نصيحتي لوجه الله (3): يا وزير الاعلام التأريخ لا يرحم لملم كرامتك وامشى الليله قبل بكره لو دامت لغيرك لما آلت اليك !

 


 

 


( رب اشرح لي صدري ويسر لي امري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولى ) .
( رب زدنى علما ) .
ايها الناصرى بالله قل لي لمن ولاءك لمصر الناصريه ام الثوره السودانيه ؟
بعد أيام سيكون النتن ياهو فى الخرطوم التى جاءها زعيمك ناصر فاستقبله المحجوب استقبال الأبطال استقبالا تاريخياً انت سوف تستقيل احتراماً لمبادئ زعيمك ناصر الذى هزمته اسرائيل في ٦٧ ام سوف تستقبل النتن ياهو بالورود والزهور
وتشرف بنفسك على فراش البساط الأحمر له في أرض المطار ؟ يا لمفارقة الأقدار تأبى إلا أن تفضح الرجال الذين باعوا المبادئ بالدولار !
لولا محمد احمد محجوب لما كان زعيمك جمال عبد الناصر بطلا قوميا !
عقب هزيمة يونيو الشهيره بالنكسه قال ناصر للمحجوب تمنيت لو مت قبل هذا اليوم !
المحجوب قدم لزعيمك ناصر في الخرطوم استقبالا جماهيريا وشعبيا أذهل ناصر نفسه الذي جاء محطما مكسورا فرد له الاعتبار بمؤتمر اللاءات الثلاث !
كما توقعت بقيت يا فيصل مكنكشا وأكثر تمسكا بالكرسى من اى وقت مضى أنها السلطة حلوة خضراء .
تبا للحرص الذى اذل أعناق الرجال
كما قلت لك التأريخ لا يرحم هاهى المفاجآت تترى بعد أيام سيكون النتن ياهو في الخرطوم التى جاءها زعيمك ناصر فاستقبله المحجوب استقبال تأريخيا انت سوف تستقيل احتراماً لمبادئ زعيمك ناصر الذى هزمته اسرائيل في ٦٧ أم سوف تستقبل النتن ياهو بالورود والزهور وتشرف بنفسك على فراش البساط الأحمر له في أرض المطار ؟ يا لمفارقة الأقدار تأبى إلا أن تفضح الرجال الذين باعوا المبادئ بالدولار
نواصل حديث المحجوب الذى قال :
لم اهتم بالاوسمه أبدا تلقيت الكثير منها خلال حياتى السياسيه لكن لم أستعمل الألقاب التي منحتها أن أعظم مكافأة تلقيتها في هذه المنافسه لم تكن أوسمة ناصر بل إقدام الجمهوريين والملكيين أخيراً في حزيران 1970م على تنفيذ خطة السلام التى وضعتها لليمن فانتهت تلك الحرب الأهلية الطويلة أما البريطانيون من ناحيتهم فقد جاءوا لإضعاف نفوذ عبد الرحمن المهدي عن طريق القبلية فظهر على المسرح السياسي حزب زعماء القبائل وهو الاشتراكى الجمهورى ولكنه لم يفعل سوى خلق شئ من الفوضى وما لبث أن ظهر سوء تركيبه وانحل فورا بعد انتخابات 1953م التى لم يفز فيها إلا بمقعدين .
ان القمة الصغيرة في القاهرة اعطتني شخصيا نظرة واضحة إلى ناصر في الهزيمة سالنى ونحن خارجون من غرفة المؤتمر أن أراه في بيته في منشية البكرى في القاهرة في الثامنة من مساء ذلك اليوم .
ذهبت وبعد إجراءات الأمن العادية سمح لسيارتى بالدخول اخذنى سكرتيره إلى غرفة جانبية واسعة بنيت حديثا واثثت لتكون غرفة طعام جلست نحو عشر دقائق ثم دخل ناصر من غرفة الجلوس يرتدي قميصا مفتوح الياقة قصير الكمين فأمسك بذراعى واعتذر لى من تأخيرى قائلا :
وهو يبتسم أن جيكوب مالك أطال الزيارة ثم أضاف قلت لماليك :
إننا رفضنا القرار السوفيتي توقف قليلاً وتابع كلامه يا عزيزى محجوب طلبت أن تأتي لاننى أردت شخصا أن أفرغ أمامه ما في قلبى .
بدأ متعبا جدآ ومحزونا جدا عرفته سنوات طويلة وفى ساعة الهزيمة صدقته حين قال إنه أراد التنفيس عن مشاعره الداخلية الحقيقية وقد دونت فيما بعد في الليلة نفسها الحديث الذي دار بيننا وها أنا انقله بنصه :
قال لى ناصر :
( كان خيراً لى لو مت قبل ان اشهد هذه الهزيمة وأسوأ من الهزيمة نفسها خيبة أمل في صديق العمر عبد الحكيم القائد الاعلى للقوات المسلحة المصرية ) .
قلت لعبدالحكيم :
( إن الحرب الحديثة أصبحت علما وأن كل منا قد ابتعد عن الجيش زمنا طويلا ولم يعد صالحا للقيادة طلبت منه أن يبقى نائباً للرئيس وان يستقيل من قيادة القوات المسلحة
نواصل
بقلم
الكاتب الصحفي
عثمان الطاهر المجمر طه
باريس
elmugamar11@hotmail.com

 

آراء