور جزء من مشاكل كل السودان، وليس من مصلحة أهل السودان إنتهاج أسلوب الضغوط المناطقية وتأجيج الفتن القبلية المتعمدة كما حدث في بعض مدن السودان المختلفة ومازال يحدث لإضعاف الجبعة الداخلة وشق صف وحدة قوة الحرية والتغيير.
لذلك نرى مع الإستجابة لمطالب مواطني نيرتتي تحويل شعار كلنا نيرتيي لشعار قومي يجسد معاني التضامن والتعاضد الرسمي والشعبي ليكون كل الوطن سودان، على أن تتكثف جهود الحكومة للإسراع بتحقيق السلام الشامل العادل في كل ربوع السودان وإعادة هيكلة القوات المسلحة وكل القوات النظامية الأخرى وحسم أوضاع القوات والمليشيات خارج القوات النظامية القومية لمنع التفلتات، وتعيين الولاة المدنيين بدلاً من العسكريين واستكمال مؤسسات الحكم خاصة المجلس التشريعي ومجالس الولايات، وتحقيق الحياة الحرة الكريمة للمواطنين في دولة المواطنة والديمقراطية وسيادة حكم القانون.